الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    صوت حياة    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    مكتبة الملك عبدالعزيز وجامعة الأميرة نورة تطلقان معرض الإبل    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    ملك البحرين: علاقاتنا بالسعودية أخوية ومميزة    حل الفصائل.. خطوة سورية على الطريق الصحيح    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« الجزيرة » تفتح ملف أحداث 11 سبتمبر (4 - 6)
مكافحة الإرهاب واختلاط المفاهيم محمد صلاح: القوة العسكرية الأمريكية لم تقض على الإرهاب وهناك وسائل أخرى الباحث أمين اسكندر: رواج المفاهيم الخاطئة يعود لسياسة أمريكية هدفها السيطرة
نشر في الجزيرة يوم 09 - 09 - 2002

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور - علي البلهاسي - طارق محيي:
اختطلت العديد من المفاهيم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأصبحت عمليات المقاومة المشروعة ارهاباً والتصقت العديد من التهم الباطلة بالإسلام والمسلمين،وغابت الخيوط الفاصلة بين ما هو حق مشروع وما هو غير مشروع، وجاءت الحملات المسمومة من قبل الغرب تتهم العرب والمسلمين وتلقي بالمسؤولية عليهم في الأحداث التي هزت أمريكا وتم تقسيم العالم إلى محور شر ومحور خير واستمر هذا الحال طيلة العام الماضي منذ تفجير برجي مركز التجارة ومبنى البنتاجون.. حول مكافحة الارهاب واختلاط المفاهيم وماذا تم بعد مرور عام التقت الجزيرة بنخبة من المحللين والخبراء..
فرصة أمريكية
أشار محمد صلاح الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الأصوليين إلى أن أحداث 11 سبتمبر كانت بمثابة الفرصة التي أحسنت أمريكا استغلالها على طول عام كامل مضى وقال إن الأمريكان استندوا إلى أحداث 11 سبتمبر واستغلوها لتطبيق سياسات تخدم المصالح الأمريكية على مستوى الداخل والخارج، فعلى مستوى الداخل زادت سطوة اليمينيين في الإدارة الأمريكية والمتطرفين في الكونجرس وانتهزت الإدارة الأمريكية الأحداث كفرصة لزيادة المخصصات المالية الخاصة بمكافحة الارهاب، وتحت هذا البند استفاد رجال كثيرون من أصحاب البيزنس الأمريكي من هذه الاعتمادات التي كان جزء منها يتم انفاقه بشكل سري ولا تخصص كلها لمكافحة الارهاب وأصبحت بعد ذلك تخصص في معظمها من أجل هذا الغرض.. وكذلك زادت شعبية الإدارة الأمريكية التي كانت تعاني من التعثر في خطواتها بعد صعودها عن طريق الانتخابات الغريبة السابقة وفوجئت بتوحد الأمريكيين حولها من أجل محاربة الارهاب.
وعلى المستوى الخارجي استخدمت الولايات المتحدة الأحداث في الضغط على حكومات العالم لتحقيق مصالحها بالتعاون معها وخصوصاً الدول التي تنتظر منها أمريكا موافقة ودعم للسياسة الأمريكية.
وفيما يتعلق بتأثير الأحداث على الحركات الإسلامية في العالم قال صلاح إن أحداث 11 سبتمبر أضرت بشدة بجماعات وحركات إسلامية لم يكن لها أي علاقة بالأساس بتهديدات المصالح الأمريكية حتى ما هو منها جماعات سلمية لا تمارس العنف ضد حكوماتها مثل جماعية الأخوان المسلمين في مصر وكانت من أكثر الحركات التي أضرت كثيراً من هذه الأحداث وذلك لأن الحملة الأمريكية استهدفت كل المظاهر الإسلامية بغض النظر عن سياستها واتخذت ضدها اجراءات عنيفة سواء من خلال حكوماتها أو من خلال تصنيفها على أنها منظمات ارهابية ينبغي تصفيتها.
أما بالنسبة للحركات الردايكالية فقد تم القبض على الكثير منهم بعد الأحداث وشنت معظم الدول حملات مكثفة ضدهم ارضاء لأمريكا وخلال هذه الحملات اتهمت أناساً وجماعات عاطلاً في باطل.
