قال تعالى في كتابه العزيز: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (11) سورة التغابن.صدق الله العظيم. إن من أصعب وأقسى الأمور التي نمر بها نحن البشر هي فقدنا لأحد الوالدين وقد أدركت هذه الصعوبة عندما فقدت والدي أبا عبدالقادر (رحمه الله). وقد كتبت هذه السطور لأعبر عن القليل من اللوعة والحزن اللذين يعتصران قلبي على فراق والدي الذي كنت وما زلت أفتخر وأعتز به. توفي والدي بعد صراع مع المرض دام حوالي خمسة أعوام قدم فيها أروع الأمثلة في الصبر وعزة النفس، وقد كان راضياً عما قسمه الله له، والحمد لله على كل حال، فقد بقي من ذكراه الكلام الحسن والدعاء الطيب له بالمغفرة والرحمة والجنة من الأهل والأصدقاء والجيران وهذا أمر يثلج الصدر كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. صدق الله العظيم. لقد ترك - رحمه الله - فراغاً كبيراً بالعائلة ولديّ بشكل خاص، فآه وآه وكم من الآهات محبوسة داخل صدري من الحزن على فراقه، فقلمي يعجز عن متابعة الحديث عنه لأن المصاب جلل والحزن عميق وقدّر الله ما شاء فعل ولا علاج لهذه الحالة إلا بالصبر وقوة الإيمان والدعاء له بالمغفرة والرحمة والجنّة، وأنا كباقي عائلتي مؤمنين بقضاء الله وقدره وكما قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} صدق الله العظيم. أسأل الله العلي القدير أن يثبتنا على ديننا وينزّل علينا السكينة والطمأنينة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يسكنه فسيح جناته ويغفر له ولجميع أموات المسلمين. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبدالقادر لمحزونون. مدير إدارة شؤون الموظفين بمجموعة الجاسر الصناعية [email protected]