عزا امامان وخطيبان للجمعة في مدينة الرياض حوادث التفجير التي وقعت في الرياض الشهر الماضي إلى انحراف مرتكبيها عن المنهج الصحيح، وعداها أعمالا تخدم أعداء الاسلام والمسلمين الذين يستهدفون أهل هذه البلاد في أمنهم واستقرارهم وعقيدتهم. وأجمعا في تعليقين لهما على أحداث الرياض تلقتهما منهما العلاقات العامة والاعلام بوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد على أن تلك الحوادث جرائم نكراء، صاحبها انتهاك للحرمات، وسفك للدماء البريئة من مسلمين وغير مسلمين.. وتخريب للممتلكات العامة والخاصة. ففي مستهل تصريحاتهما عن حوادث التفجير في الرياض، قال امام وخطيب جامع الغزي بحي السلام أحمد بن صالح الطويان: ان الاسلام جعل ترويع المسلم كقتله كماحرم رمي المسلم بالكفر قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا رجلا بالكفر أوقال يا عدو الله وليس كذلك إلا جار عليه) رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن المؤمن كقتله)، وقال الله تعالى: (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وقال صلى الله عليه وسلم: (الذي يقذف نفسه يقذفها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار والذي يقتحم يقتحم بالنار) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء عذبه الله بما قتل به نفسه يوم القيامة) رواه الترمذي، وجاء الاسلام بحفظ الدماء المسلمة، وقال صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) رواه ابن ماجه، ومن الأنفس المعصومة دماء المعاهدين والمستأمنين قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري. وشدد فضيلته على أن الشريعة الاسلامية الغراء جاءت بالعدل والإنصاف، قال تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا). فعن زيد بن المسلم رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد عليهم خطر أناس من المشركين من أهل المشرق ممن يريدون العمرة فقال الله هذه الآية: (ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) وحرم الاسلام قتل النساء والصبيان حتى في القتال في سبيل الله ولو كان أهله من المحاربين والمقاتلين فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن امرأة وجدت مقتولة فأنكر رسول الله قتل النساء والصبيان، وفي رواية نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان رواه البخاري. ورأى الشيخ الطويان ان عدم العلم بالشريعة والتفقه في الدين والالتزام بأسس الشرع ولو كانت تخالف ما في النفس سبب من أسباب الانحراف عن المنهج الصحيح والله تبارك وتعالى أمر المؤمنين عند التنازع بالرجوع الى الكتاب والسنة قال الله تعالى: (فإذا تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)، وليس إلى الأهواء وليس الى الحماس غير الصحيح فإن ذلك يقود الى الخروج عن المسار الصحيح والمنهج المعتدل وهذا ما بليت به أمة الاسلام في هذا الزمن حتى كان نتاج ذلك أضرار عمت البلاد وتسببت في زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين وقتل المؤمنين الأبرياء والمعاهدين. وقال: وإن ما حدث في الشهر الماضي لهوحادث يعتصر القلب ألما وحزنا على ما حصل من القتل والدمار، والإفساد والفساد والحزن كذلك إلى تسرب الفكر والخطأ في المنهج وما آل إلى ذلك من آلام وخيمة وفتن مستطيرة وما حصل من التعليق على الحدث من بعض ضعفاء النفوس الذين يصطادون في الماء العكر ويصفون ما في نفوسهم من حسابات ضد الاسلام وأهله واستغلال الحدث لنشر سمومهم. وبهذه المناسبة قال الشيخ الطويان: ان هذا البلد المبارك قام ولايزال يقوم بدوره بحفظ رسالة الاسلام والدفاع عن العقيدة ودعم المسلمين والتعايش مع قضاياهم، وفيه رجال مخلصون لدينهم وصدق ولائهم وطاعتهم لولاة أمرهم وهم على المنهج الصحيح فلا تخلط الأوراق وولاة الأمر بحمد الله يعرفون ذلك وهاهم العلماء والمصلحون تأثروا مما وقع وآذاهم ماحصل وإنما تلك الأسباب على أهلها لا على غيرهم من الناس. وانتقد فضيلته أولئك الذين يهاجمون مناهج التعليم ومنهج الدعوة في هذا البلد