وعلى الرغم من كل هذه الحرب العنيفة التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على هذه الجماعات والتنظيمات وعلى رأسها تنظيم القاعدة إلا أن كل هذا لن يوقف العمليات الانتقامية ضدهم لأن لتنظيمات مثل تنظيم القاعدة ليست بمثابة جيش منظم وإنما شبكات منتشرة في العالم لا تتأثر بمقتل مجموعة منها فهناك الكثيرون منهم ما زالوا منتشرين في أماكن متفرقة من العالم ولهم وسائل متعددة لاستعادة تنظيمهم وممارسة عملياتهم ضد أمريكا وحلفائها وهم يستخدمون التكنولوجيا والانترنت ويتعاملون مع التقنية الحديثة وليسوا متخلفين كما يتخيلهم البعض في كهوف أفغانستان.
وأشار صلاح إلى أنه من مصلحة أمريكا بعد عام كامل من أحداث 11 سبتمبر أن تعطي ايحاء للعالم بأن خطر القاعدة ما زال قائماً لتستمر نفس السيطرة والهيمنة لها وبالتالي تتزايد الاعتمادات المخصصة لمكافحة الارهاب ويساعدها في ذلك تلك المكتبة من الشرائط التي تركها أسامة بن لادن خلفه ويتم إذاعتها كل فترة وبعدها تتصاعد التصريحات الأمريكية بأن الخطر ما زال قائماً وأن تنظيم القاعدة ما زال موجوداً في أماكن عديدة ويهدد المصالح الأمريكية.
وشكك صلاح في أن تنجح الحملة الأمريكية في وقف نشاط تنظيم القاعدة ولا حتى في الأعوام القادمة قائلاً إن هذا التنظيم يستخدم وسائل بدائية وتقنيات حديثة وخططاً بسيطة جداً في عملياته التي يقوم بها وآخرها وفق الزعم الأمريكي أحداث 11 سبتمبر التي فاقت سيناريوهاتها كل خيال أوتوقعات حتى أمريكا نفسها ولم تتجاوز تكلفتها ثمن تذاكر الطيران للقائمين بها، أما عن خسائرها فلم تعتبر القاعدة موت القائمين بالعملية خسائر بشرية لأن موتهم كان جزءاً من العملية وكانوا يعرفون أنهم سيموتون لفترة ليست بالقريبة.
ويرى صلاح ان العرب كانوا هم الضحايا الحقيقيين لأحداث 11 سبتمبر فما زالت الاتهامات الأمريكية بعد عام كامل من الأحداث تنال منهم بعض الدول العربية بإيواء أو دعم الارهاب على الرغم من أن الدعوات الأولى لمحاربة الارهاب والتنبيه لأخطاره خرجت من الدول العربية في الوقت الذي كان فيه الغرب يستخدم الأصوليون كسلاح للضغط على الحكومات الأخرى، وساعدت أمريكا في الثمانينيات الكثير من هذه الجماعات والتنظيمات التي تصفها بأنها ارهابية وعلى رأسها القاعدة من أجل تحقيق مصالحها وما زالت أمريكا حتى الآن تنظر إلى المنطقة العربية نظرة مطامع ومصالح وتسير سياستها في الاتجاه المعاكس. والمشكلة أن الإدارة الأمريكية منذ أحداث 11 سبتمبر استخدمت وسائل كثيرة للضغط على الحكومات العربية من أجل مصالحها على رأسها الاتهام بإيواء أو دعم الارهاب من أجل تغيير مواقفها لتتوافق مع السياسة الأمريكية في المنطقة.
وقال صلاح إن الولايات المتحدة لم تعد تسمع لأي وجهة نظر مخالفة لوجهة نظرها في أي ملف حتى لو كانت قضية خارج قضية الارهاب وهذاما أدى إلى توتر العلاقات بين أمريكا والمملكة في الفترة الأخيرة، فالمعروف أن السعودية تعاونت في الحملة الأمريكية ضد الارهاب ولكن بعض مواقفها المتعلقة بقضايا أخرى مثل قضية فلسطين لم تعجب أمريكا وهكذا تستمر أمريكا في تطبيق سياسة من ليس معنا فهو علينا التي انتهجتها بشدة منذ حدوث أحداث 11 سبتمبر.
ويرى الدكتور ماهر قابيل عضو اللجنة المصرية للتحليل السياسي.. أنه بعد عام من مرور أحداث 11 سبتمبر اتخذت أمريكا اجراءات حاسمة وفعلية للحرب على ما تسميه هي ارهاب، فمصير حرب أمريكا ضد «الارهاب» يتوقف إلى حد بعيد على اعترافها بقصر نظر تعريفها له، وهو ما تتذرع به إدارة بوش لتنسحب بدوافع غير مبدئية عن التدخل الفعّال من أجل تنفيذ منصف لمواقفها من السلام والأمن في الشرق الأوسط، فبعد مرور عام على احداث 11 سبتمبر استطاعت أمريكا تحقيق انتصارات عسكرية على أعدائها وليس ما تسمية بالارهاب، وفي نفس الوقت استطاعت أن تنعم بهزائم اقتصادية ومعنوية خلال عام.
