واصلت دبي تصدرها الوجهات المفضلة للسياح السعوديين إقليمياً، تنافسها البحرين، خصوصاً في الرحلات القصيرة التي لا تتجاوز عشرة أيام، وودعت بيروت مركزها وجهة سياحية مفضلة للسعوديين، بسبب الظروف السياسية والأمنية، إذ انخفض إشغال الفنادق في بيروت 90 في المئة بحسب خبراء في قطاع السياحة. ولحقت بها القاهرة والإسكندرية في منتصف الإجازة الصيفية، بعد الأحداث التي أدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي، في حين بقيت دمشق بعيدة عن أفضليات السعوديين للعام الثالث على التوالي. وبرز الأردن بديلاً لمثلث السياحة العربي بيروت - دمشق - القاهرة، إذ شهد إقبالاً كثيفاً من السياح السعوديين، خصوصاً بوجود عامل إضافي يتمثل في إمكان الذهاب إلى هناك براً، ما مثل فرصة لاكتشاف وجهة سياحية مميزة كان يجهلها كثير من السعوديين. وحافظت تركيا على موقعها بوصفها وجهة سياحية دولية مفضلة لدى كثير من السعوديين، آخذة من حصة دول شرق آسيا التي انخفضت أسهمها لدى السعوديين لأسباب مناخية، تتمثل بارتفاع درجات الحرارة هناك. وعلى غير المتوقع، تفوقت أميركا على أوروبا في جذب السعوديين هذا الصيف، وساعد في ذلك انخفاض كلفة السياحة بنسبة كبيرة في أميركا مقارنة بأوروبا، بنسبة قدرها خبراء سياحة ب40 في المئة. وهناك عامل إضافي تمثل في رغبة كثير من العائلات السعودية في زيارة أميركا للقاء أبنائهم المبتعثين. لا مقاعد إلى تركياوبريطانيا والنمسا... و أميركا"تزاحم" أوروبا ! أكد الخبير في مجال السفر والسياحة محمد رمضان، أن الدول الأوروبية مثل تركياوبريطانيا وفرنسا والنمسا تعد الوجهة المفضلة لكثير من السياح السعوديين، مؤكداً عدم وجود مقاعد شاغرة على الطائرات المتجهة لهذه الدول خلال إجازة عيد الفطر. لكنه لفت إلى أن دبي تعد الوجهة الأولى للسياح السعوديين حتى الآن، على رغم ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة فيها، عازياً ذلك إلى ما يحدث حالياً في مصر وسورية ولبنان. وأوضح أن نسبة زيادة أعداد السياح السعوديين لدبي والدول الأوروبية تشهد نمواً سنوياً يقدر ب 9 في المئة، لافتاً إلى أن غالبية الرحلات الجوية المتوجهة إلى مصر وسورية ولبنان تحمل على ظهرها مواطني تلك الدول، إذ لا وجود لسياح سعوديين أو عرب إلا بأعداد قليلة. وذكر أن حجم إشغال الفنادق اللبنانية انخفض في شكل حاد، فضلاً عن توقف الرحلات السياحية إلى سورية في شكل نهائي، مبيناً أن الأردن حصل على نصيب كبير من السياح الذين كانوا يتوجهون إلى لبنان ومصر. تشكيك في أرقام"ماس" وشكك رمضان في الإحصاءات التي أصدرها مركز"ماس"التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار حول أن البحرين تشكل الوجهة الأولى للسائح السعودي تليها دبي. واعتبر أن الإحصاءات"غير سليمة"وقال:"صحيح أن البحرين تعد مقصداً للذين يقطنون في المنطقة الشرقية، بسبب قربها وسهولة الوصول إليها بالمركبات، ويأتي بعض سكان مدينة الرياض للسياحة في البحرين، لكن بالنسبة لسكان المملكة من جميع المناطق، فتعتبر دبي الوجهة الأولى". وقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار"لا تقرأ جوازات السياح، بل تقوم بإحصاء عدد الذين دخلوا وخرجوا من البحرين فقط، علماً بأن عدداً لا يستهان به ممن يقطنون في المنطقة الشرقية يدرسون ويعملون في البحرين، والعكس صحيح". وزاد:"لذلك ليس كل من عبر جسر الملك فهد يعتبر سائحاً، فالحركة التي يشهدها الجسر تعتبر حركة مرور لا حركة سياحة". اعتبر مدير وكالة ابن غيث للسفر والسياحة