حظيت ورقة العمل التي قدمها المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري أمام المؤتمر العلمي العربي الرابع لرعاية الموهوبين والمتفوقين الذي أُقيم بالأردن مؤخراً، والتي سلط فيها الضوء على تجربة مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة في رعاية التفوق، باهتمام وتفاعل المشاركين بالمؤتمر من مسؤولين وتربويين وأكاديميين ومثقفين ومهتمين بمجال الموهبة، حيث اعتبروا التجربة فكرة رائدة ومتميزة تستحق التقدير، مشددين على أهمية نشر الفكرة بجميع جوانبها ليستفيد منها كافة الطلاب المتفوقين بوطننا العربي الكبير. وقالوا في تصريحات ل(الجزيرة) التي تابعت فعاليات المؤتمر: إن مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة هو الاستثمار الأمثل في عقول أبناء هذا الوطن؛ ليساهم وغيره من المدارس المتخصصة في رعاية الموهوبين والمتفوقين في تخريج طلاب مبدعين تكون لهم بصمة واضحة في بناء المجتمع. ودعوا إلى ضرورة التوسع في إنشاء هذه الصروح التربوية الفريدة وتوسيع قاعدتها لتشمل أكثر قدر من المتفوقين والمتفوقات. في البداية أبدى الدكتور فتحي جروان - رئيس المجلس العربي لرعاية الموهوبين والمتفوقين بالأردن - إعجابه الشديد باهتمام مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة برعاية فئة المتفوقين من الطلاب، مشيراً إلى أن هذا التوجه يُعَدُّ مشروعاً رائداً وفريداً. وقال: شدني ما لمسته خلال زيارتي للمجمع قبل فترة تمكن القائمين عليه من تطوير للبرامج الإثرائية في معظم المواد الدراسية، وتنظيمهم للعديد من النشاطات والملتقيات التي تدعم المقررات الدراسية وتثري الفكر الطلابي وتدعم مواهبهم، ما ساهم في اكتشاف الكثير من مواهب الطلبة وإبداعاتهم الفنية والأدبية والعلمية، وتنمية قدراتهم القيادية والانفعالية. ومضى د. جروان بقوله: بعد أن سمحت لي الظروف بتكوين صورة واضحة عن منهجية المجمع المتميزة ومخرجاته الإيجابية، أستطيع أن أقول إن تحويل مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة إلى أكاديمية للموهوبين والمتفوقين بات مطلباً ملحاً في ظل توافر عناصر النجاح اللازمة لنجاح المشروع، مشيراً إلى أن الأمل معقود على مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لتتخذ قراراً قد يكون استراتيجياً في مسيرتها لإنشاء أكاديميات الموهوبين في المملكة، سيما في ظل تفاعل الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم ورغبتها الملحة في خطو خطوات أوسع نحو رعاية التفوق ودعم الموهبة، إضافة إلى وجود كوادر إدارية وتربوية تقف على هرم المجمع متحمسة جداً لتطوير المجمع في هذا الاتجاه بعد تجربة ناجحة امتدت لأربع سنوات في مجال رعاية المتفوقين، تحقق خلالها الكثير من المخرجات الإيجابية، كما أتمنى أن تعمم الوزارة التجربة ليتوسع نطاقها داخل المملكة، وأن تستفيد الدول العربية من هذه التجربة الفريدة. كما أكد الدكتور عبدالله الجغيمان - مدير الإدارة العلمية بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين - أن مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة قد حقق قفزات مهمة في رعاية الطلاب المتفوقين، في تجربة رائدة ومتميزة ستساهم بمشيئة الله تعالى في تحقيق مخرجات إيجابية لأبنائنا الطلاب. وقال الدكتور الجغيمان: أعتقد أن الدور الآن أصبح على عاتق وزارة التربية والتعليم بالمملكة، فبعد نجاح فكرة المجمع أصبح من الأهمية بمكان أن تعمل الوزارة على دراسة تعميم التجربة لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب، شريطة أن يكون (تعميما مقننا) مدعوما بآلية خاصة تتضمن معايير القبول والتسجيل، كما تمنح صلاحيات أكبر للقائمين على هذه المجمعات سيما في موضوعات وضع مناهج