في حج هذا العام قدمت كلٌّ من بعثة جمعية الهلال الأحمر التركية الطبية وبعثة جمعية الأسد والشمس الحمراء الإيرانية إلى المملكة لقصد أداء فريضة الحج والتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في خدمة الحجاج بالإسعاف والخدمات الطبية والعلاجية .. وفي يوم العيد كان للجزيرة هذا اللقاء مع سعادة الدكتور محمد كانجالة مندوب المجلس المركزي لجمعية الهلال الأحمر التركية الإسلامية ورئيس البعثة الإدارية الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، وقد تناول هذا الحديث مع سعادته خدمات الجمعيات العربية والإسلامية المشتركة في حج هذا العام ونشاطاتها المختلفة، والروابط التي جمعت بينهم في هذا العمل الإنساني الجليل. وقال الدكتور: إن حكومة جلالة الملك فيصل قد استطاعت ان توسع حجم خدماتها الإنسانية على طول الخطوط البرية والموانئ الجوية والبحرية لتشمل جميع الحجاج القادمين إلى هذه الديار المقدسة الطاهرة .. وإن شعوري وشعور أفراد البعثة الطبية التركية شعور مليء بالتقدير والإكبار لما نلمسه من عطاء ورعاية إسلامية صادقة هدفها المحبة والإخلاص. * وعن الدور الذي تقوم به جمعية الهلال الأحمر السعودية نحو الحجاج ككل والبعثات الطبية الأخرى .. قال الدكتور محمد: إنّ الخدمات التي تقوم بها جمعية الهلال السعودي هي صورة من تلك الصور المتعددة التي تقوم بها قطاعات الحكومة السعودية في موسم الحج، وان الاستعدادات والطاقات الهائلة التي تحشدها الجمعية تنبع من حجم التعاطف الإسلامي النبيل لتهيئة السبل لضيوف الرحمن الوافدين لهذه الديار. * وعن التطوُّر الشامل للمملكة العربية السعودية .. واصل الدكتور محمد قوله: إنّ الإيمان الراسخ العميق الذي تتمتع به حكومة جلالة الملك فيصل وتعاطفها مع شعبها حقق ما نراه من تطور شامل وواسع لجميع نواحي الحياة .. ونحن كشعب مسلم صديق نفخر بهذا التطور ونعتز به. * قلت لرئيس البعثة الإدارية التركية: هل يمكن معرفة الروح المعنوية النابعة من ضمائر أفراد البعثة التركية عن الحج والحجاج؟ فقال: إن جميع منسوبي البعثة التركية الذين يزيد عددهم على 60 فرداً يشعرون بالنشوة والنخوة الإسلامية وهم يقضون أعز وأشرف أيام السنة في بلاد مقدسة طاهرة قد حباها الله حكومة مخلصة تحمي مقدساته وترعى الوافدين إليه بكل ما تستطيعه. * وحول التعاون الذي تقوم به جميع البعثات الطبية العربية والإسلامية .. قال الدكتور محمد: إن التعاون بيننا وبين هذه الجمعيات يسير على قدم وساق وجميعة الهلال الأحمر السعودية ترعى هذا التعاون وجميع العاملين بالبعثات من أطباء وممرضين جند مجندون يؤدون العمل سخياً دون كلل أو ملل ويتسابقون إلى العمل حيث يكون، وهذه الأيدي العاملة، في جميع البعثات تتظلل بعلم الهلال الأحمر. * قلت لسعادته متى تأسست الجمعية التركية وكم عدد فروعها وعن الخدمات التي تقوم بها للشعب التركي؟ - أجاب بأن الجمعية التركية قد تأسست في عام 1868م بعد ان تطورت جمعية صغيرة تعتبر معاونة ومسعفة للجنود الجرحى في الحروب في ذلك الوقت، وأصبح عدد فروعها الإسعافية (646) .. كلٌّ من هذه الفروع تقدم خدمات اسعافية وعلاجية لجميع الشعب التركي. وواصل الدكتور محمد حديثه عن أهم الأعمال التي تؤديها جمعية الهلال الأحمر التركية .. حيث قال: ان اعمالها لا تتوقف على الأعمال الإسعافية والعلاجية فحسب بل تتعداه إلى اغاثة منكوبي الزلازل والفيضانات والحريق وتعمل على تجميع الدم وحفظه وتنشيفه وتعيِّن اشكاله، وصناعة بعض الأجزاء الجسمانية لتعويض الأفراد الذين قد حرموا من بعض اجزاء جسمهم العضوية .. كما أنها تعمل على تنظيم رحلات صيفية في العطل الدراسية للطلبة المحتاجين، وبالتالي فإنّ جمعية الهلال التركية تملك عشرين مستشفى تحتوي على عشرة آلاف سرير مجهزة فيما لو تعرّضت الدولة التركية لخوص حرب فإنّ هذه المستشفيات متنقلة لتكون قريبة من ساحات القتال. * وفي ختام هذا اللقاء القصير قال الدكتور محمد: إنني بالنيابة عن سعادة الدكتور دهاسارك رئيس بعثة الهلال الأحمر التركية وعن جميع أفراد البعثة نشكر حكومة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز على ما لقيناه من مساعدات وتسهيلات - جمركية وتأشيرات دخول أثناء قدومنا إلى البلاد السعودية .. ولا أنسى أن أشير إلى نظافة البلاد وسلامتها من الأوبئة السارية والأمراض المعدية وهذا أمر له وزنه وحجمه في نفوسنا.