تسببت الأحداث الإرهابية التي ضربت قلب العاصمة البريطانية أول من أمس، في اضطرابات في الحجوزات وترتيبات السفر هنا في الرياض إذ أخَّر كثير من المسافرين حجوزاتهم، انتظاراً لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من أحداث، ومن سافر من الأفراد خصوصاً فالقلق هو المسيطر عليه أكثر من المتعة والانبساط. ويرى المدير العام لوكالة بن غيث للسفر والسياحة احمد محمد بن غيث أن أحداث لندن التي وقعت أول من أمس ستؤثر كثيراً بلا شك في سياحة السعوديين لهذا الصيف، وإن كان مبكراً الحكم الآن لإعطاء أي تكهنات حول النسب والأعداد. ويؤكد بن غيث أن هذا الصيف كان صيف أوروبا لعودة كثير من السياح إلى أوروبا بعد انقطاع دام خمس سنوات، ويرجع السبب إلى عدم ظهور أي وجهات جديدة، وملل السياح من شرق آسيا، إضافة إلى انخفاض قيمة اليورو، مقارنة بالأعوام السابقة، وهي كلها عوامل تدعم سياحة أوروبا، إلا أن الأحداث التي ضربت لندن أخيراً ستحد منها على كل حال، وعن عدد السياح إلى أوروبا إجمالاً يقول بن غيث إن السفر إلى أوروبا لايقتصر على الصيف فقط وإنما هو مستمر طوال العام، ويكفي أن نعرف أن عدد التأشيرات التي تصدر للسعوديين سنوياً تتراوح بين 400 ألف و600 ألف تأشيرة. من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة السياحية في غرفة تجارة الرياض رئيس مجموعة الصرح للسفر والسياحة مهيدب بن علي المهيدب، أن جميع الحجوزات العائلية المتجهة إلى العاصمة البريطانية تم إلغاؤها أو تغيير وجهاتها نحو دول أخرى، ويضيف المهيدب أن 90 في المئة من زوار لندن في الصيف هم السياح، ولا تزيد نسبة الأفراد على 20 في المئة من مجمل المسافرين، لذا فإننا حين نقول جميع أو كل فنحن نقصد المسافرين السياح، وليس المسافرين لغرض التجارة أو الاستشفاء أو غيرهما. ويبلغ عدد السياح السعوديين خلال موسم الصيف ما يزيد على 1.5 مليون سائح، تستحوذ ماليزيا على 40 في المئة منهم، وتأتي مصر ثانياً ولبنان ثالثاً، ثم أوروبا بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة. من جهته، يقول مدير خطوط الشرق الأوسط الخطوط اللبنانية في الرياض مقداد المقداد، ان كثيراً من العائلات اتصلت أمس لتأجيل السفر إلى أوروبا عموماً ومنهم من ألغى فكرة السفر برمتها، وان كانت الأخيرة فئة قليلة، لان الأحداث مازالت في بداياتها، وسيتضح أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة كمّ النسب التي ألغت حجوزاتها أو بدلت وجهاتها، إلا انه يؤكد أن المسافرين الأفراد كان التساؤل والقلق رفيقيهم في صالات المطار أمس، ولكن لم يلغ أي منهم رحلته. ويختم المقداد بأن نسبة بين 6 و10 في المئة من مستخدمي خطوط الشرق الأوسط هم مسافرو أوروبا، ويعتقد المقداد أن هذه النسبة التي تزيد صيفاً عادة ستنخفض هذا العام بسبب هذه الأحداث.