فعلى صعيد انتصارها على أعدائها يقول د. قابيل استطاعت أمريكا بدون معارضة من أي قوى دولية السيطرة على وسط آسيا بدخولها أفغانستان وهو ما يدعم قوتها العسكرية بالقرب من الصين وروسيا واليابان وكذلك دعم اقتصادها بالسيطرة على منابع البترول في بحر قزوين لكن في الوقت نفسه لم تصنع انتصاراً حاسماً على القاعدة أو ما تسميه بالارهاب فما زال بن لادن والملا عمر وأعوانهما أحياء يمارسون بعضاً من نشاطهم السياسي وزاد عداؤهم لأمريكا والدول الأوروبية وما زالت الحكومة الأفغانية لا تنعم بأي استقرار رغم الدعم الكامل من واشنطن، وامتدت قوات الولايات المتحدة العسكرية بحجة محاربة الارهاب للفلبين وأفريقيا ومنطقة الخليج في الوقت الحالي وهو ما نجده في تلويحات أمريكا بضرب العراق.
ويؤكد د. ماهر قابيل أن أمريكا بدأت حرب الارهاب وفقاً لثلاث مراحل بداية من أكتوبر الماضي وحتى الآن: المرحلة الأولى: مرحلة الهجوم العسكري على «الأعداء في أفغانستان» وهي مرحلة شارفت على نهايتها والدرس الأساسي الذي تقدمه تلك المرحلة هو تهور القوة الأمريكية واندفاع الدول العظمى وراءها.
أما المرحلة الثانية: من الاستراتيجية الأمريكية للحرب على الارهاب هي ضرب مراكز الارهاب في أفريقيا وجنوب آسيا، وهو الذي يعطي مبرراً لتدخل أمريكا في شؤون تلك الدول ودعم قواها العسكرية هناك، وتلك المرحلة تتطلب الامكانيات المخابراتية والدبلوماسية عالية المستوى، والمرحلة الثالثة: تتركز على التعامل مع الدول المعادية التي تساند الارهاب كما تراها أمريكا مثل العراق وليبيا والسودان.
وفي سياق الحرب الأمريكية ضد الارهاب تتخذ أمريكا استراتيجية عسكرية بالدرجة الأولى، فكما يقول د. ماهر قابيل ان أمريكا أخذت على عاتقها مسألة التدخل العسكري وتركت مسألة الإعمار واعادة تشكيل النظام الداخلي للدول الصديقة وهي بالطبع الدول الأوروبية أو المنظمات الدولية وكل ذلك يتم وفقاً لخطة أمريكية واضحة تماماً كما حدث في أفغانستان.
وعلى مستوى استراتيجية مقاومة الارهاب بعد أحداث سبتمبر خسرت أمريكا على المستوى الاقتصادي والمعنوي، فيؤكد د. ماهر قابيل ان الاقتصاد الأمريكي أخذ في التدهور بعد أحداث سبتمبر وأعلنت عدة شركات أمريكية تعمل في الملاحة الدولية افلاسها وتدهورت أسعار البورصة العالمية في واشنطن ونيويورك وبدأت ترتفع تدريجياً في دول الاتحاد الأوروبي، أما على المستوى المعنوي فقد زادت كراهية شعوب العالم لغطرسة القوة الأمريكية، وبدأت بعض الدول فهم طبيعة الحرب التي تشنها أمريكا تحت مسمى مكافحة الارهاب، وحتى على مستوى الشرق الأوسط ما زالت أغلبية الدول العربية حكومة وشعباً رافضة تماماً لضرب العراق وهو ما يؤكد من جديد انتكاسة القوة الأمريكية والتأييد الدولي لها، وأنه بعد مرور عام من اعلان أمريكا حربها ضد الارهاب لم تقض على الارهاب العالمي كما تدعي، بل دعمت ارهاباً من نوع جديد يسمى الارهاب الإسرائيلي، خاصة بعد تخلي أمريكا عن أي دعم للسلام بين العرب وإسرائيل، وقوفها جنباً إلى جنب مع شارون وسياسة التطهير العرقي للفلسطينيين، وكأن أمريكا فوضت تل أبيب في حربها ضد الارهاب للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وبذلك تكون أمريكا قد أوجدت نوعاً جديداً من الارهاب وهذه المرة ليس ارهاب فرد أو جماعات أو منظمات، بل ارهاب نظام سياسي كامل يدعى إسرائيل.
