تُعد العلاقات الإنسانية أحد أشكال العلاقات العامة، فمجال العلاقات العامة أوسع من مجال العلاقات الإنسانية، إلا أن هناك ترابطاً وثيقاً وأساسياً بينهما، بحيث لا يمكن الفصل بينهما بأي حال من الأحوال، فلا يمكن أن نتوقع نجاح أي برنامج للعلاقات العامة دون توافر برنامج ناجح للعلاقات الإنسانية. فالعلاقات الإنسانية تنصب على الجمهور الداخلي للمنظمة، ومن الواضح أنه لا يمكن أن تحسن أي منظمة من المنظمات علاقتها بالجمهور من خلال أفراد لا يشعرون بدرجة مناسبة من الرضا تجاه منظمتهم، فمن طبائع الأشياء أن فاقد الشيء لا يعطيه، وعلى هذا فإن نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها، يتطلب بدرجة أساسية، ضرورة التركيز على جمهورها الداخلي خصوصاً أنه يعتبر نقطة البداية لنجاح برنامج العلاقات العامة. وترجع فلسفة العلاقات الإنسانية على فكرة المنظمات ذاتها، فأي منظمة في أحد جوانبها ليست إلا مجموعة من العلاقات تربط العاملين فيما بينهم بقصد تحقيق مجموعة من الأهداف تدخل في إطار الأهداف العامة للمنظمة ذاتها، ويتفرع من هذا المفهوم أن الأفراد داخل المنظمة يتعاونون لتحقيق هدف موحد عام وهو هدف المنظمة، الأمر الذي يستلزم وجود مجموعة من الصلات تربط هؤلاء الأفراد بعضهم ببعض بصورة دائمة. فالعلاقات الإنسانية في حد ذاتها ما هي إلا تعبير عن مفهوم أخلاقي لأسلوب التعاون والتعامل بين الفرد والجماعة من جهة، وبين الجماعة والفرد من جهة أخرى، فنجاح برنامج العلاقات الإنسانية يتطلب أولاً وقبل كل شيء رقابة ذاتية على النفس، وأفراداً مقتنعين ومهيئين لتنفيذ هذه البرامج. فلو نظرنا إلى ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال إنسانية تجاه أبنائها داخل إطار الدولة وكذلك تجاه إخواننا في الدول الأخرى نجد أن هذه الأعمال الإنسانية نابعة من تمسكهم بالعقيدة الإسلامية وقوة إيمانهم بربهم وتحليهم بالخلق الحسن مما جعل الدول الأخرى تكن لهم كل الاحترام والمودة والمحبة.. وقد تجلى ذلك في إطلاقهم على المملكة العربية السعودية مسمى مملكة الإنسانية وهو اسم على مسمى.