رجل تمرَّس في العمل الإداري وعاصر أجيالاً وقدم وما زال لدولته وحكومته جهوداً مخلصة شهدت له بالصدق في العطاء والإخلاص في العمل من خلال عمله في إمارة خميس مشيط كمحافظ لها منذ ما يقرب من 45 سنة.. إنه محافظ محافظة خميس مشيط الشيخ عبد العزيز بن سعيد بن مشيط أحد رجالات منطقة عسير والوطن الكبير، المولود بخميس مشيط في عام 1353ه. تعيَّن بعد تخرُّجه في المدرسة مدرساً في عام 1375ه بمدرسة ذهبان المعروفة حالياً بمدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. و(ذهبان) من القرى القديمة التي كانت تقع إلى الجنوب من (خميس مشيط)، وهي تعد حالياً من أحيائه، وقد ارتبطت بوجود أسرة آل مشيط فيها، وكان فيها مقار سكنهم، وفيها قصر مشرف الذي بناه جده الشيخ عبد العزيز والد الأمير سعيد بعيد انتقال الأسرة من قرية (نعمان) التي تبعد عن الخميس 8 كم، وكانت تشهد حركة تجارية لانعقاد السوق في ناحية منها كل يوم خميس قبل تحوله إلى شمال (حي الدرب) أحد الأحياء القديمة والمشكلة لخميس مشيط. شهدت خميس مشيط كثيراً من التقدم النهضوي والعمراني، وكان الشيخ عبد العزيز شاهداً عليه وداعماً له ومستأنساً بآراء ودعم لا محدود من سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، وكان لافتتاح مدينة الملك فيصل العسكرية في عام 1391ه دور في انتعاش الحركة الاقتصادية والعمرانية وازدياد أعداد السكان فيها وتوسع أحيائها وانتشار مدارس البنين والبنات بعد أن لم يكن فيها سوى المدرسة السعودية الأولى التي فتحت أبوابها لطلاب العلم في عام 1359ه، وتلتها مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عام 1365ه، وافتتاح أول مدرسة للبنات في عام 1382ه، ثم توالى بعد ذلك انتشار المدارس للجنسين والمعاهد وكلية لخدمة المجتمع والعديد من المعاهد الأهلية لتعليم الحاسب وغيرها، وهي بهذا النشاط المتنوع تعد رابع مدن المملكة اقتصادياً. الشيخ عبد العزيز هو أحد أبناء الأمير سعيد بن عبد العزيز بن مشيط الذي يعود تاريخ أسرته إلى عام 1183ه، وكان جده الشيخ سالم بن حسين قد أنشأ سوق الخميس، ولإجماع قبائل شهران اختير أميراً عليها وأوكلت له حماية السوق الذي عرف بعد ذلك بخميس مشيط نسبةً له، ثم توالى أفراد الأسرة على إمارة قبيلة شهران العريضة التي تعرف بكبر مساحتها، وقد تولَّى الشيخ عبد العزيز دوره في إمارة القبيلة في عام 1381ه، ثم بعد ذلك عُيِّن محافظاً على محافظة خميس مشيط، وما زال حتى تاريخه. ومن يعرف الشيخ عبد العزيز - (أبو سعيد) كما يحلو لمقربيه كنيته - سيعرف حجم التواضع والحب الذي يملأ صدره للناس والإخلاص لوطنه وقادته، ويعرف فيه مواطنته الصادقة ومدى ما يحظى به وأسرته من مكانة عند ولاة الأمر، ولعل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد ومعه جمع كريم من أصحاب السمو الملكي الأمراء له في منزله ب(ذهبان) وتشريفه لأسرة آل مشيط بهذه الزيارة التاريخية في تاريخ المنطقة والأسرة هي أكبر دليل لما تحظى به أسرته، لا سيما أن لهم دوراً كبيراً في مشاركة الملك عبد العزيز، وبخاصة الوقفات البطولية لوالده الأمير سعيد بن عبد العزيز بن مشيط، وهناك المخاطبات الكثيرة إليه ومنه مع الملك عبد العزيز الذي كان يعتمد عليه في المنطقة بعد الله وعلى الشيخ عبد الوهاب أبو ملحة الذي يعدُّ هو الآخر من رجالات الملك عبد العزيز المخلصين، وقد أسهم الرجلان في بناء الكيان واستتباب الأمن في المنطقة. الشيخ عبد العزيز بن سعيد بن مشيط سيبقى من الأسماء الحاضرة في أذهان الكثيرين من أبناء منطقة عسير بعامة، وفي ذاكرة أبناء خميس مشيط بخاصة؛ نظراً إلى ما يحمله من مشاعر إنسانية لا يعرفها إلا من اقترب منه، وهو مَن يستحق التكريم وتخليد اسمه وهو ما زال ينعم بالصحة والحياة. [email protected]