في مثل هذا اليوم من عام 1954م تم تدشين الغواصة الأمريكية ناتيلوس وهي أول غواصة نووية في العالم، للعمل في الأسطول الأمريكي. وقد تم بناء الغواصة تحت إشراف الكابتن هايمن ريكوفر، وهو مهندس عبقري ولد في روسيا والتحق بالبرنامج النووي الأمريكي عام 1946م. وفي عام 1947م، تولى مسؤولية البرنامج النووي التابع للأسطول وبدأ العمل في بناء غواصة نووية. وبالرغم من نظرة المنتقصين من قدره على أنه متعصب، إلا أن ريكوفر نجح في بناء أول غواصة نووية في العالم قبل الموعد المقرر لذلك بعام. وفي عام 1952م، وضع الرئيس هاري ترومان الجزء الأول في بناء الغواصة في يوم 21 يناير، وفي عام 1954م، قامت السيدة الأولى، مامي أيزنهاور، بكسر زجاجة شمبانيا على جدار الغواصة عند إطلاقها في نهر التامز في مدينة جروتون بكونكيتكت. وبعد دخولها إلى خدمة الأسطول الأمريكي في 30 سبتمبر 1954م، بدأ تشغيلها باستخدام الوقود النووي في صباح 17 يناير عام 1955م. ويبلغ طول ناتيلوس 319 قدماً ووزنها 3.180 طن لتكون بذلك أكبر بكثير من الغواصات التي سبقتها والتي كانت تعمل بالديزل والكهرباء. ويمكنها البقاء تحت سطح المياه إلى فترات غير محدودة حيث إن محركها النووي لا يحتاج للهواء وإنما لكمية صغيرة جدا من الوقود النووي. ويقوم المفاعل النووي الذي يعمل باليورانيوم بإنتاج بخار يكفي لتشغيل توربينات الدفع، وبذلك تبحر ناتيلوس تحت سطح الماء بسرعة 20 عقدة. وفي سنوات عملها الأولى، حطمت ناتيلوس العديد من الأرقام القياسية التي حققتها غواصات أخرى، وفي أغسطس 1985م، قامت ناتيلوس بأول رحلة لها تحت مياه القطب الشمالي. وقد خرجت ناتيلوس من الخدمة في 3 مارس 1980م بعد حوالي 25 عاماً من العمل وبعد أن قطعت حوالي 500.0000 ميل. وبعد أن أصبحت (رمزاً قومياً) في عام 1982م. وعرضت كأول غواصة نووية في العالم في عام 1986م تحت مسمى (ناتيلوس السفينة التاريخية) في متحف القوات البحرية في جروتون، بكونكيكت.