متخصصة، وبرامج إثرائية متميزة، تدعم موهبة الطالب وتثري الفكر لديه، إضافة إلى أهمية منح الصلاحية في موضوع تسريع الطالب أو نقله من سنة أو مرحلة إلى أخرى. مختتماً حديثه المقتضب بضرورة دعم هذا التوجه ببرامج متخصصة في تدريب المعلمين وفق احتياجات الطلبة المتفوقين، مشيداً بمنهجية الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم وحرصها على تطوير وتفعيل العملية التربوية والتعليمية. كما أشاد الدكتور وليد خضر الزند - عضو اللجنة الرئيسية الاستشارية لرعاية الموهوبين والخبير المفرغ لهيئة التقويم والاعتماد في وزارة التعليم العالي بالسودان - بفكرة رعاية التفوق التي تبنتها وزارة التربية والتعليم بالمملكة ممثلة بإدارة تعليم منطقة القصيم، وقال: إن هذه التجربة تعد الاستثمار الأفضل للزمن والبشر، وهي من شأنها الحفاظ على هذه الثروة من الطلبة المتفوقين والموهوبين، ودعم قدراتهم وتنميتها؛ ليساهموا في إرساء قواعد جديدة ووضع لبنات فكرية تدعم بناء المجتمع. وأضاف قائلاً: أحيي في هذه التجربة الجرأة والطموح، داعياً إلى تشكيل لجنة تربوية عربية تقوم مهامها على نقل مثل هذه التجارب القيمة ليستفيد منها جميع شباب وشابات وطننا العربي الكبير. واختتم الدكتور وليد حديثه بالإشارة إلى أهمية إنشاء أكاديمية تعنى برعاية الموهوبين، وتكون أرضا خصبة للاستثمار في الإنسان العربي المبدع، متمنياً أن تعمل وزارة التربية في السعودية على دراسة هذا الموضوع المهم، مؤكداً أنه يعتقد أن مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة هو أفضل نواة للتحليق في آفاق الإبداع والتميز، سيما أنه خطا خطوات واسعة في مجال رعاية التفوق ودعم الموهبة. وأشارت الدكتورة فاطمة السلمي - المتخصصة في مجال الموهبة والأستاذة في جامعة الملك سعود بالرياض - إلى أن مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة يعد تجربة تربوية فريدة ورائدة؛ باعتباره المجمع الأول على مستوى المملكة الذي يعنى بفئة المتفوقين الذين يعدون ثروة بشرية يجب أن نرعاها ونحافظ عليها، ونوفر لها كافة الاحتياجات التي تتناسب مع قدراتها وإمكاناتها، وهذا ما حققه المجمع لهذه الفئة من خلال توفير التجهيزات والبرامج المساندة للمنهج التعليمي والبرامج الإثرائية الأخرى. وأضافت الدكتورة فاطمة قائلة: من خلال اطلاعي على فكرة المجمع وأهدافه ورؤيته المستقبلية أيقنت بعظم الرسالة التي يؤديها خاصة بعد أن شاهدنا مخرجات متميزة تعد قوى فاعلة في مجتمعها. ونبهت الدكتور فاطمة إلى أهمية تعميم هذه التجربة على مستوى المملكة لتعم الفائدة أكبر عدد ممكن من الطلاب، كما رأت ضرورة الاستعانة بالخبرات الوطنية المتخصصة، حيث إن لدينا كوادر علمية مؤهلة بإمكانها تقييم التجربة والإشراف على توسيع دائرتها، مختتمة حديثها بالتأكيد على أن تجربة رعاية التفوق في مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة تعد مصدر فخر للمملكة العربية السعودية؛ كونها التجربة الأولى والفريدة في احتضان التفوق ورعايته في أرجاء وطننا الكبير. وقالت الدكتورة خولة تحسين صبحا - مديرة تحرير مجلة بريد المعلم -: لا شك أن الاهتمام بالطلبة المتفوقين يُعَدّ من الأمور الضرورية في عملية التعليم؛ فهؤلاء يمتلكون قدرات متميزة يجب متابعتها وتنميتها. ولا شك أن المتفوقين يمثلون قطاعاً مهماً من القوى والإمكانيات البشرية، فالتفوق والموهبة يُعدان من أهم أسس التقدم الحضاري، وعاملاً مهماً في تقدم الإنسان المعاصر وفي مواجهة مشكلات حياته الراهنة وتحديات مستقبله، حيث إن الزيادة في عدد العلماء والمفكرين والمبدعين يعد من مقومات قوة الأمة. وقد أشار العديد من العلماء بهذا الصدد إلى أن الأمم التي لا تستطيع أن تحدد قدرات الموهبة والإبداع لدى أبنائها