ويلمزون منها، وقال: إن تلك المناهج التعليمية والمناهج الدعوية في هذا البلد المبارك خرجت أجيالا من المصلحين والدعاة والرجال العاملين في كل قطاعات الدولة وهم يعرفون بالبناء والإصلاح جيلا بعد جيل ولم ير منهم إلا المنهج الصحيح فلماذا نلبس هؤلاء ثوبا ليس لهم وإن هذا البلد بجميع أهله ليتألم مما حدث وليس أنت أيها المتباكي في الصحف فلماذا يتصبغ بعض الناس لينفذ سمومه، إن هذه البلاد بمنهجها ومناهجها وتعليمها ودعوتها وثوابتها لتسير بالاعتدال ولا أحد معصوم من الخطأ. وأبرز فضيلته أن نعمة الأمن التي تعيشها هذه البلاد من أجمل النعم التي يجب علينا شكر الله عز وجل عليها، وذلك بمعرفة فضل هذه النعمة وبالمحافظة عليها من الزوال وذلك بالحرص على طاعة الله عز وجل ، ومحاربة المعاصي والمنكرات، وقال: إن الواجب عظيم على كل مصلح وعالم أن يقوم بدوره تجاه الشباب لتحصينهم من فتن الشبهات والشهوات ونشر العدل العلمي والخيروالفضيلة ومحاربة الجهل والشر والرذيلة، وأولياء الأمور يقومون بالتربية الصحيحة لأبنائهم، ومتابعتهم، والنظر الى أحوالهم فيما يقضون أوقاتهم فيه، وتحصنهم عن كل ما يضر ويسيء إليهم. وفي السياق نفسه أكد الشيخ احمد الطويان ان المجتمع مسؤول بجميع فئاته عن تقديم النصح والعلم لشبابنا وحفظهم من المتغيرات وفتح باب الأمل لهم وجعلهم أعضاء في المجتمع عاملين لهم دورهم في بناء المجتمع وإشغالهم فيما يفيد ويعود عليهم بالنفع من الوظيفة والعمل والتجارة والكسب والصناعة، ومحاورة هؤلاء الشباب، وفتح القلوب لهم واقناعهم وإزالة شبههم والاهتمام بهم وبمشاكلهم، وبث روح الطمأنينة في قلوبهم وتوجيه حماسهم التوجيه الصحيح مع الحزم والمتابعة وإيجاد المحاور التربوية والتعليمية والتوجيهية لهم وكل ذلك مسؤولية الجميع. وقال فضيلته: ان رابط الدين الذي يربط المسلمين في هذا البلد المبارك وغيرهم من بلدان العالم هو أعظم رباط وأوثق اجتماع فالمسلم ينكر تلك التصرفات إنكارا نابعا عن دينه وعقيدته.. وأعظم منهج يجتمع عليه المسلمون ومنه ينطلقون لتصحيح الأخطاء وعلاج الجراح، إن ما يربط المسلمين في هذا البلد من الدين والعقيدة وما يربط بعضهم ببعض أو ببلدهم بلد الاسلام هو أعظم من كل شعار ينادى به فهوالمنطلق الذي انطلق منه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إنما المؤمنون إخوة) وقال صلى الله عليه وسلم في البلد الحرام: لا يعضد شجره صيده ولا تلتقط لقطته فما أعظم من مراقبة الله عز وجل لحفظ النفوس وهذا المنهج الصحيح لا بالشعارات وإن العلاج إنما هونابع من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان ذلك فيه علاج لفتن الشبهات، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وحذر فضيلته من التصرفات والحماس غير المبرر قائلا: إن ذلك يجر الويلات على كثير من المجتمعات الاسلامية، ويجعل الأعداء يتسلطون عليها بمثل هذه التصرفات، فينبغي على كل مسلم أن يعرف ان ما حدث ويحدث إنما هو بتخطيط أعداء الله عز وجل لكي يتربصوا بالمؤمنين وليشقوا صف أهل الاسلام ويثيروا الفتنة بهم ويقلبوا مجتمعات المسلمين الى مجتمعات متناحرة يقتل بعضهم بعضا ويستحل بعضهم دماء بعض. وأبان الشيخ الطويان أن أعداء الاسلام يتربصون بهذا البلد المبارك يتربصون بأمنه، بل يتربصون بدينه اولا وقبل كل شيء هذا الدين الذي حكم في هذا البلد ووضعته دولة هذا البلد دينا يحكم بين المسلمين هو اعظم شعار يرفع في هذا البلد وهو دين الله عز وجل الذي انزله الله في هذه البلاد ومع تبين ان اعداء الاسلام ليقض مضاجعهم تماسك هذا البلد المبارك تماسكه فان ذلك اعظم ما يقض مضاجعهم وما يتمتع به من أمن ووقار وطمأنينة ونشر للخير والفضيلة. وقال: ان وجود الاخطاء والمنكرات ووجود بعض التصرفات لايعني ان ذلك يجب ازالته, او يجب محاربته بل ينبغي ان تصحح الاخطاء ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان يدعى الى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة وان مثل هذه التصرفات ستجر على بلاد المسلمين من الويلات والشرور وتسلط اعداء الله واعداء