الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لقد اطلعت على ما كتبه الأستاذ المهندس عبدالمحسن الماضي يوم الأحد الموافق 16-4-1427ه عدد 12281 تحت عنوان (تعقيب على ردود) فسرني كما سر كل قارئ تعقيبه، والذي ضرب مثلا حيا لما يجب أن يكون عليه الكاتب، والمثقف، والباحث عن الحق، فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها، ولنا في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين يتراجع عن رأيه من على المنبر ويقول (أصابت امرأة وأخطأ عمر). وفي وقتنا الحاضر من النادر أن تجد من يرجع إلى الحق بل ويشكر من بين له ذلك، وأحسب أن المهندس الماضي منهم حين قال: أكرر شكري ووافر امتناني للأساتذة والمشايخ الكرام على حميتهم ونصحهم وإخلاصهم.. ولا أنسى أن أزجي الشكر الجزيل للكاتبة القديرة الدكتورة خيرية السقاف التي لولا مقالها ما كانت هذه الردود والتعقيبات التي أفادتني أنا شخصيا.. ولا شك أن كثيرين غيري من القراء استفادوا كذلك..فالتجرد من أهواء النفس، والبعد عن المكابرة، والإصرار والتعصب بالآراء من أمراض القلوب، ومما يربأ عنها العاقل. فطالب الحق يسعى وراءه ولا يضره كونه ظهر على لسانه أو لسان غيره، وهذه مرتبة لا يصلها إلاّالأقوياء الذين لهم ثقة بأنفسهم، أصحاب المنهج الصحيح في التعامل. قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما ناظرني أحد إلا وأحببت أن يظهر الحق على لسانه أو لساني). فالاعتراف بالحق والرجوع إليه فضيلة، وشرف وعزة، فليس من العيب ألا يعلم الإنسان، بل كل العيب في التمادي على الخطأ والاستمرار بالجهل. محمود بن عبدالله القويحص [email protected]