حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق لبنان أمس الثلاثاء بعد يومين على انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم أراضي جنوبلبنان. وقال شهود إن طائرتين حربيتين على الأقل حلقتا من إسرائيل على ارتفاع متوسط واتجهتا شمالاً نحو وسط لبنان. وانسحبت القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان يوم الأحد تماشياً مع هدنة الأممالمتحدة التي أنهت الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله لكنها لم تنسحب من قرية حدودية صغيرة. ويقول لبنان إن تحليق الطيران الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية ويخرق قرار الأممالمتحدة الذي أوقف الحرب في 14 أغسطس آب. وقالت ميري إيسين المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية إن التحليق سيستمر للمساعدة على ضمان فرض حظر عسكري على حزب الله وضمان عدم وصول أسلحة خاصة من سوريا. وقالت إعادة نشر إسرائيل لقواتها على الحدود الدولية لا ينقض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والمساعدة في تطبيق حظر السلاح خصوصاً بالنسبة للحدود اللبنانية السورية وهذه المسألة لم تحل بعد كما وردت في قرار مجلس الأمن. من جهة أخرى أعلنت الأممالمتحدة الاثنين أن عشرة خبراء دوليين سيبدأون اليوم مهمة لتقييم الأضرار التي لحقت بالبيئة خلال النزاع الذي استمر 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.وقال برنامج الأممالمتحدة للبيئة في بيان نشر في مقره نيروبي وفي باريس إن علماء وخبراء مكلفين من قبل البرنامج سيتوجهون (أولاً إلى المواقع التي تشكل خطراً محتملاً على الصحة الإنسانية والثروة الحيوانية والنباتية والبيئة بشكل عام). وأوضح البيان أن المواقع التي تحتل أولوية هي المواقع الصناعية ومواقع المياه - الاحتياطي من المياه الجوفية والأنهار والبحيرات - والبيئة البحرية والساحلية وتلوث الهواء والشواطئ والتربة والنباتات. وأضاف إن المهمة ستستمر حوالي الشهر وسيقوم خلالها الخبراء بوضع لائحة كاملة بالمواقع التي تتطلب معالجة قبل نهاية العام الجاري. ومن المواقع التي ستزورها البعثة المعمل الحراري في بلدة الجية (28 كلم إلى جنوببيروت) حيث قصف الطيران الإسرائيلي خزانات وقود منتصف تموز- يوليو ما تسبب بتسرب بين عشرة آلاف وثلاثين ألف طن من الفيول في البحر الأبيض المتوسط. كما سيزور الوفد أيضاً مطار بيروت الدولي (الذي قصف الطيران الإسرائيلي أيضاً خزانات الوقود فيه) وكذلك مصنع الزجاج في البقاع (شرق) الذي تعرض لغارة إسرائيلية في 19 تموز- يوليو.وستقيم هذه البعثة مخاطر التلوث المرتبطة بتدمير حوالي 22 محطة للوقود والبنى التحتية لتوزيع مياه الشرب ومعالجة المياه المبتذلة والمراكز الطبية.ويتحدث البرنامج الذي أرسل هذه البعثة بطلب من وزارة البيئة اللبنانية، عن احتمال (تسرب مواد خطيرة) إلى الطبيعة مثل الأميانت (الاسبستوس) أو مكونات أحماض.وقال المدير التنفيذي للبرنامج أخيم شتاينر في تصريحات نقلها البيان إن تقييم النتائج البيئية للنزاع الأخير وإجراء عملية تطهير عامة للمواقع الملوثة أو تشكل خطراً على الصحة العامة أمر ملح.