المتابع للساحة الشعرية وخصوصاً الشعر الغنائي يشاهد ويجد من السقطات والمهاترات والتي تحدث بين أروقتها جهراً أو دون الجهر وبين كواليسها وقد فاح ريح بعضها وانتشرت وبانت للملأ. فنجد السرقات ونجد التعدي على حقوق الغير ونجد اتمام الصفقات من بيع وشراء للضمائر والذمم ونجد ونجد. المتابع للساحة الشعرية الغنائية يشاهد طيوراً مرتزقة وقد حلت واستوطنت في هذه الساحة بل أصبحنا نشاهد إحداها وهي تترزز هنا وهناك دون استحياء وقد فضح أمرها بل تتكابر حينها وكأن شيئاً لم يحدث، هذه الطيور المرتزقة والدخيلة على هذه الساحة لا أعلم كيف أتت ولماذا حضرت..!! إن اتمام مثل هذه الصفقات من بيع وشراء للشعر ظاهرة موجودة ولا ينكرها إلا جاهل!! فمن لديه ثروة طائلة ويريد الدخول في هذا المجال فالأبواب مشرعة أمامه فليدفع.. حينها نشاهده وقد رفعته تلك الدراهم وتلك الثروة إلى قمة الشهرة في عالم الشعر والغناء،وأصبح من صفوة الشعراء، فنرى اسمه وقد نقش هنا وهناك.هؤلاء (البائعون) لا أعلم كيف سمحت لهم ضمائرهم وذممهم بأن يتاجروا بمشاعرهم وأحاسيسهم! والمصيبة أنه يوجد هناك (مشترون) ممن تطاوعهم أنفسهم بأن يشتروا أحاسيس غيرهم ويجيرونها لأنفسهم والصعود على أكتاف الغير. مشاعر وأحاسيس ووجدان تباع وتشترى في صفقات في جنح الظلام بل من وجد من أولئك من تعدت به جرأته بأن يقدم أمام الملأ على بيع قصائده في الصحف. الساحة تشتكي من تلك الطيور المرتزقة التي دنست سمعتها وتشتكي سوء حالها الذي يعصف بها دون رحمة أو هوادة، تريد وتتطالب من ينشلها من الأمواج العاصفة والرياح العاتية قبل أن تغرق وتختفي حينها لا يسعنا إلا أن نردد على الشعر السلام.