بادرة تسبر أغوار المستقبل من خلال بوابة التاريخ. رائدها رجل حصيف وعى التاريخ في صدره واستوعب دروسه وعبره ليصنع مستقبلاً حافلاً ويضيف مجداً إلى مجد. الرجل: سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، والبادرة؛ جائزة ومنحة سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية. وفي عرس جميل من أعراس الرياض البهيّة وفي ليلة 23-11- 1426ه كانت الرياض على موعد مع تكريم ثلة من أبناء الوطن من خلال هذه الجائزة والمنحة التي تهدف فيما تهدف إليه إلى إثراء الدراسات التاريخية وإعادة قراءة التاريخ بروح معاصرة والاهتمام بالبحث العلمي الذي يعد المعيار الحقيقي لقياس تقدّم الأمم ورقيِّها. لقد حظيت كليات المعلِّمين بنصيب الأسد من هذه الجائزة؛ إذ كُرِّم خمسة من أعضاء هيئة التدريس، وكان لهم شرف نيل الجائزة والمنحة من لدن سموه. ونحن نقرأ في هذا التكريم صورة من صور التميّز والإبداع لهذه الكليات التي طالما قدَّمت إلى الميدان إنجازات وإبداعات هي محل تقدير المنصفين من الكتَّاب والمهتمين. وعلى الرغم مما تتداوله بعض الأقلام وتلوكه الألسن عن مخرجات هذه الكليات ووصمها بالضعف فها هي كليات المعلّمين تقدِّم دليلاً حيَّاً على جودة مخرجاتها وتمكّنها العلمي ومساهماتها الفاعلة في مجال البحث العلمي. إن ما حصده أعضاء هيئة التدريس المكرّمين من جوائز هذه المنحة يشكِّل 25% من مجموع الجوائز؛ فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن النسبة الباقية تتوزَّعها بقية الجهات المرشحة بما في ذلك جامعات المملكة أدركنا قيمة هذه النسبة. ثم إن هذا الفوز جاء في فرع واحد فقط من فروع المعرفة وهو الدراسات التاريخية للجزيرة العربية، ما يمثِّل قسماً واحداً من أقسام كليات المعلِّمين، ناهيك عن بقية الأقسام التي تحتضنها الكليات الذاخرة بالمبدعين في كل مجالات المعرفة. لقد آثرت الكليات أن تردَّ على بعض المزايدين على مخرجات الكليات بالدليل العلمي الذي يؤكِّد حقيقة كليات المعلِّمين وتميّزها. وكان أن جاءت هذه الجائزة اعترافاً علمياً حقيقياً بمكانة وقوة هذه الكليات وإسهاماتها الجادة في شتَّى المجالات. إننا ونحن نحيي إخواننا الفائزين بهذه المنحة لنقدِّر لهم هذا الجهد المميز، ونسأل الله أن يبارك لهم هذا الفوز، وندعو بقية إخوانهم في سائر كلياتنا إلى مزيد من العمل ومزيد من البحث العلمي ومزيد من التنافس الشريف الذي سيكون له أبلغ الأثر في مسيرة هذه الكليات التي كانت ولم تزل المصدر الوحيد لإعداد معلِّم المرحلة الابتدائية، وكان لها الفضل - بعد الله - في تحقيق هدف نبيل من أهداف هذه الوطن الحبيب؛ وهو سعودة التعليم الابتدائي. وتؤكِّد طموحها ومشاركتها الفاعلة في رفد الميدان التربوي في المرحلتين المتوسطة والثانوية بآلاف من خريجيها المتميِّزين الذين أكَّدوا جدارتهم وأهليتهم في التعليم. وفي هذا الاتجاه فإننا ندعو المنصفين من ذوي الأقلام الشريفة إلى مزيد من تسليط الأضواء على هذه الكليات، وهدفنا وهدفهم بيان الحق والله الهادي.