غطرسة بلا حدود
يقول أمين اسكندر المنسق العام للجنة الشعبية لمناهضة الصهيونية والهيمنة الأمريكية ان أمريكا كانت قبل أحداث 11 سبتمبر تناقش أفكاراً تعتبرها استراتيجية من قبل الامبريالية والديمقراطية وحقوق الانسان وعندما جاءت أحداث 11 سبتمبر تحولت الولايات المتحدة إلى مفاهيم مغلوطة للارهاب ووصمت به العرب والمسلمين وبدأت في أعمال مخططات كانت جاهزة للهيمنة على العالم تحت زعم الحرب ضد الارهاب دون دليل أو مستند أو معارضة وهو ما جعل أمريكا تبالغ في بث الرعب في العالم كله من خطر الارهاب على حياة الأمم والشعوب ونصبت نفسها حامي حمى العالم من هذا الخطر القادم بشراسة من الشرق وقادت الحملة ضد الارهاب ومعها الكثير من حلفائها وبدأت بأفغانستان ثم أعطت شارون وكالة الفعل في فلسطين ليظهر أمام العالم كله بأنه بكل جرائمه وانتهاكاته إنما يساعد أمريكا والعالم في محاربة الارهاب المتمثل في منظمات المقاومة الفلسطينية التي صنفتها أمريكا ضمن قائمة الارهاب في العالم.
وأضاف: الأحداث كانت نقطة تحول في السياسة الدموية الإسرائيلية التي ظهرت بأبشع صورها بعد 11 سبتمبر مدعومة بسند أمريكي وتعاطف غربي مع رجل ادعت أمريكا أنه يدافع عن نفسه ضد الارهاب في فلسطين.. وأشار اسكندر إلى أنه تم بعد ذلك الحديث عن نظم عربية لا بد من تغييرها من وجهة النظر الأمريكية سواء كانت حليفة لها أو غير حليفة ولا تزال أمريكا حتى الآن تستغل الأحداث في محاولة تنفيذ مخططها لاعادة ترتيب جغرافية المنطقة العربية بطريقة تسمح بفرض هيمنتها على مناطق البترول في المنطقة واعطاء إسرائيل الدور رقم «1» في المنطقة وكذلك إيجاد مساحة نفوذ بين أمريكا وبين أوروبا في هذه المنطقة.
وقال: في اعتقادي أننا بعد عام كامل من أحداث 11 سبتمبر ما زال أمامنا ما يقرب من 15 أو 20 سنة قادمة تحت الهيمنة الأمريكية طالما أنها تعيش غطرسة القوة ولا يوجد هناك من يقف في وجهها ويقول لها لا، ولا شك أن هناك أزمة حقيقية عاشتها ومازالت تعيشها أمتنا العربية منذ حدثت أحداث 11 سبتمبر ولعل السبب الحقيقي فيها هو فقدانها لإرادة المقاومة، فأمريكا تعمل على اعادة ترتيب خريطة العالم على حسابنا من أجل أن تكون على القمة وحدها دون منافسة لفترة طويلة وهذا سيحرضها أحياناً على استخدام القوة كما فعلت في أفغانستان وتريد أن تفعل في العراق أو يحرضها على تناسي الشرعية والقانون الدولي والعدالة ودعم الباطل كما فعلت وتفعل في فلسطين، وكذلك يحرضها على تناسي حلفائها وأصدقائها وانقلابها عليهم كما فعلت مع مصر والسعودية ولا ننسى أن الحرب الأمريكية تشتعل الآن في مناطق كثيرة من العالم بشتى الأساليب والوسائل.
وأضاف: الأحداث كلها منذ 11 سبتمبر الماضي تؤكد أن أمريكا ماضية بالفعل في اعادة ترتيب خريطة العالم وجهودها من أجل ذلك بدأت في المنطقة العربية وحققت نجاحات كثيرة سواء بالنسبة لتقوية شوكة إسرائيل في قلب العرب أو أخيراً تقسيم السودان طبقاً لاتفاقية ماشاكوس ولا شك أن هذه الحملة التي تشنها أمريكا الآن على بعض الدول العربية لا تهمها فيها غير مصالحها، وعلاقاتها بنا منذ زمن بعيد تتصاعد وتهبط بما يحقق مصالحها ولعل التجارب الأمريكية في المنطقة أثبتت لها أنها كلما ضغطت على أنظمتنا استجابت لها بما يحقق أغراضها وأعتقد أن هذا لن يدوم طويلاً.
