فازت جمعية "لأجلهم" لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومقرها الرياض، بجائزة الملك فيصل العالمية في فرع خدمة الإسلام لعام 2025، وذلك عن مشروع مصحف تبيان للصم، في إنجاز غير مسبوق لم تحققه أي جمعية أخرى من قبل. وقد حصل مشروع مصحف تبيان للصم على الجائزة نظرًا لما يقدمه من خدمة متميزة لذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، حيث يوفّر معاني القرآن الكريم كاملة بلغة الإشارة، باعتبارها لغة التواصل الأساسية للصم. ويعد المصحف تفاعليًا يستهدف الصم، ومن يعانون من الإعاقة السمعية بمختلف مستوياتها، بالإضافة إلى تفسير القرآن الكريم بأساليب جديدة وتقنيات متطورة، تُمكّن الصم من تدبّر القرآن الكريم وفهم معانيه. كما يتم تقديم المصحف عبر تطبيق إلكتروني حديث ومتطور، يلبّي احتياجات الصم، ويعين المعلمين والمربين على تعليم معاني القرآن الكريم، بالإضافة إلى تقديم مرئيات تفاعلية تساعد أكبر شريحة ممكنة على استيعاب معاني القرآن الكريم بالترجمات الإشارية. وعبّرت صاحبة السمو الأميرة نوف بنت عبد الرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية، عن سعادتها وفخرها بهذه الجائزة التي تحمل اسم قائد فذ وهو الملك فيصل - رحمه الله- وأوضحت أن فكرة المشروع جاءت من فكر الأمير فيصل بن عبد الرحمن، المدير التنفيذي للجمعية، مشيرةً إلى أن سر نجاح هذا التطبيق - بعكس التطبيقات السابقة - يكمن في أنه اعتمد بشكل أساسي على ما يريده ويحتاجه المستفيدون أنفسهم. وأضافت أن هذه الفكرة دفعت الأمير فيصل وفريق الجمعية، بالتعاون مع جهات معنية، إلى الاستمرار في البحث لأكثر من أربع سنوات، قام خلالها المدير التنفيذي بزيارة العديد من جمعيات الصم في مناطق مختلفة، للتعرف على احتياجاتهم عن قرب. وأضافت الأميرة نوف أن عملية البحث كشفت أن المستويات اللغوية للصم لا تتعدى الصف الرابع الابتدائي، ما يعني أنهم يقرؤون دون فهم أو وعي كافٍ. ومن هنا جاءت فكرة "تبيان" لتجاوز هذه العقبة، وذلك من خلال تقديم معاني القرآن الكريم بأسلوب سلس وسهل الفهم. وأشادت بالدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لذوي الإعاقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله -، مؤكدةً أن رؤية المملكة 2030 تضمنت دعمًا كبيرًا للجمعيات النوعية. كما أشادت بتجربة انتشار التطبيق ووصوله إلى كندا وجنوب أفريقيا ودول آسيوية، إضافةً إلى عرضه في إكسبو أصحاب الهمم في دبي. كما زار وفد من جمعية الصم بالولايات المتحدةالأمريكية الجمعية، مطالبين بترجمة التطبيق إلى اللغة الإنجليزية. وعن أبرز التحديات التي واجهت المشروع، أوضحت الأميرة نوف أن التكلفة العالية كانت من أكبر العوائق، إضافةً إلى ندرة مترجمي الإشارة القادرين على شرح العقيدة الإسلامية بلغة إشارة تتناسب مع مكانة القرآن الكريم. ولذلك، تمت الاستعانة ب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بعد الحصول على موافقتها، للاستفادة من خبراتها في الترجمة المعتمدة. وأشارت إلى أنه تم الانتهاء من 8 أجزاء من القرآن الكريم حتى الآن. وختمت تصريحها بقولها: "إن ما يدعو للفخر هو حجم التنزيلات الكبيرة للتطبيق، التي تخطت الحدود، كما حرصنا على إبراز الهوية الوطنية لمترجمي الإشارة من خلال ارتدائهم (الغترة والثوب والعقال)، ولاحظنا حرص الدول الأجنبية على ظهور التطبيق بمترجمي الإشارة السعوديين بهويتهم الوطنية."