رسول الله والمؤمنين مالا يعده عدد ولا يحصره لواء. وقال: ان ما يجري ويحدث في مجتمعات المسلمين من بعض التصرفات انما ذلك هو بمباركة من اعداء المؤمنين, واعداء الاسلام والمسلمين فلن نتمثل بذلك ولنعلم اننا مستهدفون في بلادنا وفي عقيدتنا وفي ديننا وفي امننا وفي رخائنا وفي رغد عيشنا كل ذلك يقض مضاجع الاعداء فلنعلم ان كل ما يدعو الى شق الصف ونبذ الاجتماع واثارة الفوضى وانقلاب الامن انما هو دعوة وان كانت باسماء اسلامية الا ان وراءها ايدي خفية تريد الفتك بهذه البلاد المباركة وتريد الفتك باهلها والخير الموجود بها فلنعلم ذلك ونسعى جاهدين الى اجتماع الكلمة ووحدة الصف, وعلاج الاخطاء بحكمة, وموعظة حسنة, وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر, والصبر, والمصابرة, والسعي الى الاصلاح, وايجاد الخير وقنوات الخير, هذا هو المؤمل, وهذا هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وختم فضيلته بالقول: ان مثل هذه التصرفات ليست من التصرفات التي تحسب على الاسلام بل ولاتحسب على الجهاد الاسلامي بل ان الجهاد الاسلامي الموجود في بقاع الارض انما هو جهاد ضد اعداء الله, اما مايدعيه بعض الناس ان ذلك من الجهاد فليس من الجهاد في شيء وان هذه التصرفات انما هي تصرفات فردية جرت على البلاد ويلات وشرورا وفتنا مستطيرة نسأل الله عز وجل ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شرها انه على كل شيء قدير. وفي السياق ذاته قال امام وخطيب جامع والدة عمر العبداللطيف بحي الشفاء سعود بن سعد الرشود, ان دين الاسلام في دعوته الواضحة وطريقته الصريحة دين لا يعرف التخفي في الظلام, ولا يعرف الالتواء والايهام انه دين واضح كالشمس في رابعة النهار يضيء الطريق لمتبعيه بالعشي والابكار ويدعو الى طريق الاستقامة وحسن المعاملة وكريم المسالمة فقد قال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امن الناس بوائقه) اي امنوا من اعتدائه عليهم في حواسهم او انفسهم ذلكم ان الاسلام يقف في وجه الاعتداء على الغير بكل صرامة وقوة فهو يحرم تهديد الناس في حياتهم اوامنهم او ممتلكاتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) بل اخبر صلى الله عليه وسلم ان حرمة الانسان المؤمن عند الله اكبر من حرمة الكعبة التي جعلها الله تعالى قياما للناس, وقد تكرر في كتاب الله تعالى النهي عن الاعتداء على الغير بمثل قوله تعالى: (ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين). واضاف: وما من شك ان الميل الى الارهاب والعنف يدعو الى الافساد في الارض وترويع الامنين والاعتداء على الحرمات واذية المسلمين بغير حق وهذا امر قد حرمه الله في كتابه وتوعد من فعله بالوعيد الشديد فقال جل وعلا: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا), فالارهاب تلوث فكري وفساد اخلاقي وعمل لايرضي الله ولا رسوله ولايرضي امة الاسلام, صاحبه متجرد من انسانيته ومتجرد من ايمانه وعقله وفطرته التي فطر عليها, والارهاب ايها الاخوة ظاهرة عالمية لم تسلم منها اية دولة من دول العالم ولها تأثيرها السلبي على الامة والمجتمعات الاسلامية مما جعل الدول تحاربها بكل ما اوتيت من وسائل وامكانيات، فالواجب على امتنا الاسلامية محاصرة هذا الوباء الفتاك (اعنى الارهاب بشتى صوره واشكاله), ومنع انتشاره وذلك بنشر العلم النافع واقامة الحجة والبرهان والدليل عبر وسائل الاعلام ومراكز التوعية والتوجيه والمساجد والمدارس واتباع المنهج السلفي السليم الذي دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وخلفاؤه الراشدون ومن تبعهم باحسان. وحمد فضيلته الله سبحانه وتعالى ان قيض لهذه البلاد المباركة قيادة حكيمة تسهر على امنها وراحة شعبها والمقيمين فيها, متخذة في ذلك الوسائل المشروعة لمحاربة اي عمل ارهابي يتنافى مع الدين الاسلامي ومع العقل السوي والعرف الدولي, ولن تجد باذن الله له مكانا في المملكة لانها بيئة اسلامية سلفية لم تعتد على اساليب المكر والدس والجبن والارهاب, فواجبنا ان نحافظ على وطننا ومكتسباته وان نقف خلف قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الافاضل وان نبتعد عن فرق السوء والضلال واصحاب الانحراف والتطرف والارهاب واعداء الاسلام والمسلمين أينما كانوا. ووصف الشيخ الرشود حوادث التفجير التي وقعت في مدينة الرياض مؤخرا بانها جرائم نكراء الهبت مشاعر العالم الاسلامي, وقابلها بالاستنكار الشديد وما ذاك الا لانها انتهاك للحرمات, وترويع للامنين, واشعال لنار الفتنة, وخروج على ولي امر المسلمين في هذه البلاد الطاهرة. وقال: لقد اشتملت تلك الحوادث على عدد من الجرائم البشعة والمنكرات العظيمة وتسببت في ازهاق الانفس البريئة وترويع الامنين واتلاف الاموال والممتلكات وكانت بحق اثباتا قاطعا ودليلا واضحا على انحراف العقول الارهابية التي جعلت من الارهاب حقلا تنهل منه علومها, واسلوبا تنهج به حياتها ومسلكا تصل به الى اهدافها حتى تجرد اصحاب هذا الانحراف من جميع القيم الاسلامية والاخلاقية والانسانية, وتخبطوا في سراديب الظلام بعد ان تلوثت افكارهم وغابت عنهم شمس الحقيقة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك), فحجبت سحاب الباطل المثقل بالشر والحسد عنهم ما لهذه البلاد المباركة من خصائص حباها الله بها حتى اصبحت انموذجا يحتذى به وقدوة حسنة يقتدى بها واسوة يتأسى بها وما ذاك الا لانها جعلت من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم شرعة ومنهاجا فاصبحت بفضل الله امنة ومطمئنة تنعم برغد العيش والاستقرار ذلك ان نعمة الامن من اعظم النعم التي يمتن الله بها على عباده. واسترسل فضيلته القول: فبالامن تنتج العقول وتزدهر الشعوب وترقى الامم وما الجزيرة العربية الا شاهد من اكبر الشواهد على ذلك فقد كانت تعيش ظلمة الجهل والسلب والنهب يأكل قويها ضعيفها حتى قيض الله اليها الملك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله فلم شملها ووحدها تحت راية (لا اله الا الله محمد رسول الله) وحكم فيها شرع الله وجعل كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منهجها ودستورها وخلفه من بعد ذلك ابناؤه البررة فكانوا خير خلف لخير سلف وواصلوا رسالتهم مستعينين بالله فقويت الدولة بالله واصبحت ولله الحمد كجلمود صخر في قوتها لا تأبه بحقد الحاقدين ولاكيد الكائدين, والتف الشعب حول قيادته الرشيدة ناظرا اليها بالفخر والاعتزاز, وكرست الحكومة جهودها من اجل خدمة مواطنيها والنهوض بهذا البلد المبارك الى مصاف الامم المتقدمة وتحقق لها ذلك بفضل الله وغدت بلادنا منارة حضارة تضيء بنور العلم والازدهار والرخاء ولم يقتصر دورها على ذلك بل وهبت نفسها لخدمة الاسلام في جميع بقاع المعمورة من اجل نشر عقيدة التوحيد الصحيحة وبذلت لذلك النفس والنفيس. وقال: لذا فانه يجب على كل مسلم الحذر من اهل الباطل والاهواء وان يعرف لهذه البلاد حقها ومكانتها التي تفرض على المسلمين المحافظة على أمنها ومقدراتها لاسيما اذا عرفنا ما لهذه البلاد من أهمية اسلامية لايجهلها احد, فهي مهبط الوحي وقبلة المسلمين, ومنها انتشر شعاع الاسلام مبددا ظلام الكفر والفساد, واليها يفد حجاج بيت الله الحرام من كل فج عميق, وفيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودعا الشيخ الرشود الجميع الى ان يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا في التصدي للتيارات الارهابية بشتى اشكالها والتعاون مع رجال الامن في استئصالها من جذورها والبحث عن المجرمين ومن يريد الاخلال بالامن لان التعاون في هذا الامر من الواجبات الشرعية ومن التعاون على البر والتقوى, ولما يترتب على التهاون في ذلك من فساد كبير وشر عظيم وعواقب وخيمة. كما حثهم على ان يحرصوا على الاستفادة من العلماء المشهود لهم بالعلم والصلاح والحرص على مصلحة الامة الاسلامية, وان يلتفوا حول القيادة الرشيدة والاجتهاد في الدعاء لهم بالتوفيق والسداد وصلاح البطانة والعون والتأييد, وان يحذروا من الانقياد وراء الافكار المنحرفة والمغرضة للنيل من امن وامان هذا البلد الامن, وان يشغلوا اوقاتهم بما يعود عليكم وعلى الامة الاسلامية بالفائدة والصلاح.