احتل السعوديون المرتبة الأولى في السياحة والسفر إلى لبنان هذا العام رغم ظروفه السياسية الحالية القلقة، وتشير إحصاءات وزارة السياحة اللبنانية للثلثين الماضيين اعتباراً من بداية يناير وحتى نهاية أكتوبر الماضي من هذا العام 2005م أن السياح السعوديين يشغلون المرتبة الأولى في السياحة بلبنان. فقد جاءت نسبتهم بأكثر من 30 % من نسبة السياح العرب الذين زادوا عن 322 ألفاً، و12 % من سياح جميع العالم للبنان الذين بلغوا حوالي 800 ألف سائح. وقالت النائبة في البرلمان اللبناني بهية الحريري، شقيقة رئيس وزراء لبنان المغتال رفيق الحريري والنائبة في مجلس النواب اللبناني عن مدينة صيدا، بأن تدفق السياح السعوديين والخليجيين للسياحة في لبنان هذا العام رغم ظروفه الصعبة التي أعقبت اغتيال شقيقها - رحمه الله تعالى - بل واستمرار تملكهم لبيوت وعقارات فيه، هو ليس من صور حب السياحة إلى هذا البلد العريق في السياحة وإنما هو أيضا من أقوى صور التضامن مع لبنان والدعم له في هذه الظروف الاستثنائية. وعبرت الحريري عن امتنانها لذلك في جلسة استقبال تمت مؤخراً بقصرها في صيدا لوفد صحفي وسياحي ضم 60 صحفياً ومهنياً سياحياً من مختلف أنحاء العالم شاركوا في فعاليات معرض العالم العربي للسفر والسياحة، المعرض الرسمي السنوي لوزارة السياحة اللبنانية، المعروف اختصاراً باسم (الآوتي 2005)، الذي أقيم مؤخراً في العاصمة اللبنانيةبيروت. دعم قوي للبنان وذكرت مديرة عام وزارة السياحة اللبنانية منى سردوك أن لبنان تستقبل سياحا من المملكة العربية السعودية أكثر من أي بلد من البلدان العربية أو الأجنبية. واعتبرت استمرار وفود السياح السعوديين إلى لبنان رغم هذه الظروف السياسية القلقة بأنه يدل على أن السياحة اللبنانية تلقى الدعم من السعوديين رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، وهو دعم يضاف لما دأبت أن تقدمه المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات نتيجة للعلاقات الممتازة التي تربط بين البلدين. ومن ناحيته قال مقداد المقداد المدير الإقليمي لخطوط طيران الشرق الأوسط (الخطوط الجوية اللبنانية) في العاصمة السعودية الرياض والمنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية، متحدثاً إلى (الجزيرة) بأن صيف هذا العام شهد زيادة في توجه السياح السعوديين إلى لبنان عبر خطوط طيران الشرق الأوسط بنسبة 100 % رغم هول الصدمة التي أصابت لبنان والعالم العربي بعد اغتيال الرئيس الحريري وما عقب ذلك من فترة عصيبة لا زالت قائمة، رغم توقع حدوث هبوط حاد للسياح السعوديين في هذا الصيف. وأضاف المقداد بأن إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام شهدت زيادة في السياح السعوديين المتجهين من الرياض إلى لبنان بنسبة قدرها 5 %. إذ ارتفعت النسبة من 32 % في نفس الفترة من العام الماضي إلى 37 % هذا العام مما يدل على مرونة سوق السياحة اللبنانية وقدرتها على جذب السياح رغم الظروف السياسية القلقة. وقال تقرير حديث عن معرض الأوتي 2005 أن المعرض أثبت مرونة السياحة اللبنانية وقدرتها على التكيف