ودَّعت محافظة الحريق ابناً من أبنائها، ولد ونشأ، وترعرع فيها، وحصل على الشهادة الابتدائية والمتوسطة فيها، أتم تعليمه الجامعي في الرياض، هو المدرس، والمربي المهذب في أقواله، المواثب في إمامة مسجد الشيخ إبراهيم الحميضي بالسويدي من مدينة الرياض، وخطيب جمع بالاحتياط من غيره، كان (رحمه الله) عندما يذكر شخصاً بخير تأخذه الملازمة على لسانه بعبارة (ما شاء الله عليه) فاضت نفسه إلى بارئها، ومقدر آجالها من بعد صلاة يوم الجمعة الموافق 13-5-1427ه بحادث مروري مفاجئ مروع (لا حول ولا قوة إلا بالله) مع رفقه من الأخيار (وأحسبهم كما ذكرت الله حسبي وحسيبهم) أسأل الله المغفرة للجميع. إنه سعد بن إبراهيم بن عبدالله الحيدر، عرف بدماثة أخلاقه وتواضعه، وحبه لفعل الخير، والأخيار، ولين الجانب، والحلم، وسعة الصدر والأناة، والرفق، وملاطفة الجميع، واحترام الكبير، والعطف على الضعيف وصلة الرحم، والوفاء مع معلميه، وزملائه، ومعارفه. أديت عليه الصلاة بعد صلاة عصر يوم السبت 14-5-1427ه في مسجد الأمير محمد بن عبدالرحمن بعتيقة، ووري الثرى في مقبرة المنصورية في الرياض بعد أن صلى عليه جمع غفير حضروا من محافظة الحريق، وغيرهم كثير ممن يقطن الرياض من أهالي محافظة الحريق، وممن يعرفه من الأصدقاء، والزملاء والإخوان، والجيران، وتلاميذه، ويلهج الجميع (مناجين الله) بألسنة صادقة ودعوة خالصة حاضرة، وعاطفة جياشة له بالرحمة والمغفرة من الرحمن الرحيم ويرددون قول الرب جل وعلا {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} وعزاؤهم لأولاده، وإخوانه وأسرته.. أسأل الله للجميع الأجر والرحمة، وللفقيد الجنة والنجاة من النار، وصلاح الذرية.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.