مثل كرة الثلج المتدحرجة، توالت التطورات السياسية في (إسرائيل) فصولاً، من غير ان يتوقع احد الى اين ستنتهي، بعدما قطع ارئيل شارون رئيس الحكومة، الشك باليقين لخصومه الليكوديين وأعلن مساء أول من امس قراره الانسحاب من الحزب الذي اسسه بنفسه قبل 30 عاما وتشكيل حزب سياسي جديد يخوض به الانتخابات العامة المبكرة. واستكمالاً لهذه الخطوة التقى شارون، عند الساعة التاسعة من صباح أمس رئيس الكيان الاسرائيلي موشيه كتساف، وسلمه قرار انسحابه من الليكود وتشكيل حركة سياسية جديدة، وطلب منه حل الكنيست السادسة عشرة ليتسنى اجراء انتخابات مبكرة. وقال كتساف عقب اللقاء انه لم يبت بالطلب بعد وسوف يقوم باجراء مشاورات بهذا الخصوص مع المستشار القضائي للدولة مناحيم مزوز ورئيس الكنيست ريئومين ريفلين. «نحتاج ان نتصرف بانسجام وتوافق في ظل هذا المناخ السياسي الناشئ». وعند سؤاله ان كان ذلك يحتاج لأيام اجاب انه سيكون في موعد اقرب بكثير. واوضح ان الاعتبار الوحيد الذي سيحدد موعد الانتخابات المقبلة هو مستوى استعداد لجنة الانتخابات المركزية. وقد اصدر مكتب شارون عقب اللقاء بيانا مقتضبا قال فيه: ان شارون طلب من كتساف بناء على المادة 29 من القانون الأساسي للحكومة حل الكنيست لأنه لا توجد اغلبية ضد الحكومة في البرلمان ولم يكن بإمكانها مواصلة مهامها بالشكل الأمثل. يشار الى انه اذا ما تم حل الكنيست فهذا يعني ان الانتخابات ستجرى في غضون 90 الا اذا نجح عضو كنيست في تشكيل ائتلاف حكومي بديل في غضون الأسابيع الثلاثة القادمة. وكان شارون وصل قبل التاسعة الى منزل كتساف وطلب منه حل الكنيست السادسة عشرة بعد ساعات قليلة من الكشف عن نيته الخروج من الليكود وتشكيل حزب وسط جديد. وقد اتخذ قراره الليلة قبل الماضية، بالانسحاب من الليكود بعد سلسلة مشاورات مع اعضاء الكنيست ومستشاريه. وأعلن ستة من قادة الليكود نيتهم المنافسة على رئاسة الحزب بعد شارون، وهم بنيامين نتنياهو، عوزي لنداو، شاؤول موفاز، سيلفان شالوم، يسرائيل كاتس وليمور لفنات، اضافة الى زعيم الجناح الاستيطاني موشيه فايغلين. وتوقعت الاذاعة الاسرائيلية ان ينضم الوزير حاييم رامون وداليا اتسيك وشمعون بيريس من حزب العمل غير ان مقربين من بيريس، قالوا صباح أمس، ان بيريس لا ينوي ترك حزب العمل والانضمام الى حزب شارون، لأنه يعتبر حزب العمل «بيته الأبدي». واعتبر طلب الصانع عضو الكنيست الاسرائيلي خروج شارون عن حزب الليكود بأنه سابقة لا مثيل له، و«تسونامي» سياسي سيكون له تداعيات كبيرة في (إسرائيل) ستقود الى ظهور احزاب واختفاء اخرى. وقال الصانع ل«الرياض»: للمرة الأولى في تاريخ دولة (إسرائيل) ينسحب رئيس الحكومة من الحزب الذي يقوده، والذي اسسه في العام 1973، ويقوم بتفكيكه. ان خروج شارون من الليكود سيؤدي الى اضعافه او تحطيمه كما سيقود الى انقسامات في احزاب اخرى مثل العمل وشينوي. واضاف: نتنياهو الآن يؤمن بالجغرافيا وما يسمى أرض (إسرائيل) الكبرى، بينما يؤمن شارون وبيريس بالديمغرافيا، ويؤيدان الانسحاب من المناطق المكتظة للحفاظ على الهوية اليهودية للدولة. اما عمير بيرتس الزعيم الجديد للعمل فهو ما زال يؤمن باتفاقات اوسلو. وأوضح ان انفصال شارون عن الليكود هو نتيجة مباشرة للكسر الأيدلوجي في اوساط اليمين بعد الانسحاب من قطاع غزة ونتيجة للصراع مع الفلسطينيين وطرق حل هذا الصراع. وحول طبيعة الحزب الذي اسسه شارون وقدرته على المنافسة في الانتخابات المقبلة، قال الصانع ان الحزب يشبه شارون ببرنامجه السياسي والاقتصادي، وهو حزب لمرة واحدة، وسينتهي مع انتهاء عمر شارون السياسي. وأكد ان ما حصل في (إسرائيل) من تداعيات بدأت بانتخاب عامير بيرتس لزعامة العمل وتقديم موعد الانتخابات وخروج شارون من الليكود، تتطلب تحركا سريعا من قبل قادة الأحزاب العربية ولجنة المتابعة العليا. وأضاف: توجهت لزملائي في القوائم العربية وقلت لهم انه حان الوقت لإقامة اكبر تحالف عربي لنكون القوة الثالثة والرابعة على الخارطة السياسية في اسرائيل حيث تبلغ نسبة العرب 20٪. وبالتالي هذا يمنحنا امكانية التأثير بدلاً من ان نظل أحزاباً متشرذمة لا تأثير حقيقياً لها. كما توجهت للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لعقد اجتماع ومناقشة الأمر لأنه مطلوب من كافة الفعاليات السياسية والحزبية خوض هذه المعركة الجديدة. وتعقيباً على تصريحات عمير بيرتس وهجومه الأخير على القيادات العربية، قال الصانع ان بيرتس وخلال تاريخه السياسي وفي الهستدروت لم نشاهده في أي قضية تهم الوسط العربي. وتصريحاته هذه كما تعودنا من قادة (إسرائيل) تأتي للدعاية الانتخابية في محاولة لكسب شعبية الجمهور الاسرائيلي.