مع مستجدات الوضع السياسي اللبناني. وأشار إلى أن المعرض رغم ظروف لبنان القلقة، حقق أكبر نسبة مشاركة هذا العام مقارنة بالعام الماضي. فقد زادت الفنادق والمنتجعات المشاركة بنسبة (37 %)، وزاد عدد الزوار من منظمي الجوالات السياحية ووكالات السفر بنسبة (24 %). كما زاد عدد عامة الزوار بنسبة 26 %، وزاد الزوار وكذلك شهد زيادة. وعلّقت لينا جردي مديرة مشروع الآوتي في مجموعة الاقتصاد والأعمال المنظمة للمعرض بالتعاون مع وزارة السياحة وخطوط طيران الشرق الأوسط أن المعرض كان خطوة إضافية لإثبات هذه المرونة من خلال زواره الذين بلغوا حوالي سبعة آلاف زائر والأجنحة الوطنية الثلاثة عشر للدول التي شاركت فيه، والشركات العارضة التي زادت عن المائة شركة شغلت مساحة أكثر من 1718 متراً مربعاً صافياً فيه. زرناه رغم ظروفه وأكد بعض السعوديين الذين أمضوا إجازة عيد الفطر لهذا العام في لبنان في لقاءات ل(الجزيرة) معهم أن الظروف السياسية القلقة السائدة في لبنان منذ اغتيال الحريري لم تثنهم عن التوجه إليه لقضاء الإجازة فيه، ولم تجعلهم يفكرون بالتوجه إلى مكان آخر بسبب ذلك.فقال إبراهيم التويجري (35 سنة) مدير استثمار ببنك: لا شك أن الظروف السياسة لها تأثير على قرار تمضية الإجازة في بلد ما ولكن صارت في كل البلدان الآن ظروف سياسية غير طبيعية، بل وتفجيرات أحيانا. لذلك فإن قرار تمضية الإجازة في مكان ما يعتمد على مدى الارتياح النفسي الذي يجده متخذ ذلك المكان، لذلك توجه إلى لبنان في هذه الإجازة لإحساسه بتحقق ذلك الارتياح له هناك بغض النظر عن تلك الظروف القلقة. وقال لؤي الرويلي (33 سنة) مدير استثمار ببنك أيضاً: إن كل دول العالم تمر بمشاكل سياسية مثل لبنان إلا أن لبنان يعتبر أكثر أمانا من كثير من الدول العربية، لذلك قام بشراء منزل فيه في صيف هذا العام رغم الأوضاع السياسية والأمنية القلقة التي سادت فيه منذ حادثة الاغتيال. وقد أجمعا على أن ما جذبهم لزيارة لبنان في إجازة عيد الفطر المبارك رغم الظروف السياسية القلقة هناك هو رغبتهما في الاستمتاع بما يوفره لهما من طقس جميل وبنية سياحية متكاملة وطبيعة ساحرة وتنوع سياحي يتمثل في المدن والبلدات الجميلة النظيفة والجبال العالية الخضراء والبحر الهادئ والأماكن الثلجية والمطاعم ذات الوجبات اللبنانية الشهية. وفوق ذلك كله تعامل اللبنانيين الراقي المتسم بالحميمية معهم كسياح سعوديين وهو تعامل قالوا إنهم لم يجدوه بنفس المستوى في العديد من الدول السياحية المجاورة للمملكة أو حتى الأوروبية هذه الأيام..وقال بندر العثمان (32 سنة) موظف بشركة خاصة: تابعت الأخبار القلقة في لبنان وكانت موضع اهتمامي، ولكني رأيت أن الوضع الأمني مستتب إلى حد كبير والوضع مسيطر عليه. بل إن هذا الوضع الأمني كان مستتباً في وقت أصعب من وقت إجازة عيد الفطر المبارك وهو صيف هذا العام بعد عملية اغتيال الحريري والتفجيرات التي تبعت ذلك، فقد كان أهلي موجودين هناك وشاهدوا الوضع على الطبيعة ولمسوا أن الأمن كان مستتباً. فذهبت لقضاء إجازة عيد الفطر هناك رغم ما مبالغة الإعلام في تصوير الوضع هناك.