ربما كان اليوم آخر أيام شعبان، وغداً أول أيام رمضان المبارك شهر الصيام والقيام، شهر القرآن، شهر الخيرات والبركات أعادنا الله وإياكم لأمثاله مرات عديدة. غداً تتقلّص ساعات العمل للموظف، للعامل، للدارس ليتاح للجميع فرصة الراحة والعبادة. ومنذ أيام والإدارات الحكومية وغير الحكومية تصدر التعاميم والتعليمات إلى موظفيها والعاملين فيها لتحديد ساعات العمل في رمضان حتى مواعيد الدراسة وحصص الدرس يشملها التغيير في هذا الشهر الكريم. غداً تغيير شامل على كل شيء في حياتنا، فمواعيد الأكل والنوم مثل العمل والدراسة وأنواع الأكل أيضاً يلحقها التغيير، فلرمضان نظامه الخاص وحياته الخاصة. غير أن هناك ملاحظة على بدء دوام الإدارات الحكومية لم أجد سبباً لتفسيرها وهي اختلاف مواعيد بدء دوام الإدارات الحكومية وإن اتفقت في مدته فحبذا لو اتفقت جميع الإدارات على بداية الدوام ونهايته، فهناك من يبدأ دوامهم في الثامنة ومنهم من يبدأ دوامه في الثامنة والنصف والبعض بعدها بساعة أو أكثر ولا أدري سبباً لهذه الظاهرة، فالأفضل لو اتفقت الدوائر الحكومية جميعها في تحديد بداية الدوام ونهايته في موعد واحد وحددت مواعيد بدء الدراسة بحيث يكون قبل دوام العمل بنصف ساعة مثلاً حتى يتمكن الموظف من إيصال أبنائه الدارسين لمدارسهم والذهاب إلى عمله، أما حال الدوام غداً فهو يضطر الموظف الأب إلى أن ينهض من نومه مبكراً لإيصال أبنائه للمدرسة ثم يجد أن لديه وقتاً ضائعاً قد يكون ساعة أو أكثر بالنسبة لمن يعمل بالإدارات التي يبدأ دوامها اعتباراً من الساعة التاسعة والنصف. لا يدري كيف يقضيه فلا هو ارتاح ولا ذهب إلى عمله.. فحبذا كما أسلفت لو اتفقت مواعيد بدء العمل ونهايته في الإدارات الحكومية ورتب على أساسها مواعيد الدراسة بمدارس البنين والبنات وهذا شيء يمكن تحقيقه إذا ما اهتم به معالي رئيس ديوان الموظفين العام ورتب أمره بالاتصال بالهاتف مع المسؤولين عن الإدارات الحكومية ومدارس البنين والبنات، ويمكن إعلانه بواسطة الإذاعة والتلفزيون للجميع للتمشي بموجبه دون الحاجة إلى المكاتبات والتعاميم، وأعتقد أن في اتخاذ مثل هذا القرار الموحّد لمواعيد العمل والدراسة راحة كبيرة لمتوسطي الحال من الموظفين الذين يقومون بتوصيل أبنائهم إلى المدارس بأنفسهم، لأن مواعيد بدء الدوام واختلافها مع مواعيد بدء الدراسة مزعج لهم، وليس في صالحهم.