مات المشري لكن الابداع الجميل الذي خلفه عبدالعزيز حي لا يموت هذه الحقيقة ستعرفها اجيال لاحقة وستعرف قدر المشري وتمنحه حقه من الحب والتقدير، أكثر مما فعلنا نحن حين حاولنا معرفة حق هذا النابغة السردي ولا أدعي أني من العارفين ببحار أو محيطات فكره العميق لكني اكتب عن عبدالعزيز مشري، ملك السرد ونابغة الابداع الخاص بمدرسة السراة وهذه المدرسة التي تأسست على الرصيد الذي تركه الفقيد وأنموذجه كحالة ثقافية نادرة جعلت ادب القص والرواية السعودية في مصاف العالمية بما حظيت به عبر مسيرة الألم والمرض والتحدي العظيم. اودك يا عبدالعزيز وانت ترحل الى دار البقاء الابدي واكتب في رثائك وتأبينك وانا هنا في الرياض حين لم يسطع وجهك واسعد بمحياك ورؤية ابتسامتك وانت على سريرك الابيض في ايامك الأخيرة بمستشفى الملك فهد في جدة. وكأني بك في هذه الايام كنت ترسل الى محبيك وزائريك ومن عادك تلويحة الوداع الأخير فرثاك من رثاك دون ان تعلم من هو أو تتعرف على من ذرفت عيناه الدمع وهو يودعك. لم تكن تعلم ان الجميع يلهج بالدعاء لك وان هناك من رثاك قبل ان تموت رحمك الله وأحسن مثواك. عزاء خاص: لوالد عبدالعزيز الشيخ مشري الغامدي: أقول أحسن الله عزاء الجميع ولا تحزن ياوالدي لأن رصيد عبدالعزيز الباقي هو هذا الكنز المكنون في صدور محبيه واللغة الخاصة الباقية هي رصيدنا وعزاؤنا بان لنا أدباً راقياً كالذي كتبه وتركه عبدالعزيز مشري. ألم يقل أجدادنا وآباؤنا ان لكل مطر نبات .