إن الخرج لها عمق تاريخي، وقد ذكرت في العديد من المصادر التاريخية من أهمها كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي ويقول معرفاً الخرج (إن الخرج بفتح أوله وتسكين ثانيه: وادٍ فيه قرى من أرض اليمامة لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن وائل بن ربيعة، ويقع في طريق مكة من البصرة وهو في خد وادٍ باليمامة أرضه أرض زرع ونخل. ومن المصادر الأخرى التي ذكرت الخرج الشعر: حيث يقول أعشى قيس: يوم الخرج من قرماء هاجت صباك حمامة تدعو حماماً والخرج فيها شواهد تاريخية ما زالت تدل على عمقها التاريخي منها القبور الركامية والتلال الأثرية، وقنوات فرزان وبقايا أفران قرب عيون الخرج بالإضافة لبعض الشواهد الأخرى، ونظراً لخصوبة أرض الخرج وتوفر المياه، فكانت دائمة الاستيطان، وكانت تخرج على الحجاز، وقد قطعت الميرة عن الحجاز في عهد ثمامة بن أثال الحنفي الذي نهى نجدة بن عامر الحنفي الخارجي عن قطع الميرة عن الحجاز. ومن المعروف أن تاريخ الخرج يعود إلى عرب البائدة حيث إن قبيلتي طسم وجديس هما سكان اليمامة، ومن المعروف أن اسم الخرج قديماً (جواً)، التي منهم زرقاء اليمامة التي أبصرت جيش التبابعة وأخبرت جديساً بأن هناك شجراً يمشي، ولم يصدقوها، ويقول شيخنا علامة اليمامة عبدالعزيز بن عبدالله الرويس: إن تسمية الخرج تسمية إسلامية لأنه يخرج على الحرمين. ومن أشهر مَنْ حكم اليمامة هم بني الأخيضر من عام 252 للهجرة إلى آخر القرن الخامس الهجري يقول ناصر خسرو في كتابه سفر نامة (رحلة الحج) التي بدأها في يوم الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة سنة 442 للهجرة (وهؤلاء العلويون ذوو شوكة فلديهم ثلاثة مائة أو أربعة مائة فارس، ومذهبهم الزيدية وهم يقولون في الإقامة (محمد وعلي خير البشر وحيا على خير العمل) وقيل إن هذه المدينة الشريفة أهلها خاضعون للأشراف، وكان عاصمتهم تسمى الخضرمة. وقد وصف ناصر خسرو اليمامة بأنها حصن كبير قديم وبها عيون ومياه جارية بالقنوات وبها نخيل وقيل: إنه حين يكثر التمر يباع الألف مَنّ بدينار. انتهى،. ومن أشهر مدن وقرى الخرجالدلم، التي من أشهر من حكمها زيد بن زامل وهو معروف بأنه مناهض للدعوة السلفية عند قيام الدولة السعودية. وعندما جُلِيَّ زقم بن زامل قال: يا ديرتي بالسف عديت عنها وأنا عليها واله واعول عوال يا لله عسى نفسي إلى حان أجلها ما بين خشم الكلب والعرق والجال ومن الحكام الذين حكموا السلمية آل عفيصان والذين كان لهم دور في مناصرة ابن سعود والتحالف معه، ولا تزال السلمية تحتفظ ببعض المواقع الأثرية من أهمها قبور ركامية، ومجرى فرزان، كذلك قصر إبراهيم بن عفيصان. وفي اليمامة كان حسن البجادي هو حاكمها، ولا تزال اليمامة بشواهدها التاريخية وتلالها الأثرية تدلل على عمق تاريخ المنطقة. ونحن أبناء محافظة الخرج كلنا أمل في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الذي تعودّنا من سموه المتابعة والاهتمام بأن تحظى محافظة الخرج بتوثيق وكتابة تاريخها، وذلك بتكوين فريق علمي من الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة ومنهم: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الرويس، والدكتور عبدالعزيز بن سعود الغزي أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود وله بحوث عن الخرج، وكذلك الأستاذ سعد الدريهم، والأستاذ عبدالعزيز البراك، والأستاذ محمد الحديب، وغيرهم من أبناء المنطقة. وأنا كأحد أبناء الخرج أتمنى المحافظة على ما تبقى من شواهد أثرية، ودراستها، وعدم التعدي عليها. وكما أحب أن أشيد بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر محافظ الخرج على ما يعيره من اهتمام ومتابعة لما يُكتب عن تاريخ الخرج، وحرصه الدائم على الالتقاء بالمثقفين والباحثين والمهتمين بتاريخ الخرج، وهو يعمل دائماً من أجل المحافظة وأبنائها. عبدالرحمن بن عمر بن حسين مدير مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة