الحوار مع الآخر ضرورة لفهم وتطوير الثقافات العربية

البيئة الأدبية في السودان طاردة

أكد عدد من أساتذة الجامعات العربية على ضرورة الحوار مع الآخر والدعوة نحو دراسة وفهم الثقافات المختلفه بحيث يستند إلى المنهج النقدي للوصول إلى ايجابيات تلك الثقافات مع عدم الاستسلام لثقافات معينة والأخذ بها دون مراعاة مدى تناسبها للواقع العربي.
وأكدت د. سامية عبد الرحمن أستاذ الفلسفة في الندوة التي عقدت مؤخرا بجامعة عين شمس بعنوان (الثقافة العربية بين الوحدة والتعدد) على أهمية تبادل الثقافات بحيث لا ننغلق على انفسنا ونقبل الانفتاح على الثقافات الاخرى ولكن بمنظور نقدي يسمح لنا بدراسة هذه الثقافات والأخذ منها بما يناسبنا ولا يتعارض او يتصادم مع جمهور ثقافتنا وركزت كذلك على ضرورة اعادة تجديد الهيئة الثقافية العربية وتغذيتها بعناصر فعالة تتلاءم مع مقتضيات العصر الذي نعيشه بكل ما فيه من مستجدات علمية وفكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية مع عدم الاستسلام لدعوات خارجية تطالبنا بمراجعة شاملة وتغيير جذري لمفردات هويتنا الثقافية العربية.
وأشار د. يحيى فرج استاذ الفلسفة بجامعة عين شمس إلى ان الحوار بين الثقافات لا يعني خضوعنا للثقافات الغربية وتقليدنا لها ولكن يساهم في ادراك وفهم تلك الثقافات وما تتضمنه من افكار عن العرب والاسلام وأكد على ضرورة الحوار العربي بين الذات والآخر لتكوين منظومة عربية موحدة تكون قادرة على صد أي غزو فكري وثقافي يستهدفها مع ضرورة تجسيد المناهج الفكرية وموضوعية الحوار وتقليل مساحة الاختلاف وادراك المتغيرات والتحديات التي تحيط بالعالم العربي والخارجي.
وأكدت د. حنان سالم استاذ الاجتماع على أهمية الثقافة كنمط للتفكير وأسلوب للحياة ودافع لتطوير المجتمعات وازدهارها وقالت ان المجتمع العالمي يشهد حاليا عديدا من الثقافات غير المتكافئة في المنافسة وهو ما ظهر في غلبة الثقافة الغربية وهيمنة النموذج الثقافي الامريكي تحت مسمّى العولمة والذي تكمن خطورته في تغيير انساق القيم العربية السائدة والتراث الحضاري والديني ودعت إلى ضرورة تطوير وتجديد الخطاب الثقافي العربي بحيث يشمل الايجابيات والسلبيات للفترة الراهنة مع اقرار الواقع العربي الذي تقدم في عدد من الدول بجانب احياء التراث الثقافي العربي وتوثيق روابط عربية قادرة على الحوار واثبات الذات مع الثقافات الاخرى.
وركز د. مجدي الجزيري على متطلبات الحوار الثقافي العربي من حيث اعادة صياغة السياسات الثقافية العربية وابتكار معارف جديدة تواكب العصر وتربط بين الثقافة والتنمية وانتقدت فكرة اندماج الحضارات أو الحضارة العالمية كما يسميها البعض ورأى ان الوصول لذلك لن يتحقق لعدم التكافؤ بين الحضارات وانه لن تكون هناك حضارة عالمية بالمعنى المطلق لأن الحضارة تعني تعايش الثقافات بكل تنوعاتها مع احتفاظ كل منها باصالتها وأكد على ان الحوار بين الثقافات بهدف فهم الآخر والعمل على صد أي محاولات للهيمنة على ثقافتنا وليس بهدف الاندماج مع تلك الثقافات الغربية.