يواجه الثعلب العجوز رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وضعا حرجا يهدد بانهيار حكومته دفعه للبحث عن مخرج بعد ان مني بهزيمة في البرلمان. ويجرى شارون مباحثات بشأن اعادة تشكيل الائتلاف لانقاذ حكومته الممزقة وتجنب اجراء انتخابات مبكرة يمكن ان تعطل خطته للانسحاب من غزة. واتسعت الازمة السياسية التي تختمر في اسرائيل عندما طرد شارون حزب شينوي شريكه الرئيسي في الائتلاف من الحكومة بعد ان صوت ضد موازنة الدولة لعام 2005 في القراءة الاولى في البرلمان. ويمثل التمرد البرلماني أخطر تهديد لقبضة شارون على السلطة منذ اعادة انتخابه في يناير عام 2003 في فوز ساحق تحقق نتيجة لتحرك نحو اليمين بين الناخبين الاسرائيليين وسط حملة تفجيرات انتحارية. وقال مساعدون ان شارون سيتصل في اقرب وقت بحزب العمل اليساري وحزب ديني متطرف صغير للانضمام الى ائتلاف وحدة وطنية لمنع حكومته من الانهيار. وقال احد المقربين من شارون ان التوصل الى اتفاق قد يتم في غضون اسبوعين. لكن مصادر سياسية قالت انه سيتعين على شارون ان يتحرك بحرص لتجنب معاداة المتشددين في حزب الليكود الذين يعارضون اجراء محادثات مع زعيم حزب العمل شمعون بيريس الذي يلعنونه لاستعداده للتنازل عن أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 . وطرد حزب شينوي وهو حزب علماني خرج على شارون لغضبه من تعهدات بتقديم مساعدات مالية لاحزاب دينية ترك الليكود يتمتع بتأييد 40 نائبا فقط في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا مما يضع حكومته في مهب الريح. ويتعين على شارون الان اعادة بناء الائتلاف لتجنب اجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بعامين وتأجيل خطته لفك الارتباط في الصراع مع الفلسطينيين من خلال ازالة جميع المستوطنات من غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية. وقد يواجه شارون أول اختبار يوم الاثنين عندما يقدم للبرلمان اقتراحا بحجب الثقة بشأن الاقتصاد. ومن المتوقع ان ينجو من هذا الاقتراع بفضل تأييد حزب العمل لكن التصويت يمكن ان يبين مدى الضعف الذي أصبح عليه ويثير احتمال اجراء انتخابات في الشهور القادمة. ووفقا للقانون يتعين على حكومته اقرار الميزانية في البرلمان بحلول 31 مارس أو الاستقالة. وقال شارون بثقة بعد ان بات واضحا ان التصويت بشأن الميزانية سيكون ضده: لن تكون هناك انتخابات. ورفض البرلمان مشروع الميزانية بأغلبية 69 صوتا ضد 43 . ووجود حزب العمل الى جانب شارون سيعزز الاغلبية لتمرير الميزانية وخطة شارون لفك الارتباط. لكن المتمردين داخل حزب الليكود الذين يسعون لافشال خطة غزة يرفضون أي تحالف. ويهدف شارون الى ازالة جميع مستوطنات غزة البالغ عددها 21 مستوطنة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية في عام 2005 وفقا لخطته التي تؤيدها واشنطن . ويمثل حزب العمل وهو ثاني أكبر حزب في الكنيست 22 نائبا. ويأمل شارون في ان يلين المتمردون في حزب الليكود ازاء حزب العمل لاسيما انهم سيواجهون سخطا من جانب الرأي العام في ثالث انتخابات عامة في أقل من اربع سنوات وأغلبية مستمرة مؤيدة للانسحاب في استطلاعات الرأي. كما سادت حالة من الارتباك في الساحة السياسية الفلسطينية أيضا.