قتل عشرون شخصاً على الأقل وأصيب آخرون عندما انطلق غاز سام في غواصة نووية روسية في بحر اليابان مساء السبت. وأعاد الحادث الأسوأ من نوعه منذ ثماني سنوات إلى الأذهان مأساة غرق الغواصة النووية"كورسك"في بحر بارنتس عام 2000، ومقتل كل ركابها ال118 وقع الحادث أثناء قيام الغواصة النووية وهي من طراز"نيربا"بتجارب نهائية في بحر اليابان، تمهيداً لانضمامها إلى ترسانة الغواصات النووية في أسطول المحيط الهادئ الروسي. وقال ناطق باسم الأسطول إن نظاماً كيماوياً حديثاً مضاداً للحرائق اشتغل آلياً، ما أدى إلى إطلاق غاز"فريون"السام، في القطاعين الأول والثاني من الغواصة. وعزا الخبراء العدد الكبير للقتلى والمصابين إلى عدم تمكن البحارة والخبراء الفنيين الذين كانوا يشرفون على تجربة الغواصة من استخدام الأقنعة الواقية من الغازات. وأوضح الناطق أن النظام المضاد للحرائق يعد من أكثر الأنظمة فعالية وسرعة في مواجهة الحرائق وهو يعمل آلياً فور انتشار الدخان، لكنه شديد الخطر على حياة الطاقم في حال لم يتم استخدام الأقنعة الواقية. ولم يتمكن الخبراء من تحديد أسباب التشغيل المفاجئ للنظام، ما دفع البعض إلى ترجيح أن يكون خطأ بشري في البرمجة أدى إلى وقوع الحادث. وتفيد معطيات وزارة الدفاع بأن ستة من القتلى هم من العسكريين والباقين خبراء مدنيون. وأكد العقيد البحري إيغور ديغالو، مساعد القائد العام للأسطول الروسي، أن الحادث لم يسفر عن تسرب أو مشكلات في المفاعل النووي للغواصة التي تحركت من منطقة وقوع الحادث في عرض المحيط الهادئ ذاتياً برفقة سفينة إنقاذ روسية، ووصلت أمس إلى مركز بحري قرب مقاطعة بريموريه أقصى شرق روسيا. وشدد ديغالو على أن الوحدة الرئيسية لتوليد الطاقة في الغواصة تعمل بصورة طبيعية، كما أن مستوى الإشعاعات داخل الغواصة يتطابق مع المواصفات العادية. وعلى رغم محاولة السلطات الروسية تأكيد عدم احتمال وجود مضاعفات للحادث، فان السلطات اليابانية أعلنت الشروع في"عمليات فحص وتحليل"للمعلومات الصادرة عن موسكو تحسباً لوجود تسربات نووية، وأكدت وزارة الدفاع اليابانية إنها ستقوم بفحص المياه والهواء في المنطقة . وتعد"نيربا"من أحدث الغواصات النووية الروسية إذ تنتسب إلى الجيل الثالث منها، وهي مجهزة للغوص على عمق 600 متر وقادرة على البقاء تحت سطح الماء مئة يوم، ومسلحة بطوربيدات حديثة، وكان يجب أن تدخل الخدمة العسكرية الميدانية بعد التجارب الأخيرة مباشرة أي قبل حلول نهاية هذا العام، لكن خبراء رجحوا تأجيل ضم الغواصة الجديدة إلى الأسطول الروسي بسبب الحادث. ولفت الحادث الجديد الأنظار إلى وضع سلاح الغواصات الروسية خصوصاً بعدما فاخرت السلطات العسكرية أكثر من مرة أخيراً بامتلاكها"غواصات حديثة لا يوجد مثيلها في الغرب". ويعد هذا الحادث التاسع الذي تتعرض له غواصة نووية روسية منذ العام 1992، والأسوأ منذ العام 2000، عندما أسفر انفجار في الغواصة النووية"كورسك"عن غرقها ومقتل أفراد طاقمها ال118 بعد فشل محاولات انتشال الغواصة من عمق 107 أمتار في بحر الشمال الروسي. نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 18 ط: الرياض