محافظة المزاحمية كانت على موعدٍ مع أمير قلوب المواطنين، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي أطل بإشراقة وجهه على أهالي محافظة المزاحمية لمناسبة وضع حجر الأساس للمجمع الخامس للإسكان الخيري في المحافظة، بعد أن حظيت الرياض بأربعة إسكانات خيرة. خرجت المزاحمية بأهاليها، وخرج الغطعط بأهله، ومثل ذلك خرج أهالي حويرة نساح، والمشاعلة، وحفيرة نساح والبخرا، وغيرهم من المراكز والهجر المجاورة، خرج الرجال والأطفال، وعناوين المكان كلها لاستقبال الأمير والاحتفاء بقدومه، وملأت البهجة الأرض والآفاق، وأعاد الحدث إلى ذاكرة الكثيرين هناك زيارة مشابهة، وتشريفاً مماثلاً قام به الأمير سلمان منذ عدة سنوات حين شرف حضوره آنذاك تأسيس المدارس والمستوصفات والمرافق والخدمات التي تنهض بالإنسان السعودي في كل عناوين وزوايا الوطن. ولابد أن الأهالي يذكرون كما أذكر حجم الفرحة ومساحة الانتظار الواسعة لقدومه - حفظه الله - ولا تزال في ذاكرتي صورة لنا ونحن نستعد لاستقباله رجالاً ونساءً وأطفالاً في مركز الغطعط. وكان والدي ماجد بن خثيلة - رحمه الله- ممن يقف أمامه الأطفال ينشدون الأهازيج التي أعدوها استعداداً لحسن استقبال الضيف الكبير. يوم ذلك لبست الغطغط ثوباً زاهياً ساحراً مليئاً بألوان الطيف ورائحة النباتات البرية وطعم المحبة في قلوب ذلك الجزء العزيز من ذلك الوطن الغالي. واليوم تتكرر الصورة في الأيام الأخيرة التي مرت، وتزدان المحافظة بنفس الألوان.. ونفس المحبة.. وتتشرف بنفس الوجه، وجه أمير المحبة والبر.. سلمان بن عبدالعزيز ...وقد اختلف صورتان اساسيتان هما: أنه لم تكن آنذاك مثل هذه التغطيات الإعلامية الواسعة، من تلفزيون وصحف ومجلات، والثانية أننا لم نسمع تلك الأهازيج العفوية من خلال أبواب ونوافذ البيوت، وسكون الليل وفرحة السبل والساحات. الملحق الخاص الذي صدر لهذه المناسبة كان جميلاً وتميزت به الجزيرة الغراء، وكان معبراً ولكن للأسف عن نصف محافظة المزاحمية فجاء هذا الملحق برئة واحدة!! حيث امتلأت صفحاته بتصريحات رؤساء الدوائر وأعضاء المجلس المحلي للمزاحمية ومسئولي الهجر والشعراء من الرجال والكتّاب من الرجال أيضاً والمعلقين من الرجال أيضاً والمرحبين والشاكرين من الرجال أيضاً.. عجباً حين لم يرد ذكر امرأة أو طفلة لا بالاسم الشخصي، ولكن بمحبة هؤلاء لأميرهن، ولفرحتهن بتشريفه محافظتهن أنا أعتقد أن نساء الحافظة امتلأن فرحاً وابتهاجاً، وكان انتظارهن أطول من انتظار غيرهن، أوليست المرأة هي مركز الحنان، والعاطفة، والرحم الذي يجب أن يوصل لأنها هي من أنجب الأجيال، وبقي الرابط القوي لمجتمعنا الذي يقوم في الأساس على الترابط والتكامل. اجتمع عدد كبير من نساء المحافظة وطلبن مني شخصياً أن أنقل مشاعرهن للأمير سلمان بن عبدالعزيز، تلك المشاعر التي لم تستطع اختراق (الحدود والسدود) التي وقفت فجأة أمامهن وحالت دون وصول مشاعرهن إلى سموه ولو من خلال ملحق في جريدة. لم أجد بُدّاً من أن ألبي تلك الرغبة الصادقة، فأضمّن بعضاً من تلك المشاعر الكبيرة هذه المساحة الصغيرة في جريدة الجزيرة، وكلي ثقة وإيمان أن هذه المشاعر لهؤلاء النسوة المواطنات السعوديات المحبات للوطن والقيادة، المخلصات للأرض والتاريخ، كلي ثقة بأن هذه المشاعر أكبر من معنى التعبير في الكتابة وأصدق من قيمة النقل في الإعلام.. لكنها رسالة من بنات الوطن حملتها في ضميري وأديتها أمانةً لسموه.. وهي أمانة في مفردات قليلة مؤداها: نحن نساء هذا الوطن نظل الرئة الثانية التي يتنفس بها أهله الحياة.. والقلب النابض بمحبتك يا أمير الرياض.. يا سلمان يا ابن عبدالعزيز.. - يحفظك الله لنا أميراً.. ويجعلك في سبلنا سراجاً منيراً.. ويعزك بما أعز به أصفياءه كثيراً.. برغم كبوة إعلامنا في إنصافنا.. وتاليتها؟!!