أعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني أمس الأربعاء أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي على الرغم من التنديدات الغربية باستئناف أبحاثها في هذا المجال واحتمال فرض الأممالمتحدة عقوبات على طهران. وقال رفسنجاني خلال صلاة عيد الأضحى: (إنها مسألة حساسة.. لا يمكننا التخلي عن حقنا.. ما من إيراني مستعد للتخلي عن ذلك وعليهم أن يعرفوا أننا سنبقى حازمين (في هذا الموضوع). وأضاف رفسنجاني (سندافع بحكمة عن حقوقنا وإذا تسببوا لنا بالمتاعب، سيندمون على ذلك وإيران ستكون المنتصرة في نهاية المطاف). وكانت إيران استأنفت الثلاثاء نشاطات الأبحاث في مجال الوقود النووي بعد سنتين على تعليقها، متسببة بتفاقم الأزمة مع الدول الغربية. ومن جهة أخرى حذّرت الولاياتالمتحدةإيران من أنها لن تفلت من إحالة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي في حال استمرت في مشروع استئناف نشاطات نووية حساسة جداً باشرته الثلاثاء. وأكدت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أنها على (اتصال وثيق) مع شركائها بدءاً بالدول الأوروبية الثلاث الرئيسية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا حول الخطوات الواجب اتباعها بعد نزع الإيرانيين للأختام التي وضعتها الأممالمتحدة على تجهيزات مستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أمام الصحافيين: إذا استمر النظام (الإيراني) على الطريق الحالي (..) لا خيار آخر إلا إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن الأمريكيين في الوقت الراهن على اتصال وثيق مع الأوروبيين وآخرين لمعرفة طريقة التحرك داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف ماكليلان أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لا ينوي حالياً مهاجمة إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي (مع أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً)، مشيراً بذلك إلى عدة تصريحات للرئيس الأمريكي بهذا المعنى. ومضى يقول (في الوقت الراهن نعمل مع المجتمع الدولي لحل ذلك بطريقة سلمية ودبلوماسية. هذا ما نقوم به وسنستمر بذلك). لكن إدارة بوش لم توضح ما إذا كانت هذه المشاورات تشمل ضرورة الدعوة إلى اجتماع عاجل للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم تحدد كذلك ما إذا كان الأمريكيون سيلقون من الآن وصاعداً بثقلهم للتوصل إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي بعد أكثر من سنتين على بدء مفاوضات غير مثمرة يجريها الأوروبيون مع إيران في محاولة لإقناع مسؤوليها بالعدول عن تخصيب اليورانيوم. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية: (إننا ندخل في مرحلة من النشاط الدبلوماسي المكثف (..) ثمة محادثات مكثفة تجرى على مستوى المديرين السياسيين (في وزارات الخارجية) ويتوقع أن تحصل مشاورات متزايدة على الصعيد الوزاري). وبنزعها الأختام عن بعض التجهيزات في موقع ناتانز (وسط إيران) وبتأكيد عزمها على معاودة جزء من نشاطات التخصيب، قد تكون إيران تخطت خطاً أحمر بنظر الدول الغربية. على أي حال هكذا تنظر الدول الغربية إلى القرار الإيراني الثلاثاء في وقت تحث فيه إيران منذ أشهر على التخلي عن أي نشاط في مجال التخصيب. ويوفر التخصيب الوقود الضروري لتشغيل المحطات النووية. وتؤكد طهران أنها تقوم به لهذا الغرض فقط. لكن يمكن أن يستخدم أيضاً لأغراض عسكرية لإنتاج الشحنة الناسفة في السلاح النووي. وعدّ السفير الأمريكي لدى الوكالة الدولية في فيينا غريغوري شولت أن الإيرانيين أظهروا بذلك (استهتارهم بالمخاوف الدولية ورفضهم للدبلوماسية الدولية). وتحدث الناطقون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن (تصعيد خطير). وتدعم الولاياتالمتحدة المقتنعة بأن إيران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، بقوة إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. ومنذ العام 2003م وفي غياب أي احتمال آخر، أفسحت واشنطن في المجال أمام الاتحاد الأوروبي ليحاول إقناع إيران بتوفير ضمانات حول الطبيعة المدنية المحضة لبرنامجها النووي. ويبقى السؤال الآن حول ما إذا كانت واشنطن تعد أن إيران تخطت الحدود وما إذا كانت ستتمكن من إقناع موسكو وبكين بموقفها وما ستكون النتائج في مجلس الأمن. ومن جهة أخرى أكد المعارض الإيراني علي رضا جعفر زادة الذي يقيم في المنفي في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن أن إيران صنعت سراً (5000 آلة للطرد المركزي على الأقل) لاستخدامها في مصنع تخصيب اليورانيوم في ناتانز (وسط). وقال المتحدث السابق باسم المعارضة الإيرانية في واشنطن: (لقد صنعت إيران حتى الآن 5000 آلة للطرد المركزي على الأقل جاهزة لتوضع في ناتانز، ما يشكل انتهاكاً واضحاً للاتفاقات السابقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي). وأشار إلى أن الأعمال في ناتانز حققت تقدماً يسمح بانتهاء بنائه بحلول منتصف هذا العام، ولكن لا يعرف تماماً تاريخ جهوزية المنشآت التي تتيح تخصيب اليورانيوم فيه. وبدأت إيران برفع اختام الوكالة الدولية الموضوعة على الأجهزة والمعدات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم في مصنع ناتانز (وسط) الثلاثاء، مما آثار موجة من الإدانة الدولية. وتؤكد طهران أن الهدف الوحيد من برنامجها النووي هو إنتاج الكهرباء. ولا تملك إيران مفاعلاً نووياً لإنتاج الكهرباء لاستخدام اليورانيوم الذي قد تقوم بتخصيبه. ويوجد فقط مشروع بناء مفاعل نووي ستنفذه روسيا في بوشهر. وينص الاتفاق الروسي الإيراني على أن تزود موسكو المشروع أيضاً بالوقود.