أكد جبريل الرجوب، مستشار الأمن القومي للرئيس الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية ستسعى جاهدة لنزع أسلحة جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة بعد الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض وأن السلطة الفلسطينية لن تسمح بوجود أي (ميليشيات) مسلحة في الشوارع. وقال الرجوب في تصريحات خضها بالإذاعة الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي (2-9-2005)، رصدتها غرفة الأخبار بمكتب (الجزيرة): إن السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع القوات المصرية ستعمل على منع تهريب الأسلحة من المعابر وضمان الاستقرار على امتداد محور صرح الدين (فيلادلفيا) الفاصل بين جمهورية مصر العربية وقطاع غزة. وفيما يخص معبر رفح الحدودي أشار الرجوب أن السلطة الفلسطينية لا تمانع بوجود طرف ثالث في المعبر من أجل ضمان مواجهة عناصر القلق، وأضاف يقول: إن الفلسطينيين معنيون بضمان استمرار التهدئة لأنها تخدم مصلحة الفلسطينيين. يذكر أن معظم فصائل المقاومة الفلسطينيّة أعلنت رفضها جملةً وتفصيلاً تسليم سلاحها، معتبرةً أن الانسحاب الصهيونيّ من قطاع غزة ليس نهاية العدوان وأنّ سلاح المقاومة هو الضمان الوحيد لحماية الشعب الفلسطينيّ وممتلكاته. وأكد بيان صادر من كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن سلاح المقاومة في فلسطين سلاح شرعي، وأن الاندحار الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية هو اندحار سطرته دماء الشهداء الفلسطينيين بسلاح شريف لم يعرف وجهة له إلا الاحتلال المغتصب للأرض الفلسطينية. واعتبرت كتائب الأقصى أن دعوات وقف الاحتفاظ بسلاح المقاومة هي دعوات باطلة ولن تهمنا ولن نأخذ بها، مؤكدة أن أي مساس بسلاح المقاومة هو مساس بدماء الشهداء التي صنعت النصر ولهو بداية خدمة لأمريكا وإسرائيل للإبقاء على باقي أرضنا المحتلة، وإبقاء الإسرائيليين يعيشون بسلام)، وان سلاح المقاومة سيبقى هو الحامي للوطن والمواطن الفلسطيني. من ناحيتها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان، د. محمود الزهار، أبرز قادتها السياسيين : إن أي حديث عن نزع الأسلحة، أو عن تشكيل جيش واحد حديث غير واقعي.. وأكد الزهار، في حديث خاص مع (الجزيرة): أن حركته ترى بأن تسليم سلاح المقاومة جريمة بحق المواطن الفلسطيني، وخيانة لهذا الوطن.. وقال: إننا في حماس لم ولن نركن يوماً إلى التحالفات مع العدو، وإننا لا نساوم على حقوق شعبنا مهما كلف الأمر (..). وأكد الزهار على أن حماس لم (تُصنع أولاداً في مصانعها)؛ بل إن الشعب الفلسطيني هو الذي حمى المقاومة وأمدها بالمال والأولاد، وأنه إذا كان هناك بطل حقيقي لهذا النصر المجتزأ في قطاع غزة، فهو بالتأكيد الشعب الفلسطيني بأبنائه وبناته الذين شكلوا العلامة الفارقة في تاريخ فلسطين المعاصر.