أكَّدت مصادر طبية وأمنية فلسطينية استشهاد عشرة فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية صباح أمس الأول الثلاثاء على قطاع غزةوالضفة الغربية، فقد قتلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين خلال عدوان جديد على وسط قطاع غزة كما قتلت ثلاثة في مدينة نابلس وبين هؤلاء ضباط كما اعتقل 150 جندياً. والعدوان الإسرائيلي أمس على مخيم المغازي بوسط غزة هو الحلقة الأحدث في سلسلة اعتداءات واسعة النطاق بدأتها إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع عندما أسرت مجموعة تنتمي لعدة فصائل فلسطينية جندياً إسرائيلياً. وفي اعتداء فجر أمس تفجر إطلاق كثيف للنيران حول مخيم المغازي للاجئين بعد أن عبرت قوات إسرائيلية الحدود إلى المنطقة قبل الفجر. وأوضح مسعفون فلسطينيون أن ثلاثة فلسطينيين على الأقل استشهدوا عندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة من العيار الثقيل على الجزء الشرقي من مخيم المغازي، فيما استشهد فلسطيني رابع في اشتباكات مسلحة بين النشطاء الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في داخل المخيم. وكان ثلاثة فلسطينيين قد استشهدوا فجر أمس لدى بدء عملية التوغل الإسرائيلي في قلب مخيم المغازي، منهم اثنان من أعضاء كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس قتلاً برصاص وحدة إسرائيلية خاصة تسلَّلت إلى شرق المخيم في ساعات الفجر. وقالت المصادر الطبية إن الفلسطيني الثالث قتل في غارة نفذتها الطائرات الإسرائيلية، فيما أصيب 15 فلسطينياً بجراح مختلفة وصفت بعض منها بالحرجة. وذكر بيان لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه أن اثنين من عناصرها استشهدا خلال تصدي (وحدة المرابطين) التابعة لها لتقدم قوات إسرائيلية خاصة شرق مخيم المغازي. وروى شهود عيان أن قوة خاصة إسرائيلية دخلت المخيم واعتلت أسطح بعض المنازل القريبة من الحدود الشرقية لمخيم المغازي واشتبكت مع نشطاء فلسطينيين كانوا قريبين من المكان مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وآخر من المواطنين الفلسطينيين وإصابة خمسة من الجنود الإسرائيليين. وأصيب 52 فلسطينياً بجروح في الاشتباكات بينهم أربعة أصيبوا بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار، وأصيب عشرة أطفال على الأقل بجروح، وقال المسعفون إن بعض الجرحى حالتهم خطيرة. وقد اقتحمت عشرات الآليات والدبابات الإسرائيلية المخيم تحت غطاء المروحيات الحربية الإسرائيلية، وتوغلت هذه القوة مسافة تسعمائة متر داخل المخيم. وقال الجيش الإسرائيلي إن خمسة من جنوده أصيبوا بجراح في قطاع غزة ونقلوا بمروحية عسكرية إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكانت آليات عسكرية إسرائيلية لا تزال حتى قبل ظهر أمس تواصل إطلاق نيرانها وقذائفها على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة. ويأتي هذا العدوان الجديد على مخيم المغازي بعد يوم واحد من انسحاب قوات الاحتلال من داخل بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث خلفت وراءها سبعة شهداء وعشرات الجرحى وأضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والبنية التحتية. وفيما يتصل بالعدوان على الضفة الغربية فقد أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والآليات والجرافات اقتحمت صباح أمس الأربعاء مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية وحاصرت مبنى (المقاطعة) في المدينة. وأضافت المصادر أن هذه القوات اقتحمت المدينة وسط إطلاق نار كثيف وحاصرت مبنى المقاطعة الذي يضم عدداً من مقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية من بينها مقر جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني. وأكدت المصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت المبنى واحتجزت نحو 150 رجلاً أمن فلسطينياً وهدمت الجرافات العسكرية الإسرائيلية سجناً يسيطر عليه جهاز الأمن الوقائي في المدينة المحاصرة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن جنود الجيش الإسرائيلي وخلال عملية اقتحام المدينة قتلوا بالرصاص ثلاثة فلسطينيين، أحدهم ضابط في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني وهم في طريقهم لمحاصرة المقاطعة. الجدير بالذكر ان هذا الاجتياح الواسع والمتواصل يأتي عقب مقتل جندي إسرائيلي وتمزقه إلى أشلاء إثر تفجير عبوة ناسفة في دورية عسكرية راجلة مما أدى لإصابة ستة آخرين في البلدة القديمة وسط نابلس يوم الاثنين.. وكان من بين الجرحى حينها ابن يائير نافيه قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال والمعروف بأنه شن عملية اختطاف النائب أحمد سعدات ورفاقه في أريحا. ومن ناحية أخرى وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية، حاصرت وحدة عسكرية إسرائيلية مقر محافظ رام الله واعتقلت خمسة من حراسه واثنين من رجال الشرطة.