قال عنه الأستاذ عبد الله بن إدريس في كتابه (شعراء نجد المعاصرون الصادر عام 1380ه) شاعر مجيد، ذو قريحة فياضة وله نفس طويل في أكثر قصائده القومية.ورغم أن شاعرنا هذا ولد وفي فمه ملعقة من حنظل وما زالت تلك المرارة في مذاقه، فإنه لم يجنح إلى الشعر (الأسود المظلم) شعر الحرف القاتم، ولعل السبب في ذلك روحه الضاحكة غير المتشائمة مما يخفف عليه كثيراً من ساعات حياته التعسة: الله ما أقسى الحياة على الفقير يبكي ويصرخ ثم لا أحد يجير ويسامر الظلماء مكسوف الضمير يرنو إلى الآمال في طرف كسير الشاعر إبراهيم الدامغ واحد من ثلاثة فرسان أثروا ساحات المعهد العلمي بعنيزة وكلية اللغة العربية في الرياض قبل أكثر من أربعين عاماً، إذ كانوا يغردون في أجواء الشعر في أغراضه المختلفة في السبعينيات والثمانينيات الهجرية مذكرين الناس بأصحاب النقائض، وكانوا يلهبون المشاعر الوطنية في مختلف أطياف المجتمع الذين يترقبون إقامة تلك الندوات في المعهد العلمي وفي الكلية وعلى صفحات الجرائد والمجلات. قال في إحدى المناسبات: يا بلاد النور والإيمان يا أرض الجزائر يا جبين العزة القعساء في أرض البشائر سوف تلقى أمة العرب انطلاقا واقتداراً ودفاعاً يلهب التاريخ عزماً واصطباراً عرفت إبراهيم الدامغ منذ سنوات طويلة وكانت لي معه إسهامات في نادي الإرشاد الاجتماعي في عنيزة الذي أنشئ عام 1387ه ضمن أنشطة مركز الخدمة الاجتماعية بعنيزة وكان الأستاذ إبراهيم رئيس النادي. وأنا السكرتير وكان لذلك النادي نشاطات ملحوظة من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والتوعية إلا أن ذلك النادي لم يكتب له الاستمرار، حيث توقفت نشاطاته في عام 1389ه كما شاركت معه في إحدى الأمسيات الشعرية في مركز صالح بن صالح رغم الفارق الشاسع بيني وبينه في المستوى وطول الباع. ورغم ظروفه القاسية التي لم تفارق حياته منذ نعومة أظافره وعلى مدى سنين عمره - أمده الله - إلا أنه ينطوي على نفس طموحه واجهت تلك الظروف بالتصميم والكفاح حتى أنهى دراسته الجامعية وعمل في مجال التعليم معلماً وموجهاً ومربياً حتى انتهى به المطاف إلى التقاعد المبكر في شهر صفر عام 1409ه ولا يزال يكابد الحياة وظروفها يعلل نفسه بما وهبه الله من موهبة شعرية أفرزت هذه المجموعة الجميلة التي أسهم مركز صالح ابن صالح بوضعها تحت يدي وأنظار المجتمع. فالشكر للمركز على مبادرته الطيبة والدعاء للأخ الكريم الأستاذ إبراهيم بالصحة والحياة السعيدة.