وأكد أمين اسكندر أن العرب وهم الذين كانوا أكثر ضرراً من أحداث 11 سبتمبر وتعرضوا لأكبر أزمة بعدها بأيديهم أن يخرجوا أنفسهم من هذه الأزمة وبأيديهم مقاومة هذا المشروع الأمريكي لتغيير خريطتهم وذلك من خلال اعادة ترتيب البيت الداخلي وتفعيل أدوات وأسباب قواتنا واحياء المقاومة وحشد وترتيب المعادين للعولمة وللهيمنة الأمريكية في العالم وهؤلاء كثيرون ولكنهم متناثرون بين دول وشعوب ومنظمات ويحتاجون لتوحيد جهودهم والعمل معهم لمقاومة هذه الغطرسة الأمريكية التي انطلقت بعد 11 سبتمبر بلا حدود عبر إيجاد تحالفات اقتصادية وعسكرية معهم والمهم هو ضرورة توافر الإرادة لذلك.
تأثيرات سلبية
وفي تعليقه يرى السفير محمد بسيوني مساعد وزير الخارجية وسفير مصر السابق في إسرائيل أنه لا شك أن أحداث 11 سبتمبر خلطت كثيراً من المفاهيم والرؤى وأثرت بالسلب على القضية الفلسطينية وخاصة اعتبار بعض الفصائل الفلسطينية منظمات ارهابية وادراجها على قائمة المنظمات الارهابية عالمياً.. ثم جاء التعريف الأمريكي للارهاب بعد أحداث 11 سبتمبر بأنه أي عمل يتعرض لمهاجمة المدنيين أو ترويعهم وإلحاق الضرر بهم أو بممتلكاتهم، وقد أدى هذا التعريف إلى لبس في تفسير العمليات الاستشهادية التي تقوم على أساس مقاومة الاحتلال والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهي اقامة دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى حدود 4 يونيو 1967م.. ولا بد أن نؤكد هنا أن العمليات الاستشهادية عمليات مقاومة مشروعة خاصة التي تتم داخل المناطق المحتلة وليس داخل الخط الأخضر.
ويقول بسيوني ان شارون استغل أحداث 11 سبتمبر لصالحه وحاول اقناع الولايات المتحدة بأن ما يقوم به هو دفاع عن النفس بشكل يمنع العمليات الاستشهادية «الانتحارية كما يقول شارون» ضد المواطنين المدنيين الإسرائيليين.. وقد نجح شارون في ذلك فعلاً وهو ما أدى إلى وضع شروط مسبقة من قبل الإسرائيليين قبل الجلوس على مائدة المفاوضات واستئناف مباحثات الحل النهائي وهذه الشروط تتمثل في ضرورة وقف تام وفوري لاطلاق النار من الجانب الفلسطيني وتهدئة الأوضاع ثم بعد ذلك يبدأ التفاوض أما قبل ذلك فلا.
وأضاف: بسيوني أن هناك تحيزاً أمريكياً واضحاً لإسرائيل حتى في قرارات مجلس الأمن والمتمثلة في القرار 1402 الذي ينص على وقف فوري لاطلاق النار كشرط محدد على الجانب الفلسطيني وملزم على الفور، أما على الجانب الآخر فالقرار ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة في 28 سبتمبر 2001م ونلاحظ هنا عدم وضع توقيت محدد لتنفيذ هذا الشق من القرار بينما كان القرار ملزماً للجانب الفلسطيني بوقف فوري وهو ما يوضح الانحياز التام من جانب قرارات مجلس الأمن، ثم جاء القرار 1403 لمجلس الأمن في 31/3/2002م أي بعد عملية الجدار الواقي التي بدأت يوم 29/3/2002م نص هذا القرار أيضاً على الوقف الفوري لاطلاق النار بالنسبة للجانب الفلسطيني مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها بعد اندلاع الانتفاضة في 28 سبتمبر 2001م دون ابطاء.. ونرى هنا الانحياز للجانب الإسرائيلي حيث شدد القرار على الوقف الفوري لاطلاق النار للجانب الفلسطيني وعند الجانب الإسرائيلي جاء القرار بالانسحاب دون ابطاء، وأيضاً لم يحدد القرار سقفاً زمنياً محدداً للانسحاب الإسرائيلي.
وأكد بسيوني أنه حتى الاتفاق الأخير «اتفاق غزة بيت لحم أولاً» يتحيز إلى الجانب الإسرائيلي فيضع شرط تخفيض أعمال العنف ووقف اطلاق النار الفوري على الفلسطينيين مقابل اعادة انتشار خارج غزة وبيت لحم ولم يضع أيضاً توقيتاً محدداً لهذا الانسحاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.