العلم والثقافة هما المحتوى الذي تصب فيه حركة المجتمع.. من هذا بدأ الاهتمام بالطالب ورعايته، إذ حرصت التربية الحديثة على حسن تكوين الفرد وتنمية مواهبه من خلال ما يقدم إليه من معلومات وإفساح المجال أمام مواهبه واكتساب المبادئ والأسس على وجه يهدف إلى المصلحة العامة وخدمة الوطن. فالتعليم وتنمية المواهب من خلال الأنشطة وجهان لعملة واحدة، فالتوجه الحديث والتربية الحديثة تنادي بأن تكون الأنشطة مرادفاً لحق التعلم من أجل تحقيق أكبر عائد ثقافي واجتماعي وفني على المجتمع، فالطالب الجامعي هو العنصر الفعال في المستقبل وكلما تمّ التركيز على العناية به أعددنا جيلاً فاعلاً من خلال تنمية موهبته وتحسس الأسلوب والطريقة المثلى التي تناسب إمكاناتهم وهواياتهم من أجل الإبداع في رسم خطوات مستقبلهم من أجل المزيد من المعرفة والفائدة والتطور للوصول بهم إلى أفضل مستوى يخدم مجتمعهم. من هنا جاء عقد الملتقى الثامن لأنشطة كليات المعلمين على مستوى المملكة في كلية المعلمين بالجوف؛ هذا الصرح التربوي والعلمي والفكري الذي يعد إشعاعاً لشتى المعطيات والفضائل في المنطقة، فالقاصي والداني يعرف ما قدمه هذا الصرح من خدمة للمجتمع بعمادة حكيمة رزينة متزنة، فكلية المعلمين بالجوف تعي مسؤوليتها جيداً، وتعيش الهاجس العام من شأن النهوض بمستوى الشاب الطموح علاوة على احتضانها مبادرات علمية وثقافية لا تعد ولا تحصى. هذا ما نسمعه كمجتمع وما نلمسه من إخواننا وأبنائنا، وهذا التفاعل من لدن عمادتها يأتي من منطلق إسلامي يحث على عمل الخير من أجل الخدمة العامة. يأتي ذلك - وبلا شك - من توفر القدوة ممثلة في حكومتنا الرشيدة وولاة الأمر ومتابعة حثيثة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الجوف رعاه الله. فالهدف من الملتقى توجيه شبابنا إلى تقوية مقدرتهم على الابتكار والإرادة والرغبة في التعاون بالعمل الحيوي النافع من أجل البذل لوطننا الذي قدم الكثير والكثير، وينتظر من أبنائه المزيد مع الحفاظ على مكتسباته والعمل على إنمائه. كما أنني على يقين ألا يفوت على المسؤولين عن هذا الملتقى الذي يجمع نخبة من شباب المملكة أن يستغلوه في معالجة بعض القضايا الاجتماعية، ومنها ما يصب في إطار التربية الوطنية بتعريف المشاركين في هذا الملتقى بمكتسبات الوطن وإنجازاته الحضارية واستشعار أهميتها وأهمية ما تنفقه الدولة من أجل تكوين اتجاهات إيجابية لديهم، ومن أجل رفاهية المواطن ورفعة الوطن.. والله أسأل أن يهيئ لهذا الملتقى التوفيق والنجاح على أرض أم الشمال بلد الخضرة والماء، بلد التاريخ العريق، والكرم والطيبة في الجوف الحبيبة.. نسأل الله أن يُتمَّ بكلية الجوف ما ننشده من أجل خدمة المواطن ورفعته وتقدمه ممثلة في وزارة التربية والتعليم. وقفة إننا ونحن نفاخر بالإنجازات العلمية والثقافية في مملكتنا الغالية، فإننا فوق ذلك كله نفخر بالإنسان السعودي الذي ساعد على هذه النهضة؛ فهو الإنجاز الأعظم وهو الجوهر الذي لا يصدأ والثروة الأبقى.