لا يخلو مجلس سعودي من الحديث عن أسهم الشركات، وفي كل يوم تتوسع أعداد المتعاملين في هذه السوق التي تشهد طفرة غير مسبوقة، ورغم المخاطرة فإن سوق أسهم الشركات تعد الأفضل من حيث التنظيم، أو هي الأفضل على الإطلاق وهذا العامل الرئيسي في جذب أعداد المتعاملين إليها. وعلى العكس تماماً، يظهر ركود قوي في النشاط العقاري توج بانخفاض بسيط في أسعار العقارات، وفي كل حين تزيد الطينة بلة، فاليوم تخبط و(زرف) أموال في الكثير من المساهمات، وغداً ظهور تنظيم (إلزامي) من قبل وزارة التجارة وغير إلزامي من قبل كبار رؤوس الأموال - ليس جميعهم - للمساهمات العقارية.. وبعدها وقف دون سابق إنذار ولأجل مجهول لتنفيذ مساهمات عقارية! السوق العقارية التي يقدر حجم الاستثمار فيها محلياً بحوالي 267 مليار دولار، تعاني من تخبطات وعجز عن التنظيم منذ ولادتها وفي كل يوم يزداد دائها ويختفي علاجها.. في الوزارات وإمارات المناطق والمحاكم، مئات المواطنين يحملون ملفات قديمة تضم مستندات وشيكات و(هموم) مساهمات عقارية متعثرة ومبعثرة! لا يصدق (عاقل) تواصل عجز تنظيم القطاع العقاري ولا أجد حرجاً في الاستعانة بالبنك الدولي أو فريق (طاش ما طاش) لحل المعضلة التي تؤرق أيتاماً وأرامل ومسنين وشبابا! يا وزارة التجارة والصناعة.. متى نفيق مما نحسب أنه حلم مزعج لا يفارقنا؟ متى نصحو غير (مهمومين) بما أنتم به غير (مهمومين).