من خلال عملي كمحرر في هذه الصفحات الجميلة وبعد مراجعتي لكثير من الحوارات التي اعددتها مع عدد من شعراء الساحة على مستوى الخليج وجدت القلة منهم من تجد في داخله شاعرا صادقا وواعيا ومدركا لما يقول وان السواد الاعظم من هؤلاء «يقول ما لا يفعل» وقد يكون افضل تعبير انهم غثاء كغثاء السيل. فمن يلحظ ما نقوم به من خلال طرح الاسئلة في الحوارات لوجد المتابع ان هناك سؤالا او سؤالين يتكرران لكل ضيف والذي يكون في احدهما ما نصه: «هناك مقولة يرددها البعض وهي ان الشعر حلال الشاعر.. فهل هناك مانع من بيعه؟» فيكون جواب الغالبية العظمى انه لا مانع من ذلك خصوصاً اذا مر الشاعر بظروف اجبرته على ان يبيع قصائده وبعد مدة من الزمن يظهر ذلك الشاعر في القنوات الفضائية مستنكراً ذلك الفعل وببراعة في التمثيل بقوله كيف يبيع الشاعر مشاعره وأحاسيسه؟. وعتبي هنا ليس على الشعراء فقط بل العتب كل العتب على معدي البرامج لعدم البحث الجيد عن خفايا الشاعر وعن اجاباته في اللقاءات التي عملها منذ انطلاقته في الساحة قبل عمل اي لقاء متلفز له. نحن نجد اغلب المعدين او مقدمي البرامج الشعرية يعكفون على ان يكون اللقاء “وديا” من دون ورق او اعداد مسبق هذا إن لم يسأل المعد ومقدم البرنامج الشاعر نفسه قبل بداية البث ماذا تريد ان اسألك في اللقاء؟ لكي يصبح الحوار وكأنه جلسة عادية وحبية ولكي لا يوجد هناك أي تكلف من قبل المذيع ولخلق مزيد من الالفة والراحة. أغلب المعدين أو مقدمي البرامج الشعرية يعكفون على أن يكون اللقاء «وديا» من دون ورق أو إعداد مسبق هذا إن لم يسأل المعد ومقدم البرنامج الشاعر نفسه قبل بداية البث ماذا تريد ان اسألك في اللقاء؟!! وعطفا على ما بدأت به فبين كل اجابات الشعراء لم اجد سوى من اعدهم بأصابع اليد الواحدة ومنهم تحلى بالشجاعة وصرح بأنه يعرض قصائده للبيع “مع تحفظي على ذلك” ولكن لم اصادف شاعرا شجاعا يعترف بأنه قد باع قصائد لشعراء سواءً كانوا مشهورين او مغمورين إلا الشاعر محمد عويضة الذي حل ضيفاً في احد الاعداد السابقة والذي صرح حقيقةً عن ان هناك من اشترى منه قصائد وبالأجل منذ زمن ومع مرور الوقت اشتهر ذلك الشاعر “شاري القصائد بالأجل” ولم يسدد ما عليه من مستحقات مالية نظير ما اخذه من قصائد من الشاعر “بياع القصائد” والذي توعده بالتشهير به ان لم يسدد ما عليه. ومع كامل تقديري لشجاعة محمد عويضة فانا هنا اطالبه وبنفس تلك الشجاعة ان يدلنا على ذلك “الخادع” باسمه الصريح فنحن سئمنا من تصّنع بعض الشعراء و”هياطهم” الذي بلغ حد الملل ليكون ذلك عبرة لمن لا يعتبر وليكون ذلك درسا له ودرس لغيره. أخيراً الصمت أبلغ والنظر فيصل العلم ولا انا ماشي بدربً محايد ali_trad@ تويتر