في ليلة من ليالي الشتاء وبينما أسترق النظر إلى السماء.. فاجأني القمر بوجهه الشاحب، بصوته المخنوق في فضائه الواسع.. حدثني عن بكائكِ في مساحات الصمت.. عن نحيبك على أهداب ليله، عن تقاعس الأنس وجرح الأيام، اسمعني تلك الكلمات المنقوشة على أجنحة النوارس.. انشد لي أغنية الحرمان التي نظمتها لحظة رحيلي.. ثم بكى فأبكاني. أيتها الدمعة الساكنة في الأحداق.. أيتها النبض المستوطن في الفؤاد.. أرقبكِ في كل مساء على هامة الشمس المهرولة تلوّحين لي بغصن الحلم الذابل فتُقبِّلك أجفاني وتسرق اللحظة الأخيرة.. أرسمك بسمة على وجنات الفجر الشادي.. أنظُمُكِ عِقداً يزيّن جيد الأيام.. تُحلقين مع فراشات الصباح حين أغدو إليكِ.. تنسجين مشاعركِ رداءً تدثرين به رعشة روحي.. تذوب كل رماح الأسى حين تتذكري صرختي الأولى.. حين هطلت ابتسامات المطر في ربيعك.. وتفجَّرت ينابيع الفرح على تضاريس روحك. أيتها النجمة الساهرة في الآفاق.. الحائرة على شطآن الوجد الثائر.. تعال.. تعال لنقذف بالألم على مقصلة الماضي نجسّد خرافية عشق فريدة، نصنع قيثارة حب تاريخية ونوقظ كل الأحاسيس الغافلة، فأنتِ.. نهر الحياة المتدفق من قمم العطاء المنساب على سفح الأماني والوفاء.. وأنا.. أنا زهرةٌ على إحدى الضفتين تمور.