المهرجان الوطني الحاشد الذي شهدت أحداثه الساحة الكبرى للاحتفالات بمنطقة الرياض تكريماً لقائد المسيرة المظفر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وتأكيداً لمبايعتهما على السمع والطاعة في المنشط والمكره، حدث فريد لا ينبغي أن يمر بنا مرور الأحداث العابرة ونحن نرقب بعيون الرضا والإعجاب تلك النخبة المميزة من الرجال العاملين التي آلت على نفسها أن يكون ذلك المهرجان بمثابة (عيد للوطن) تتلاقى فيه القلوب وتتشابك الأيدي وتمتزج المشاعر رغبة في أن ينطلق الجميع وهم على قلب رجل واحد بغية بناء الوطن الموحد الواحد. ولأن الحقيقة لها وجه واحد، ولما كانت الكلمة أمانة فقد ارتأيت أن أسجل كلمة في حق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوفقهم الله... لقد كان ربان الرياض وحادي ركبها، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، كعادته وكعهدنا به، واصلاً ليله بنهاره، مانعاً نفسه راحة البال وهدوئه، مجنباً عينيه النوم الهنيء وهو يرتب لمهرجان الاحتفاء بأخويه الكبيرين في وجدان شعبهما الوفي، ومعه ساعده ومعينه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز.. وهناك تقف بقية الأرقام الصعبة في معادلة (الحقيقة والخيال) تلك المعادلة التي تتبلور في منعرجاتها قصة كفاح الأجيال التي يعبر عنها بصدق وتجرد أبطال تناوبوا على حمل الراية، وتنادوا إلى بذل المزيد من العطاء في سبيل الوصول إلى الغاية، وفي طليعة هؤلاء سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن، أمين منطقة الرياض الذي ظل لا يهدأ له بال ولا يجف له عرق حتى يرضي الجميع وحتى يصنع لعاصمته الحبيبة ولوطنه الكبير مجداً جديداً ومن خلفه أفذاذ مشهود لهم بالإخلاص والوفاء يعملون كما خلية النحل في صبر ودأب وهم يحركون بآرائهم السديدة وتوجيهاتهم الرشيدة قواعد العمل الجبار، وفق منهجية مدروسة، ويمدون جسور التواصل بين حلقتين تضم إحداهما جموع العمال المهرة: كلاً في مجاله، بينما يتربع جالساً وسط الحلقة الثانية وفي حضرته المهيبة أمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز. وأختم بقولي إن ما فات وسبق من كلمات، كان من قبيل إحقاق الحق، ورد الفضل لأهله، ولكن مثار الإعجاب، الشيء الذي أحسبه لا يخفى على الكثيرين أن كل ذلك الزخم من الفعاليات غير المسبوقة قد تم في ظرف زمني وجيز لا يتعدى الأسبوع الواحد، وهو في حسباني - كما هو لدى كل مراقب حصيف للأحداث - أمر يندرج في خانة الإعجاز. فإلى ربان سفينة الخير الماهر، فارس الرياض وسمو نائبه، التحية ولسمو أمين منطقة الرياض وصحبه أقول: لقد عهدناكم هكذا أبداً، عطاءً غير منقوص في الوطنية، وواجبات المواطنة الحقة.. أخيراً: دام عز الوطن، وعاش مليكنا محبوب الشعب، وولي عهده الأمين، رمزين للمروءة والشهامة والإنسانية.