السلام على روحك الطاهرة من دنيانا هذه الفانية وأنت في الحياة البرزخية وجنات النعيم الباقية والأزلية إن شاء الله.. أكتب إليك هذه الخواطر بعد أن أفعمني الحزن والأسى لفراقك لنا.. لأهلك ومحبيك، فقد تعودت أن أكتب إليك يا أم عبد الله خطابات وتقارير رسمية بحكم عملي مديرة مدرسة وبحكم مسؤوليتك كمشرفة إدارية، فقد عرفت أنا وغيري عنك الإتقان والحرص في أداء المهام المناطة بك, فأنتِ يا أم عبد الله مثال للمربية الشريفة الشهمة التي لا يقف أمامها في سبيل الحق أي عائق.. مدافعة بلسانك وقلبك ومالك وكل ما أُوتيت من قوة.. عن أي إنسانة حتى ولو لم تعرفيها طالما أن الحق بجانبها، معرفتي بك أختي العزيزة أم عبد الله نشأت منذ أن كنتِ زميلة لي في الإدارة المدرسية كمديرة مدرسة، ومنها أدركت مدى ما حباك الله به من تفوق وطموح والحرص على الإجادة فيما يوكل إليك من مهام، كنت مرحة الطباع.. مؤمنة دائماً بقضاء الله وقدره.. مراعية لشعور من حولك صغيراً كان أم كبيراً، سرية النفس، نبيلة الخلق، طيبة العنصر، تمتلكين حضوراً زاهياً في اجتماعاتك بروح مليئة بالشفافية الصافية النقية. أختي آمنة كنت مميزة حقاً في مجتمع كثير فيه المتميزون، رحمك الله بعد أن رحلت عنا بموت مفاجئ وفاجع.. رحلت عنا من سرير الولادة في يوم جمعة مباركة في شهر رمضان المبارك.. رحمك الله وأحسن عزاءنا وعزاء زميلاتك من معلمات وإداريات وطالبات فيك، لقد تركت لنا علماً نافعاً وأبناء صالحين - إن شاء الله - وسيرة عطرة ونستبشر بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم: (من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض).. وأشهد الله يا أختي أنني ماعرفت ولا سمعت عنك إلا الخير والثناء الحسن من كل من عرفك وتعامل معك.. أحسن الله عزاء أبنائك وإخوانك وأسرتك ورزقهم ثواب الاحتساب. أختي آمنة:قري عيناً واخلدي للراحة الأبدية في جنات الخلد إن شاء الله وكفى أولادك وأسرتك فخراً بما تركت لهم من (إرث) لا يقيّم بمال.. إنه العمل الطيب الذي سيظل ذكرى عطرة لكل محبيك.سألتقي معك والمسلمين أجمعين إن شاء الله في رياض الخلد وجنة النعيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}