كثيرون لا يعرفون كيف يتحاورون.. ويجهلون أن الحوار فن.. وإجادته تتطلب الكثير من المهارات واكتساب العديد من الصفات. الشيخ سلمان العودة قال إن الحوار القائم بين كثيرٍ من المسلمين بعضهم مع بعض فيه عيوب وأخطاء منها: أولاً: رفع الصوت.. فكأن الإنسان في غابة تتهارش فيها السباع ومن لم يكن ذئباً اكلته الذئاب فيرى أن انتصاره في الحوار لن يكون إلا عن طريق مبالغته في رفع الصوت على خصمه والله تعالى يقول: (إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ). ثانياً: أخذ زمام الحديث بالقوة: وذلك لئلا تدع للخصم فرصة يتحدث فيها فيهدم بناءك الهش أو يحطم حججك الزجاجية أو يثير البلبلة في نفوس الناس. وكأننا في ذلك قد أخذنا بمبدأ الكلمة التي قالها دايل كارنيجي في كتابه.. كيف تؤثر في الناس.. إذ قال: إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك وتتركهم فإليك الوصفة: لا تعط أحداً فرصة للحديث تكلم بدون انقطاع وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه فهو ليس ذكياً مثلك فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف اقتحم عليه الحديث واعترض في منتصف كلامه واطرح ما لديك. ثالثاً: تهويل مقالة الطرف الآخر: إن البعض يهولون أقوال الآخرين ويحملون كلامهم من الضخامة ما لا يخطر إلا في نفوس مرضى القلوب لماذا؟ لئلا يتجرأ أحد على القول بمثل ما قالوا أو نصرة ما ذهبوا إليه، فيحاول المحاور - أحياناً - أن يحيط القول المردود بهالة رهيبة فيقول: هذا القول كفر وهذا فسق وهذه بدعة وهذه فرق للإجماع وهذه مصادمة للنصوص الشرعية وهذا اتهام للعلماء. ويظل يهول ويطول ويضخم العبارات بحيث يشعر السامع أنه قول خطير يجب البعد عنه وعدم التورط في قبوله أو الاقتناع بحجة من تكلم به. وقد لا يكون القول كذلك. وقال الشيخ سلمان العودة إن آداب الحوار هي حسن المقصد وإحقاق الحق لا إسقاط الخصم. وكذلك التواضع وتجنب ما يدل على العجب والغرور.. والإصغاء إلى الآخرين.