نقاط مفاضلة بين حملة حج وأخرى يندرج تحتها الكثير من التفاوت الخدمي، بدءاً من توفير التذكرة والسكن إلى البعد والقرب عن مرمى الجمرات، وصولاً إلى استقطاب الدعاة والعلماء المعروفين، لكن تظل المفاضلة السعرية الركيزة الأساسية للاختيار من بين كل فئات التفاضل. وبالرغم من منع وزارة الحج ما وصلت إليه تقليعات إبراز الحملات ما بين فئة الVIP أو الإعلام عن شخصية الداعية إلا أن تلك الحملات أوجدت لنفسها مسالك أخرى لترجيح كفة اختيار الحاج لها، من بينها الإعلان عن تقليص أعداد المقبولين في الحملة من بين المتقدمين لراحة أفضل لأعضاء الحملة، لكن تظل الثغرات في الأنظمة موضع شد وجذب لاستقطاب المزيد من الحجاج، ويظل السعر مشروطا بما يطلبه الحاج من خدمات وتظل طبيعة وآلية العمل فيها واحدة (تجربة واحدة لفريضة واحدة وبإصابة واحدة تصيب أو تبقى معاناة واحدة) بين كل ما ذكر وأكثر الجزيرة تستطلع آراء المعنيين من أصحاب الحملات وحجاج سابقين ومواطنين مقدمين للفريضة في نقاش يلقي الضوء على وجهات النظر المختلفة. (الجزيرة) واجهت طرفي النقاش واستمعت إلى وجهات النظر المختلفة في تحقيق موضوعي يعرض الرأي والرأي الآخر.. في البداية تحدث أصحاب مكاتب حملات الحج، حيث قال محمد بن علي مسؤول إحدى الحملات: ان نسبة التفاوت في الأسعار لحملات الحج بمحافظة الأحساء ترجع إلى مدى ما توفره تلك الحملات من إمكانات جيدة، ومن بينها الحصول على تذاكر الطيران التي تكلفت الواحدة منها 1150 ريالاً للشخص الواحد خاصة أننا نحصل عليها عن طريق حجز طائرة خاصة للحملة يتم تجهيزها للحجاج.. فهذه في البداية نقطة مفاضلة من حملة إلى أخرى قد لا توفر طيراناً على هذا المستوى.. أما بقية الخدمات فهي تختلف أيضاً خاصة توفير السكن المناسب من مخيمات ومدى قربها أو بعدها من (منى) فهناك من يحصل على حصة إيجار من وزارة الحجاج قيمتها (2500) ريال بينما هناك خيام أخرى يزيد سعر الواحدة على 7500 ريال وكذلك في الجمرات حيث يتم تقسيم الخيام إلى فئات تبدأ من 1500 ريال وحتى 7500 ريال فهذه تعتبر مفارقات في الأسعار لحملات الحج إضافة إلى ما تقدمه الحملة من بوفيه مفتوح يوجد به عدة أصناف في الوجبات الثلاثة الإفطار والغداء والعشاء.. وكذلك توفير باصات حديثة مجهزة للتنقل داخل مكة. العائد المادي وتحدث (سلمان المحمد) عن الأرباح التي تحققها الحملة قائلاً: انها تغطي تكاليف الحملة والعمالة الضرورية لها وقد تصل إلى 10 أو 13% مؤكداً ان تفكير أصحاب الحملات لا ينصب بشكل رئيسي على العائد المادي وإنما هدفهم هو خدمة الحجاج وتهيئة الأجواء المناسبة لهم حتى يتقبل الله منهم الفريضة وذلك يتأتى من خلال توفير الحملة عدداً من الدعاة الاجلاء ولجنة ثقافية ترافق الحجاج.. وعن أسعار التكلفة للحجاج في مكتبة قال: انها حوالي 5000 ريال شاملة الخدمات المميزة التي تحدثت عنها وقال اننا لكي نضمن وصول الخدمات بطريقة مميزة نقلل أعداد