ولا تشجعها لن تجد نفسها في مركب التقدم والتطور. وأضافت: لذا فإن جميع المجتمعات بحاجة دائمة إلى رعاية الطلبة المتفوقين وأصحاب المواهب، الذين سوف يصبحون روادا في المستقبل.. فإذا لم تقم المجتمعات برعاية تلك المواهب العقلية الفذة خير رعاية وتهيئة الجو المناسب لظهورها وتبلورها فإنها تضيع فرصة الارتقاء بالأمة في الأجيال القادمة. ومضت الدكتورة خولة بقولها: من هنا أرى أن الاهتمام بالمتفوقين والموهوبين تزايد منذ منتصف القرن الحالي وتزايدت الدراسات والأبحاث التي تناولت هؤلاء للإفادة من قدراتهم وتطويرها إلى أقصى حد ممكن، كما ظهر الاهتمام بالمتميزين وذوي القدرات المرتفعة في صور مختلفة من بلد إلى آخر، واتخذت أساليب رعايتهم أنماطاً متعددة. وإدراكاً لأهمية الرعاية الخاصة للمتفوقين واستثمار الطاقات العقلية في أجواء ملائمة قد تسهم بشكل إيجابي في إيجاد قيادات للمستقبل في شتى المجالات تم تأسيس مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة الذي كانت فكرته تقوم على تهيئة مكان ذي مواصفات وتجهيزات وبرامج مساندة خاصة للمنهج التعليمي ومعززة له لرعاية المتفوقين من الصف الخامس حتى نهاية الصف الثالث الثانوي، وتوفير بيئة تربوية تساعد الطلاب المتفوقين على إبراز مواهبهم والعمل على رعاية المواهب المتميزة وتفجير الطاقات المبدعة بكل صورها. وكانت الرؤية تخريج طلاب مزودين بالقيم الإسلامية معرفة وسلوكاً وممارسة، مكتسبين للمعارف والاتجاهات النافعة، قادرين على التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر في ضوء الاهتمام بالتفوق العلمي والمعرفي من خلال العناية بالبرامج الإثرائية بأساليب تعليمية متطورة، محققين للتفوق والتميز في ظل الانتماء والمواطنة. وأشارت إلى أنها معجبة بتركيز إدارة المجمع على استقطاب المعلمين البارزين في مجال التعليم والتربية مع إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة في مجال الحاسب الآلي والوسائل التعليمية ومهارات التدريس المختلفة. وأشادت كذلك باهتمام المجمع بتطوير مهارات الطلبة الاجتماعية والانفعالية إضافة إلى اهتمامهم بالقدرات الفردية والناحية الشخصية له من خلال تدريب الطلبة على مهارات تنمية الذات (القيادة - الإلقاء والتحدث...) والمشاركة الجماعية والاجتماعية. وأردفت قائلة: تعد مثل هذه التجارب التي تساعد على استغلال طاقات الطلبة وتوجيهها الوجهة الصحيحة بناء على ما عندهم من إمكانات وقدرات من التجارب الرائدة في المملكة التي حبذا لو تُعمم في مدن أخرى، مع التركيز على رعاية الطلبة منذ سن مبكرة؛ لأن ذلك أفضل بكثير من الانتظار إلى سن متأخرة قد يصعب فيها توجيه المتفوق الوجهة الصحيحة؛ نظراً لما يكتسبه من أساليب وعادات يصعب علينا تغييرها. إضافة إلى أن هذه التجربة تطبق حالياً على الذكور فقط، ولتحقيق التكامل في تقديم الخدمات في المجتمع علينا أن نقدم مثل هذه الخدمات للذكور والإناث على حد سواء. وفي الختام قدمت شكرها لأصحاب الفكرة ولجميع القائمين على هذا المشروع الرائد. فيما أكد الأستاذ مازن السلمي - مشرف تدريب برعاية الموهوبين بالإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة - أن تجربة مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة في احتضان التفوق من الصف الخامس حتى الثالث ثانوي، تُعَدّ تجربة فريدة ومتميزة، ساهم في نجاحها اهتمام صاحب القرار بالمنطقة (مدير التعليم) بمسيرتها التربوية والتعليمية، مشيراً إلى أن أية تجربة تلقى الاهتمام تنجح بنسبة 75% قبل بدايتها، وهو ما يسمى تخطيط ما قبل التنفيذ. وقال الأستاذ مازن: إنني أتمنى أن يتم التوسع فيها بعد التأكد من نتائجها بشكل علمي، ومن ثم تعميمها عقب تقنينها على البيئة في كل مدينة من مدن المملكة.