إنَّ من الأمور الصعبة والقاسية التي نمر بها نحن البشر هو فقد أحد الوالدين، فقد أدركت هذه الصعوبة عندما فقدت والدي الشّيخ محمد بن قاسم الفهّاد (رحمه الله) وإذ أكتب هذه السطور إنما لأعبّر عن القليل من اللوعة والحزن والألم الذي يعتصر قلبي على فراق والدي الذي كنت أفتخر وأعتز به دوماً فقد كنت أعتبره الصديق والرفيق والأخ. أحنُّ إلى الماضي وأتذكّر الأيام التي أمضيتها مع والدي بحلوها ومرّها، وقد استفدت منه كثيراً -رحمه الله- حيث أحسن تربيتي وعلّمني ونصحني ووجهني إلى الطريق الصحيح أتذكّر دروسه الدينيّة بالمسجد والبيت وخطب الجمعة التي كان يلقيها كم كانت رائعة، أتذكّر قسوته وحنانه ومن أكثر الأمور التي أتذكّرها عنه -رحمه الله- هو صبره وعزّة نفسه حيث كان طريح الفراش وقاوم المرض بقوّة لمدّة زادت على خمسة أعوام إلى أن شاء المولى عز وجل بأن يكتب له الموت الحق. رحل والدي ولم يبقَ له الآن سوى ما يقوله الجيران والأهل والأصدقاء والأحباب من الكلام الطيّب والحسن والدعاء له بالمغفرة، وهذا أمرٌ يثلج الصدر، فالجميع كان وما زال يتذكّر ويكنّ له الكثير من الحب والمودة والاحترام، وهذا شيءٌ عظيمٌ ولا يسعني إلا أن أقول كما قال تعالى (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) والحمد لله على كل شيء. ومرّت الأيام على رحيله بسرعة هائلة وسأبقى أتذكّره دوماً وأبداً، فلا اعتراض على حكم الله وأنا مقتنع بأنّني فقدتك وافتقدك يا والدي، ولا أزال أتذكّر تلك الوصية التي أوصيتني بها: عليك بتقوى الله فمن يتق الله يجعل له مخرجاً وحافظ على الصلاة لأنها الصّلة مع الله، واتق الله في والدتك وإخوتك وأخواتك فأنت المعيل لهم بعد الله، ولا تتدخّل في شيء لا يعنيك لأن في ذلك أذى لك ولا تقل إلا خيراً أو اصمت، واجعل هدفك العمل وفكّر بالمستقبل دوماً، وحافظ على صلة رحمك حتى لو وجدت منهم صدّاً وكرهاً، واكثر من قراءة القرآن والمطالعة فيما هو مفيد، وحاول تطوير نفسك بالكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وتجنّب رفاق السوء لأنّهم مضرة. والدي الغالي: عزائي فيك بأنّ جميع الجيران والأهل والأصدقاء والأحباب يدعون لك بالمغفرة، فأسأل الله العليّ القدير بأن يجعل قبرك روضةً من رياض الجنة ويسكنك فسيح جنّاته ويغفر لك ولجميع موتى المسلمين (آمين).رحمك الله يا والدي [email protected]