قرأت كما قرأ غيري ما كتبه الكاتب (عبد الله بخيت) في زاويته (يارا) في العدد 12135 بتاريخ 17- 11-1426ه بعنوان: (الهيئة مرة أخرى) إشارة للسلبيات التي تحدث من قِبل أفراد محسوبين على هذا الجهاز. وإني ومن خلال قلم الكاتب أنثر حبر ريشتي مؤيداً لبعض ما تحدث عنه الكاتب عن تلك السلبيات التي تحدث ولا تزال تحدث بين أروقة الهيئة والتي أبطالها (أفراد) محسوبون على هذا الجهاز الحيوي. إن مثل تلك التصرفات التي لم ينزل الله بها من سلطان من قِبل أولئك الأفراد الذين اتخذوا من هذا الجهاز الحيوي سلطة ونشراً لتصرفاتهم وسقطاتهم تسيء لسمعة الدين الإسلامي وطرق معاملته مع الآخر. إن مثل تلك التصرفات التي تقترفها أيدي هؤلاء الأفراد ينقصها العلم وأساليب الدعوة من حكمة وموعظة حسنة ومجادلة بالتي هي أحسن مع الآخر كما قال تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.. إن تلك التصرفات الفردية ينقصها اتباع لسنة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في معاملته مع الآخر باللين والرفق والترغيب بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن مثل تلك التصرفات من قِبل أولئك الأفراد قد تُشكِّل عثرة في طريق الدعوة إلى الإسلام، وقد تكون سبباً من الأسباب الداعية إلى كره وبغض وتنفير البعض من الالتزام بأوامر الله وسنة رسوله، وغير ذلك من تصويره للملأ أن هذا هو الدين الإسلامي.. والإسلام أسمى وأعظم وأنزه من تلك التصرفات. وأخالف الكاتب وأجانبه الرأي في أنه قد نسي وتجاهل ما يقوم به هذا الجهاز من أعمال وأدوار بارزة لها الأثر الجلي والأثر الملموس على أرض الواقع ولا ينكرها إلا جاهل. وأُذكِّر كل من يعارض وجود هذا الجهاز بقول الله تعالى وبمدحه سبحانه وتعالى لهذه الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بقوله تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}. نعم تحدث أمور وبتصرفات (فردية) لا ننكرها قد تسيء لهذا الجهاز وأهله مما لذلك الأثر السلبي على الدعوة، لكن قد نحسن الظن بأولئك ونعتبر غيرتهم ودفاعهم على الدعوة هما ربما السبب في ذلك وهذه التصرفات الفردية قد تُعالج وتُحل بكل حكمة وبعقل بصير.. وإن مثل هذه الأمور وتلك التصرفات الفردية لا تعمم على الكل ولا تجعل سيئة واحدة تمحو حسنات عديدة. إني ومن خلال هذه الأسطر أدعو (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إلى تدارك تلك التصرفات والسقطات الفردية وعلاجها واتخاذ كلام الله عز وجل تشريعاً وسنة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - قدوة، وذلك من أجل دعوة وأمر بمعروف ونهي عن منكر خالية من الشوائب التي تعكر صفوها.