اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مع زعيم حزب العمل الإسرائيلي عمير بيريتس أمس الخميس على إجراء انتخابات مبكرة في الفترة الممتدة بين أواخر فبراير - شباط وأواخر مارس - آذار. وقال بيريتس إنه يأمل أن يتحدد الموعد الدقيق للانتخابات يوم الاثنين القادم الذي ينتظر أن يبحث فيه البرلمان تقديم موعد الانتخابات التي كانت مقررة أصلا في نوفمبر - تشرين الثاني 2006. وقال بيريتس للصحفيين عقب لقائه شارون في تل أبيب: (سأتركه يقرر التاريخ في الفترة بين نهاية فبراير ونهاية مارس.. وأي موعد يقرره مناسب بالنسبة لي). وعقب انتخابه رئيساً لحزب العمل الأسبوع الماضي تعهد بيريتس على الفور بانسحاب الحزب من التحالف الهش الذي يقوده شارون في خطوة من شأنها أن تؤدي لإجراء انتخابات مبكرة. وأعرب بيريتس عن اعتقاده أن الاتفاق على انتخابات مبكرة سيهدئ الأسواق التي تنتابها مخاوف بشأن الفوضى السياسية وتعهداته بالرجوع عن الإصلاحات الخاصة باقتصاد السوق. وأضاف بيريتس: (أعتقد أنه إذا توصلنا لاتفاق في الكنيست يوم الاثنين بيني وبين رئيس الوزراء فسيعود ذلك بالهدوء على الساحة السياسية.. وستهدأ الأسواق الإسرائيلية). وأضاف أن تحديد هذا الموعد (سيشكل نجاحاً كبيراً (...) وعلى كل حال نسير تجاه هذه الانتخابات. إنها اللعبة الديموقراطية وكل الأمور الأخرى مسائل تقنية). وأعلن بيريتس أن زعيم حملة العماليين في هذه الانتخابات سيكون النائب أفراييم سنيه. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن شارون قال لمحادثه إن انتخابات مبكرة قبل تشرين الثاني - نوفمبر 2006 (خطأ فادح لأن الشعب لا يريد انتخابات كهذه). وكان شارون قد قال لصحيفة يديعوت أحرونوت إنه يؤيد إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في فبراير - شباط المقبل. وكان حزب العمل انضم للائتلاف الحاكم للمساعدة في تمرير الانسحاب الإسرائيلي من غزة. واتفق شارون وبيريتس على تشكيل فرق تفاوضية للحصول على موافقة أغلبية الفصائل في الكنيست (البرلمان) على تاريخ محدد للانتخابات خلال تلك الفترة. وكان عمير بيريتس زعيم اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) الذي فاز على شمعون بيريس في انتخابات زعامة حزب العمل في التاسع من شهر نوفمبر الجاري تعهد بسحب حزبه من حكومة شارون قائلاً إنه سيسعى للحصول على موافقة رئيس الوزراء على موعد مبكر للانتخابات في مارس - آذار أو مايو - أيار. وقال ران كامنتسكي المتحدث باسم بيريتس: (بالنظر إلى الحالة المؤسفة للبلاد من ناحية الاقتصاد والدبلوماسية والمجتمع فإن تقديم موعد الانتخابات بات ضرورة قومية). وقال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أحد الموالين لشارون لإذاعة إسرائيل من قمة التكنولوجيا في تونس يوم الأربعاء: (إذا أراد بيريتس إجراء الانتخابات فلا مانع من ذلك). وأضاف قوله (مارس هو الشهر المناسب). وكان بيريتس زعيم حزب العمل الجديد (53 عاما) وهو مهاجر يهودي ولد في المغرب قد وعد بالانسحاب من حكومة شارون وجعل ذلك محور حملته ليحل محل بيريس (82 عاما) متهما حكومة شارون بإيذاء فقراء إسرائيل بتطبيق إصلاحات السوق الحرة. وأثر فوز بيريتس في أسواق المال الإسرائيلية التي تستاء من دعوته لإعادة سياسات الرعاية الاجتماعية والعدول عن إصلاحات يريدها المستثمرون الدوليون. وانسحاب حزب العمل الذي يمثل تيار يسار الوسط من الائتلاف الذي انضم إليه لمساعدة شارون على تنفيذ قرار الانسحاب من غزة في سبتمبر - أيلول الماضي سيجرد الائتلاف من أغلبيته البرلمانية. لكن شارون لا يرى فرصة كبيرة في البقاء في السلطة حتى نهاية فترة ولايته إذ يواجه ضغوطاً ليس فقط من حزب العمل الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم بل من أعضاء متمردين داخل حزبه الليكود يحاولون معاقبته على الانسحاب من غزة. وإذا لم يتوصل شارون وبيريتس إلى اتفاق بشأن موعد الانتخابات في اجتماعهما فإنه من المرجح أن يصوت حزب العمل لصالح طلب في البرلمان تقدمه أحزاب المعارضة اليمينية يوم الاثنين بحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة. وقلصت نتيجة استطلاع حديث أظهر أن شارون سيهزم منافسه بنيامين نتنياهو في انتخابات الليكود المقبلة من احتمالات أن ينشق رئيس الوزراء ويؤسس حزباً جديداً يمثل تيار الوسط معتمداً على ارتفاع شعبيته. وهناك مؤشرات على أن بعض معارضي شارون داخل حزبه أصبحوا الآن على استعداد لمناصرته على خصمهم الأيديولوجي بيريتس.