الحجاج فرغم ان لدينا تصاريح تشمل 480 حاجاً فإننا نقتصر فقط على 300 حتى نخدمهم بشكل جيد. 6 آلاف ريال ويقول عدنان بن عبد الله أحد القائمين على الحملات: ان نسبة التفاوت في أسعار حملات الحج ترجع إلى ما توفره من إمكانات وبرامج فعالة وسكن مميز، مشيراً إلى أن الحملة التي تتميز عن غيرها نفضلها من نواحي الراحة التي توفرها للحجاج ونوعية المخيمات ومدى قربها من منى فنحن نوفر مخيمات قريبة من السكن في عمارة العزيزية ونوفر حجز طيران وبذلك يبلغ سعر حملة الحج للشخص الواحد ستة آلاف ريال ونحن نختار 500 حاج لدينا تصاريح بهم هذا العام رغم أننا نقدر على استضافة 1000 حاج وذلك حتى نوفر الخدمة الأفضل ونحافظ على سمعة الخدمة الجيدة التي نقدمها.. ويقول مسؤول مكتب الرحمة جاسم بن خليفة: إن نسبة التفاوت في الأسعار ترجع إلى ما توفره كل حملة من خدمات عبر تذاكر الطيران والمباني وتوفير الباصات الحديثة واللجان الثقافية والإرشادية المرافقة للحجاج والبوفيه المفتوح المتنوع في الأصناف المقدمة من خلاله.. وتعمل كل حملة على توفير الأفضل لأن ما نقدمه هذا العام نسعى به إلى أن نكسب سمعة جيدة تتمثل في قبول المتعاملين معنا. واستمرار نجاحها للأعوام القادمة.. خاصة ان أي خطأ في رحلة الحج لا يتحمل أي تعديل أو تصحيح ولا يمكن تداركه ويظل ملتصقاً بسمعة الحملة. وأشار إلى أن الحملة التي يشرفون عليها لهذا العام يبلغ سعرها للحاج الواحد 4500 ريال حيث استكملت الانتهاء من تصاريح 300 حاج ولا نقبل الزيادة حتى نقدر على توفير خدمات على أعلى مستوى.. ويقول عيسى العرادي من إحدى الحملات: إن نسبة التفاوت في الأسعار لحملات الحج تأتي من خلال توفير الخدمات المتميزة ومن أبرزها تحديد النسبة الأقل حيث إنني مشرف هذا العام على اصطحاب 250 حاجاً فقط بمبلغ 400 ريال للفرد الواحد لأن هدفنا هو تقديم أفضل خدمة للحاج، مشيراً إلى ان الخدمات الأخرى لا تستطيع أن تسترجع المبلغ الذي دفع في حالة انسحاب الحاج منها، أما نحن فنعيد المبلغ له ولذلك تجد لدينا قائمة انتظار وصلت هذا العام إلى 150 شخصاً.. ويقول المواطن عباس الملا مسؤول إحدى الحملات ان نسبة التفاوت في الأسعار انخفاضا وارتفاعاً ترجع إلى توفير الخدمات وكذلك السعر المناسب والأنسب، فنحن نأخذ من الحاج 2700 ريال ونقوم بانهاء تصاريح الحج، ومن بينها استكمال شهادات التطعيم وفصيلة الدم وصورة الأحوال المدنية للحاج وصورة لدفتر العائلة وبعدها نوفر السكن المناسب والانتقالات حيث يبعد السكن الذي نوفره 800 متراًً عن رمي الجمرات وكذلك خيام جيدة ووجبات يومية وعدد من العلماء المعروفين بقدراتهم على تقديم التوعية والمتابعة للحاج خلال أدائه الفريضة. مشقة التقت (الجزيرة) الرأي الآخر الذي يمثله عدد من المواطنين فقال: عماد الديرم ان تحديد المبلغ الذي تحدده الحملات للحج غير مقنع لنا ولكن هناك بعض الأشخاص يريدون لحجهم الرفاهية والراحة ويبحثون