إن مؤسس هذه الدولة حرسها الله جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته قد وضع أهم ركيزة للنهج الذي سوف تسير عليه هذه البلاد والدستور الذي تستقي منه تشريعاتها ونظمها ألا وهو تحكيم الشريعة الاسلامية التى من لوازمها الدعوة لله واعادة من ضل من البشر الى الدين الاسلامي الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة حيث حرص غفر الله له منذ ان تم توحيد هذه البلاد على ارسال الدعاة والعلماء الى جميع انحاء المملكة لنشر تعاليم الدين الحنيف وتعليم الناس أمور دينهم وتصحيح عقائدهم ونبذ البدع والشركيات وسار على هذا النهج القويم أبناؤه البررة الذين تعاقبوا على الحكم ولم يقتصر في ذلك على داخل المملكة فحسب بل امتد الى كافة انحاء العالم وكان له ثمار طيبة من اهمها نشر هذا الدين في كافة أنحاء المعمورة ولقد مرت مسيرة هذه الدعوة في هذه المملكة بمراحل عدة من أجل الوصول الى افضل السبل وانجحها لتحقيق هذا الهدف النبيل حيث تم تخصيص وزارة مستقلة تقع على عاتقها مسؤولية الدعوة لتكون بشكل منظم بعيدا عن العشوائية او الارتجالية ولتوحيد الجهود وترسيخ العمل الجماعي الذي تكون نتائجه أشمل وأعم من العمل الفردي ، حيث تم إنشاء المكاتب التعاونية للدعوة الى الله في كافة المناطق والمحافظات وانيط بها المسؤولية وفتحت الباب لمن يرغب التطوع في هذا المجال للانتساب الى هذه المكاتب ليكون العمل منضبطا بضوابطه الشرعية والتنظيمية التى تحقق لها هذه الرسالة النبيلة وكان لهذه المكاتب أثرها العظيم في تبصير أهل البلاد بأمور دينهم وايضاح كل مايشكل عليهم من شبهات اضافة الى دعوة غير المسلمين للدخول في هذا الدين القويم عن طريق الاقناع والمجادلة بالتى هي احسن وايضاح الصورة الحقيقية الناصعة للدين الاسلامي واعتناقه قناعة وطواعية ومن هذه المكاتب الخيرة المكتب التعاوني في محافظة الدوادمي الذي كان له الاثر في سبيل الدعوة الى الله حيث إن جهود القائمين عليه انتج غرسها ثمارا يانعة تمثلت في الاعداد الكبيرة التى دخلت الدين الاسلامي بتوفيق من الله عز وجل ثم بهذه الجهود الخيرة ، وتستقبل محافظة الدوادمي ضيفا عزيزا عرف عنه حرصه الشديد على مسيرة المكاتب التعاونية وتسهيل امورها وتشجيع القائمين عليها وسوف تشرف هذه المحافظة بحضور الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد لشؤون المساجد لافتتاح المقر الجديد للمكتب التعاوني في المحافظة وأهالي هذه المحافظة يثمنون لسعادته هذه الزيارة الميمونه وتجشمه عناء السفر والتنقل لمشاركتهم فرحتهم بافتتاح هذا المقر، سائلين الله عز وجل ان يجعل ذلك في موازين حسناته وان يمده بعونه وتوفيقه ليواصل هذه المسيرة الخيرة بدعم هذه المكاتب لتواصل اداء رسالتها انطلاقا من توجيهات قائدة المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية الذي يولي هذا المجال جل اهتمامه ورعايته.
