في يوم الجمعة الموافق 30-10-1434ه فجعنا بوفاة المغفور له -بإذن الله- عبدالله بن أحمد الباتل من محافظة الزلفي، عرفته منذ فترة قصيرة عن قرب أثناء مكوثي مؤقتاً لمدة سنة في محافظة الزلفي وكأنني أعرف هذا الرجل رحمه الله منذ سنوات طوال لما يتمتع به من تواضع جم وابتسامة دافئة وسؤال مستمر وكرم بالغ، ولقد تأثرت كثيراً كما تأثر أهله وأبناؤه وإخوانه وجيرانه وأصدقاؤه ومحبوه، ولقد اكتظ جامع الإمام فيصل بن تركي مساء يوم الجمعة الآنف الذكر بمحافظة الزلفي وتحديداً صلاة العشاء بالمصلين القادمين من كل مكان من داخل المحافظة وخارجها، ثم قاموا بتشييعه بعد الصلاة إلى المقبرة كالعادة المتبعة وشارك العديد من الحاضرين في دفنه والصلاة عليه في المقبرة ودعاؤهم مستمر له بالرحمة والمغفرة ثم قاموا بمواساة أبنائه وإخوانه وأقاربه وأنسابه وجيرانه في المقبرة مبدئياً وتوافدوا على منزله لمدة ثلاثة أيام يشاركونهم الدعاء والمواساة ويتمنون من الله العلي القدير له الرحمة والمغفرة ولأهله الصبر على ذلك. إنك حينما ترى هذه الجموع المؤمنة وهي تفعل ذلك فإننا لا نشك مطلقاً إلا أن الأهداف إيمانية خالصة تبتغي وجه الله ورضوانه سبحانه وتعالى وهذا ديدن المسلمين مع بعضهم البعض وهذه سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حث وأوصى بأن يكون المؤمنون متوادون متراحمون متعاطفون في كل شيء وفي الحديث الذي أمر به صلى الله عليه وسلم من حقوق المسلمين على بعضهم أنه إذا مات أخوك المسلم فصل عليه واتبعه إلى قبره، فهذا ولا شك دلالة على عظمة هذا الدين وأنه يحثنا على أن نكون مترابطين متحابين وهذا ما حدث بحمد الله مع الأخ الوفي رحمه الله عبدالله بن أحمد الباتل حينما تسارع الجميع لحضور جنازته والصلاة عليه وتشييعه ومواساة أهله وأقاربه ومحبيه فلم يكن رحمه الله ذا منصب ولم يكن غير ذلك بل كان مثال المؤمن المتواضع المبتسم الكريم الذي يفرض عليك محبته واحترامه وتقديره من جراء ما ذكر ولذا فإن كان لفراقه في نفسي حزناً عظيماً بادرت بالتخفيف منه بالصبر على قضاء الله وقدره وهذا ديدن المؤمن ومن ثم الاستمرار له بالدعاء ووالديه بالرحمة والمغفرة، اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك واجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ووالديه ووالدينا وجميع المسلمين إنه سميع مجيب. إنني في هذه العجالة والكلمات المتواضعة أعزي نفسي بأخ عزيز كان له في قلبي مكاناً كبيراً وسيظل إن شاء الله ذاكراً إياه ومستمراً له بالدعاء بالرحمة والمغفرة معزياً في ذات الوقت أهله وأبناءه وإخوانه وأقاربه وجيرانه وأصدقاءه ومحبيه وكل من حزن على فراق هذا الرجل، وليسمح لي أبناؤه وإخوانه وأصدقاؤه أيضا عن هذه السطور المتواضعة التي لم ولن تعطيه ما كان يتصف به رحمه الله ذلك لأن معرفتي به كما ذكرت كانت قصيرة جداً وكان اللقاء به محدوداً فلم تسعفني الأيام أن أغوص في أخلاقه وصفاته وأعماله الجليلة الكثيرة التي كان يؤديها في سبيل الله من الصلاة في المساجد المحتاجة إماماً والسلام على مرتاديها وإقامة علاقات طيبة معهم كما كنت أتمنى أن أسطر عنه رحمه الله الشيء الكثير لكنني كما ذكرت كانت معرفتي به قصيرة جدا لكن من خلال الحديث معه والجلوس كذلك أحيانا كان لذلك الزمن القصير الأثر الكبير في نفسي لما كان يتمتع به رحمه الله من صفات جليلة كما ذكرت ليعذرني أهله وأبناؤه وإخوانه على عدم الإيضاح والتعمق في الكتابة عنه رحمه الله رحمة واسعة موصياً في النهاية أبناءه وهم إن شاء الله كذلك بالاستمرار على نهجه وتواضعه وصلة أرحامه وكرمه والدعاء المستمر له وكذا إخوانه وأصدقاؤه فمثل عبدالله بن أحمد الباتل لا يُنسى جعله الله من الذين لا خوف عليه ولا هم يحزنون، اللهم في نهاية حديثي أسبغ عليه الرحمة والمغفرة واجعله في الفردوس الأعلى من الجنة ووالديه ووالدينا وجميع المسلمين آمين. د. صالح بن عبدالله الحمد - محافظة الزلفي [email protected]