أحمد بن غيث، أميركا الوجهة الأولى للسياح السعوديين، تليها الدول الأوروبية وتركيا، مشيراً إلى أن دول شرق آسيا تشهد انخفاضاً في عدد السياح السعوديين القادمون لها، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأجواء في تلك الدول. وأضاف ابن غيث أن دبي تعتبر محطة لرحلات قصيرة تمتد لثلاثة أو أربعة أيام فقط، إذ لا يقضي فيها السياح السعوديون فترات طويلة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ولكن الإجازات الطويلة التي تمتد لشهر أو أكثر تكون وجهة السفر أميركا والدول الأوروبية وتركيا. وعزا توجه السياح السعوديين إلى أميركا بأعداد كبيرة إلى أن كلفة السياحة فيها مناسبة مقارنة بدور أوروبية، فضلاً عن كون العائلات تذهب إلى هناك لزيارة أبنائها المبتعثين وقضاء وقت الإجازة معهم، مقدراً متوسط كلفة رحلة سياحية لقضاء إجازة في أميركا ب3000 دولار. وأوضح أن بريطانيا وفرنسا والنمسا وسويسرا وألمانيا من أكثر الأماكن المستهدفة من السعوديين في الصيف، لكنه توقع ارتفاع أعداد السياح المتجهين إلى أميركا خلال الفترة المقبلة بزيادة تقدر ب20 في المئة، عازياً ذلك إلى انخفاض أسعار المعيشة في أميركا عن الدول الأوروبية بنسبة 40 في المئة. ابن غيث : دبي أرخص من أبها و الطائف قوم مدير وكالة ابن غيث للسفر والسياحة أحمد بن غيث، الموسم الموسم السياحي الداخلي ب"غير الناجح"وقال:"لم تصل السياحة الداخلية إلى ما نطمح إليه، فالسياحة تعتمد على بنية تحتية كاملة وليست فقط سكناً"، مشيراً أن قضاء الإجازة في دبي أقل كلفة من قضائها في مدينة مثل أبها أو الطائف، مطالباً بإنشاء صندوق سياحي لدعم السياحة الداخلية والمنشآت السياحية. في المقابل، قلب المدير العام لشركة الصرح للسياحة والسفر مهيدب المهيدب، خريطة الوجهات السياحية التي تحدث عنها سابقوه، عندما أكد أن التوجه إلى أميركا ودول أوروبا شهد انخفاضاً بنسبة 40 في المئة بسبب طول المسافة ومدة الرحلة، مؤكداً وجود طلب كبير على ماليزيا، لكنه اتفق مع أنداده في أن دبي لا تزال أكبر وجهة للسياح السعوديين، خصوصاً لقضاء الإجازات القصيرة. ولفت إلى أن أسعار الفنادق في دبي بدأت تشهد ارتفاعاً مقارنة بالفنادق في الدول الأوروبية وشرق آسيا، مبيناً أن السبب في ذلك هو ارتفاع الطلب على العرض،"توجد في دبي ما لا يقل عن 42 ألف غرفة و30 ألف شقة بمختلف الأحجام، ما يعادل جميع ما يوجد في دول الخليج الأخرى، إلا أن زيادة الطلب تسببت في ارتفاع الأسعار، ليس فقط على السائح السعودي، بل حتى على السائح الأوروبي الذي بدأ بالتوجه إلى تركيا وشرم الشيخ لانخفاض الأسعار هناك بنسبة 50 في المئة مما هو عليه في دبي". وعلى الصعيد السياحي العربي، أكد المهيدب انخفاض عدد السياح إلى لبنان ومصر بنسبة 90 في المئة، باستثناء شرم الشيخ التي لا تزال محتفظة بعدد لا بأس به من الراغبين، بسبب بعدها عن الأحداث التي تجري في مصر. المهيدب:السعودية أكبر مصدر للسياح اعتبر المهيدب السعودية أكبر مصدّر للسياحة الخارجية في العالم، سواء من ناحية العدد أم من ناحية الإنفاق، موضحاً أن السائح السعودي يصرف في أوروبا ما يعادل ثلاثة أمثال ما يصرفه السائح الأوروبي. وذكر أن المحال التجارية العالمية المشهورة تعتمد في شكل كبير في مبيعاتها على السياح السعوديين، إذ يشكلون ما نسبته 25 في المئة إلى 35 في المئة من القوة الشرائية فيها. وقدر المهيدب معدل إنفاق السياح السعوديين باختلاف طبقاتهم خلال قضاء الإجازات في الخارج بما يتراوح بين 10 و100 ألف دولار.