يبعث بعض الشعراء والمهتمين بالشعر الشعبي قصائد موغلة في القدم يطلبون نشرها، وعندما أعتذر عن عدم نشرها أدخل في مساءلة من قبل المرسل من قبيل: أليست هذه قصيدة شعبية؟! ولماذا لا تنشر مثل ما ينشر الشعر المعاصر؟ وجوابي دائماً هو: الشعر القديم جداً الذي يحوي مفردات غير مفهومة الآن نقبل نشره في حالة واحدة فقط هي أن يقدم على شكل دراسة للنص، ويكون النص مميزاً، والدارس له ملماً بمعاني مفرداته وخفايا مضمونه، ونتوقع أن يستفيد منه القارئ. أما نشره كنص شعري فقط فيحتاج إلى تذييله بهوامش قد تأخذ مساحة كبيرة لشرح معاني المفردات، ونحن في عصر السرعة، ولا نعتقد أن هناك قارئاً على استعداد لقراءة النص ثم الرجوع إلى الحواشي؛ ليقف على معاني المفردات أو يسأل كبار السن عنها في حالة عدم نشرها؛ ولهذا فنحن نبحث عن كل ما يضيف جديداً إلى معلومات قارئنا عن هذا الموروث. وفئة أخرى تبعث بطلاسم أشك أن كاتبها يفهم ما فيها من معان، ويطالبون بنشرها، وعندما نعتذر يطالبنا بنشرها ويؤكد أنه كفيل بفهم القارئ لها، وهنا أقول لأولئك: عذراً.. فأنا لا أجيز نشر ما لا أفهم. ومن يكتب للمستقبل أو للأجيال القادمة - كما يعلل البعض عجزهم - فلينتظر إلى أن يأتي ذلك الوقت إن كان متأكداً أنه سيأتي جيل يفهم ما لا يفهم! فاصلة: (البلاغة مخاطبة الناس بما يفقهون). آخر الكلام: للشاعر الأمير محمد بن أحمد السديري - رحمه الله: لولا الهرم والفقر والثالث الموت يالآدمي بالكون يا عظم شانك سخرت ذرات الهوا تنقل الصوت خليتها اطوع من تصرف بنانك وعزّمت في سطح القمر تبني بيوت يا قربها لو هو طويلٍ زمانك لولا الثلاث.. وشأن من قدر القوت نفذت كل اللي يقوله لسانك