ساد الهدوء عاصمة تيمور الشرقية أمس الأربعاء لأول مرة منذ أكثر من أسبوع بعد أن رحب سكان البلاد بأنباء تولي بطل الاستقلال الرئيس زانانا جوسماو مسؤولية أمن البلاد بمفرده. وأخمد فيما يبدو إعلان الرئيس عن توليه المسؤولية بمفرده أعمال العنف والتخريب من نهب وإحراق التي قامت بها عصابات من الشبان بسبب تسريح نحو نصف أفراد الجيش. ووقع عدد محدود من الحوادث الفردية لكن مئات مما يقدر بنحو 30 ألفاً فروا من منازلهم واحتموا بالكنائس والمدارس بدأوا العودة. وقال جوسماو إنه سيتولى بمفرده مسؤولية القوات المسلحة كما سيكون مسؤولاً عن التنسيق مع قوة حفظ السلام الدولية التي تقودها أستراليا ويبلغ قوامها 2500 فرد التي طلبت تيمور الشرقية إرسالها الأسبوع الماضي لإعادة النظام. ويُنظر للخطوة التي قام بها جوسماو بتولي سلطات طارئة دون إعلان حالة الطوارئ رسمياً في البلاد على أنها ستزيد من عزلة رئيس الوزراء مرعي الكاتيري الذي وجهت انتقادات شديدة له في الداخل والخارج لطريقته في التعامل مع هذه الأزمة. وقال دبلوماسي لرويترز: (هناك خلاف دائم بينهما لكن هذا الخلاف أصبح عميقاً للغاية). ولكن الكاتيري زاد من ارتباك الوضع السياسي المعقد أصلاً في تيمور الشرقية عندما أصر على أنه ما زال المسؤول. وقال لراديو هيئة الإذاعة الأسترالية: (أنتم مخطؤون.. مخطؤون تماماً.. إنه (جوسماو) لم يتولَ المسؤولية. وأضاف: (مازال الدفاع والأمن جزءاً من الحكومة.. أنا رئيس الحكومة)، ملقياً باللوم في هذا التشوش على ترجمة خاطئة لتصريحات جوسماو من البرتغالية إلى الإنجليزية. ورفض البريجادير ميك سليتر رئيس قوة حفظ السلام أن يستدرج إلى هذا الجدل. وقال للصحفيين: (الرئيس ورئيس الوزراء يتعاونان معنا). ولكن ساسة أستراليين قالوا إن من الضروري أن يسعى الزعماء السياسيون في تيمور الشرقية إلى حل خلافاتهم القائمة. غير أن مواطني تيمور الشرقية لم يكن لديهم أدنى شك في أن جوسماو هو المسؤول الآن. وقال خوسيه أوراخو الذي أمضى الليالي الخمس الماضية مع مئات آخرين في ساحة كنيسة الحي (هذا شيء طيب. يمكننا الآن العودة إلى منازلنا). ومضى يقول (جوسماو لن يخذل البلاد أبداً. لا بد أن يتحمل الكاتيري مسؤولية هذا ويستقيل). وينظر لجوسماو على أنه زعيم الشعب وبطل الاستقلال الذي حارب الحكم الاستعماري لإندونيسيا وأمضى سنوات في السجن ثمناً لمعتقداته. في حين ينظر الكاتيري الذي أمضى أغلب سنوات حياته منفياً في أنجولا وموزامبيق على أنه أكثر بعداً عن الشعب وليس من أبطال الاستقلال مثل جوسماو.