عن الأنسب لهم مهما كانت الأسعار، وهناك أيضاً أسعار محددة لراغبي الحج دون رفاهية زائدة.. ويشاركه الرأي المواطن عبد الله القطان الذي يرى ان الحج لابد ان يتكلف الحاج فيه مشقة لأنها فريضة يؤديها المسلم مرة واحدة في العمر كله فأنا أبحث عن تقديم خدمات إرشادية وشعائر إيمانية ولا أستسلم لاغراءات الراحة والرفاهية فقط.. أما المواطن علي الجوال فيرى ان أسعار الحملات وتفاوتها قد تكون مناسبة لشخص وغير مناسبة للآخر، وهذا التفاوت طبيعي حسب الخدمات وإمكانات الراحة.. لكن من الضروري أن تكون هناك أسعار في متناول الجميع لأنها فريضة ويجب على كل مسلم القيام بها ولا يجب أن يستغل البعض هذه الشعيرة الإسلامية للمرابحة على حساب الآخرين، ويجب كل المسلم أن يتعامل مع هذه المناسبة بشكل يرضي الله - عز وجل -. أما المواطن (سلطان مهدي) فيقول ان أسعار حملات الحج تكون معقولة ومناسبة عند البعض لإدراكهم أنها ستعود عليهم بالراحة أو لعدم قدراتهم على تكلف المشقة لأسباب صحية أو جسمانية.. فهناك من يحرص على توفير الشروط المحدودة في السكن وهناك من يقبل ان يسكن في مكان بسيط جداً وهناك من يشترط فندقاً خمس نجوم وكذلك في الوجبات والانتقالات وغيرها وهذا يعود لطبيعة الشخص من فرد لآخر.. وبالتالي يأتي السعر حسب الشروط التي يتطلبها الحاج من مكتب حملة الحج.. ويقول المواطن عبد الرحمن بن ياسين. ان أسعار حملات الحج إذا ما تجاوزت الخمسة آلاف ريال تعتبر مرتفعة للغاية وتعتبر عملية تجارية لأصحاب المكاتب وهذا لا يجوز المغالاة فيه لأنه في الأساس فريضة دينية ولا يجب ان يقتصر التفكير فيها على الربح دون غيره.. وأتمنى ان تقل الأسعار حتى تشجع المسلمين جميعهم على أداء الفريضة ولا يبررون عدم أدائها بارتفاع الأسعار التي قد تعوق البعض عن أداء الفريضة.. ويقول المواطن طاهر العمار أن أسعار الحملات تعتبر نسبة وتناسب فقد يفضل البعض مميزات معينة مثل الطيران والسكن المريح والانتقالات بباصات بخصائص معينة ووجبات على مستوى مرتفع، فهذه الشروط متوافرة وكذلك هناك شروط أخرى أقل رفاهية بتكلفة مادية أقل.. لكن المشكلة هي أن أصحاب مكاتب الحملات قد يضعون وعوداً بتوافر خدمات معينة ولكن عند الذهاب والوصول إلى الأراضي المقدسة لا تجد هذه الوعود محلاً للتطبيق في الواقع كما كان الوعد.. ولذلك فأنا أرى أن أصحاب الحملات يجب أن يعرضوا للحاج خدمة من أي نوع وأن يلتزموا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم قبل أداء الفريضة.. ويشاركه المواطن عبد الخالق الهودار الرأي من حيث التوافق والتطابق مع الرعاية التي تقدمها الحملة وما تقدمه على ارض الواقع، فيقول ان بعض الحملات تستعرض رعاية للخدمات المميزة والوجبات والسكن والانتقالات ثم عندما يصل الحاج لا يجد كل تلك الوعود على أرض الواقع وهنا أدعو أصحاب الحملات إلى اتقاء الله سبحانه وتعالى وتوخي الصدق والأمانة حتى لا يخسروا سمعتهم.