عندما أوجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود الجواب الشافي والكافي للسؤال الذي طرحته الصحفية الأمريكية وولترز لمحطة (أيه.بي.سي) من خلال المقابلة الشهيرة حول الكراهية على الصعيد الرسمي تجاه أمريكا؟ أجاب - رعاه الله - كعادته بنهج الشفافية والوضوح وبكل صدق بقوله: (الشعب السعودي لديه بعض الخلافات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل القضية الفلسطينية والحرب في أفغانستان والحرب على العراق وقال هذا أثر على الرأي العام السعودي تجاه أمريكا...) نعم صدقت ياخادم الحرمين الشريفين بما قلته نعم لقد أفصحت ووضحت وأرسلت رسالة واضحة للإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي وأنت تنقل الرأي العام السعودي بكل شفافية تجاه السياسة الأمريكية التي تمارسها في الشرق الأوسط وهي سياسية تفتقد مرتكزات العدل والمساواة.. فماذا تنتظر أمريكا منا وهي تمارس سياسة الاحتلال دون تخويل دولي أو قرار أممي؟!.. وماذا تنتظر أمريكا منا ونحن نشاهد بشكل يومي سياسة التطهير والإبادة لما يتعرض له إخواننا في فلسطين على أيدي الإسرائيليين؟! وماذا تنتظر أمريكا منا وهي تعبث بعراق الحضارة والعروبة!؟! وماذا تنتظر أمريكا منا وهي تمارس أساليب التهديد والاستفزاز لسوريا العزيزة!؟!.. وماذا تنتظر منا أمريكا وهي تعلن تدخلها السافر في شؤون الدول العربية والإسلامية وتحاول فرض نظامها ونمطها؟! فهل تظن أمريكا أن ما فعلته وتفعله الآن وما ستفعله غداً سيولد لدينا الحب والتقدير والاحترام لها؟ كلا والله.. أمريكا تعرف حقيقة الكره ومسببات العداء لكنها تتجاهل وتلقي باللائمة على الحكومات العربية والإسلامية تريد منها أن تقمع الشعوب وأن تعلن الاستسلام والتأييد لكل ما تفعله أمريكا وأن تزرع الحب بدل الكره وهذا مستحيل فالشعوب لها كرامات ولها مشاعر وأحاسيس لا يمكن أن تخضع أو تستكين أو تستذل تحت ضربات الطائرات أو أصوات المدافع أو إرهاب القنابل. وما يفعله الأشاوس والأبطال في فلسطين إلا أمثلة حية للكبرياء والشموخ الذي تتمتع به الشعوب, نعم إن من زرع العداء والكره والبغضاء في قلوبنا هي السياسات الأمريكية ومن سايرها من بعض الدول الأوروبية وعليها أن تتحمل تبعات ذلك.. بينما ما زلنا نحتفظ بعلاقات محبة وتقدير واحترام لكثير من الدول مثل فرنسا وألمانيا وكندا والصين واليابان كلها دول صناعية لها ثقلها الدولي وتأثيرها الاقتصادي ومع هذا قامت سياستها على احترام الدول والشعوب وعدم تدخلها بالشؤون الداخلية ولم تمارس سياسة الاحتلال واستعراض عضلاتها العسكرية وأسلحتها الفتاكة من أجل أن تستفرد بالعالم وحدها وهذا مستحيل جداً.. فإذا كان البيت الأبيض وأركانه يندد بكل عملية بطولية جهادية تحدث في فلسطين ضد الصهاينة فنحن نصفق ونبارك هذا الفعل المشروع بل الواجب لأن هنا مشاعر دين ودم يربطنا ولحق مشروع يستوجب أن ندافع عنه ونسانده وندعمه كما هو الحل ما تفعله أمريكا وبعض الدول بدعمها لإسرائيل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لكن هناك فرقاً شاسعاً بين مَنْ يدافع ويساند حقاً وبين من يدافع ويساند باطلاً.. السياسة الأمريكية تجاه قضايا تميزت بعدم الإنصاف والتملص من الوعود التي قطعتها على نفسها وآخرها تملص الرئيس الأمريكي من مشروع السلام الذي وعد به الفلسطينيين بتحقيق دولتهم عندما قال قد تنتهي ولايتي ولم يتم تحقيق مشروع الدولة الفلسطينية إذا كيف تريد أمريكا أن تكن الشعوب العربية والإسلامية لها حباً وتقديراً وهي تفعل الأفاعيل وتذلها وتذيقها كل ألوان الظلم والاضطهاد؟! أمريكا أطلقت مشروعاً تهدف من خلاله إلى تحسين صورتها في الوطن العربي وهذا المشروع سيفشل إذا استمرت سياستها وبقاء الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين. أمريكا وحدها تعرف الحل وتملك مفاتيح الأبواب وأساليب العلاج إن هي فعلاً تريد أن تبادلها الشعوب العربية حباً بحب وتقديراً بتقدير من خلال مد يد السلام لا مد أفواه المدافع وإطلاق القنابل وممارسة الإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي، وهذا هو آمال الشعوب التي تريد استقراراً يسود العالم كله.