عندما أعدت سياسية التعليم في المملكة 1389 نصت المادة 57 على الاهتمام باكتشاف الموهويبن ورعايتهم ووضع برامج خاصة بهم وذلك إدراكاً من اهتمام الدولة من البداية بأن الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات وأن إهمال الطاقات يترتب عليه عواقب وخيمة ومن هذا المنطلق لم يكن هم وزارة التربية والتعيلم الاهتمام والرعاية لهذه الفئة بل أصبح ذلك هم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث صدر الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين 1420ه وتشرف برئاستها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأصبحت هذه المؤسسة الجهة المرجعية ورائدة في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم والإسهام في تنمية قدراتهم من تمكينهم من التأثير الإيجابي في نهضة المجتمع فالمؤسسة توفر الدعم المالي والعيني لبرامج ومراكز الكشف عن الموهوبين والموهوبات ورعايتهم وتقديم المنح التي تمكنهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم وتشجيعهم في تقديم جوائز قيمة لهم ومساعدتهم في استثمار اختراعاتهم وابتكاراتهم ومساعدتهم في المشاركة في المعارض الدولية وتقوم المؤسسة كذلك في إقامة المؤتمرات واللقاءات الداخلية والخارجية فالاهتمام الذي تلقاه المؤسسة من خادم الحرمين الشريفين انعكس أثره على الجهات التربوية الأخرى ففي وزارة التربية والتعليم وأُنشئت الإدارة العامة لرعاية الموهوبين والموهوبات فبدأ اهتمامها برعاية الموهوبين والموهوبات في مدارس التعليم العام ومن ذلك تدريب المعلمين والمعلمات على أساليب التعرف على الموهوبين وسبل تعزيز تلك المواهب وكذلك الاهتمام من وزارة التعليم العالي في مجال رعاية الموهوبين وللمؤسسة اهتمامات حيث تصدر مجلة (موهبة) للتعريف بالمؤسسة وإنجازاتها وأهدافها وأنشطتها وخدماتها ومن ذلك المؤتمر الذي أُقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله الموهوبين (المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة) الذي أُقيم خلال المدة من 2-6- 8-1427ه في محافظة جدة وبحضور نخبة من العلماء والمفكرين العالمين في مجال رعاية الموهوبين وتنمية التفكير ويتخلل هذا المؤتمر جلسات علمية متخصصة عن الموهبة ومحاضرات عامة ومعرض مصاحب وورش تدريبية ومخيم إثرائي للطلبة الموهوبين ومعرض منتجات البرامج الإثرائية وهذا الاهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين صار له الأثر الملموس على المستوى المحلي والعالمي فالملك عبد الله - رعاه الله - أصبح في مقدمة الشخصيات العالمية الداعمة للموهبة فهو دائماً يتلمس مواطن الخير لأبناء وطنه والمحتاجين في العالم فالشكر لله ثم له على ما يقدمه من أعمال خيِّرة وخاصة في مجال رعاية الموهوبين والموهوبات.