وصلا لما بدأناه في حديث عن مستقبل الدولة الفلسطينية، وبالتحديد مستقبل الضفة الغربية بعد تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلية خطتها الأحادية بالانسحاب من قطاع غزة، والحديث على مدى الحلقات الأربع الماضية على ترتيب الأوضاع في الضفة الغربية وبحث التصورات لتكوين (ملحق) للدولة الفلسطينية التي ستكون قاعدتها قطاع غزة وما يتبقى في الضفة الغربية (جيوب) ملحقة، في تزوير علني لخطة الطريق التي اقترحها الرئيس الأمريكي جورج بوش. ولكي يتوافق الوضع الأمني في الضفة مع الأطماع الإسرائيلية في الحفاظ على المستعمرات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية وإلحاقها بالكيان الصهيوني قدم جهاز الأمن الإسرائيلي (خطة الأصابع) لوزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي شاؤول موفاز وتقضي بتحويل مستوطنة أريئيل الواقعة جنوب مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية إلى جيب داخل الأراضي الفلسطينية فيما ستتم إحاطة طريق (عابر السامرة) المؤدي إليها بجدران وأسلاك شائكة. وأفادت صحيفة معاريف العبرية يوم الجمعة الماضي أنه تم تقديم الخطة الجديدة إلى موفاز وأن ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي وصفوا طريق (عابر السامرة) بأنه (شريط فيلادلفي الجديد) في إشارة إلى الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وأضافت الصحيفة أن الخطة الجديدة تم إعدادها بموجب تعليمات صادرة عن المدعي العام الإسرائيلي وتنص على إقامة جدار عازل على جانبي طريق (عابر السامرة) الذي يبلغ عرضه 20 مترا. وقالت الصحيفة العبرية إنه في أعقاب تنفيذ خطة فك الارتباط (استغل المستويان السياسي والأمني في إسرائيل التأييد الدولي الواسع لإسرائيل لتسريع عملية إقامة جدران عازلة حول مستوطنات في عمق الضفة الغربية والطرق المؤدية إليها) لتصبح أصابع ممتدة في الضفة الغربية؛ ولذلك أطلق عليها (خطة الأصابع). وتأتي تعليمات النيابة العامة في أعقاب القرار الذي أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية قبل أسابيع وأمرت فيه بتغيير مسار الجدار عند مستوطنة الفي مانشيه القريبة من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية كونه يعزل داخل الجدار خمس قرى فلسطينية عن محيطها الفلسطيني وعن مركز حياة سكانها في قلقيلية. وتبين بحسب المصادر الإسرائيلية أن (خطة الأصابع) تقضي بإحاطة الشارع الموصل بين مستوطنتي الفي مناشيه وكرني شومرون (الأخيرة قريبة من نابلس) بجدار بزعم حماية المستوطنين من إطلاق نار من جانب الفلسطينيين. وهكذا يرسم الإسرائيليون حدود (الدويلة الفلسطينية) المقترحة، ويؤمنون كيانهم بحدود مادية كالجدار العنصري، ويضعون السيناريوهات والتصورات لمستقبل العلاقة مع الفلسطينيين، فيما ينشغل الفلسطينيون في الصراعات التي امتدت إلى داخل كبرى منظماتهم (فتح) وهو ما يستدعي سلسلة مقالات للحديث عن علاقة الفلسطينيين بعضهم مع بعض..!!