ظهر رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل ظهر أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو المعروف باقامته في دمشق، لاعلان رؤية الحركة من مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وتحدث عن"مزارع شبعا"اخرى في القطاع اذا بقي اثر للاحتلال الاسرائيلي عند معابرها أو على مياهها، وبدت رؤية"حماس"نسخة فلسطينية عن رؤية"حزب الله" لما بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. وتمت المشاركة في المؤتمر الصحافي بتدابير أمنية مشددة من جانب"حزب الله"الامنية. واعتبر مشعل في مؤتمره الصحافي ان وجوده في بيروت له"رمزية"المكان. وقال ل"الحياة":"إن بيروت وكل ارض عربية ارض تتسع لنا، نحن ما زلنا في الشتات ومن حق امتنا علينا ان تفتح ابوابها لنا من دون ان نتدخل في شؤونها او نسيء اليها كما هي تجربة"حماس"المعروفة". وحين سئل عما اذا كانت دمشق لا تحتمل اعلان مواقفه منها، اكد العكس قائلاً:"ان دمشق ستبقى تتسع لنا كما بيروت، وكانت لنا في الايام الماضية اتصالات مع قادة عرب". من دون ان يدخل في المزيد من التفاصيل. على خلفية ملصق كبير رفع في القاعة وكتب عليه"اليوم غزة وغداً القدس"، وزُين بصور ابرز قادة"حماس"الشهداء وفي مقدمهم الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، استهل مشعل مؤتمره بوصف الانسحاب من قطاع غزة على انه"اندحار"لكنه"خطوة مهمة وانجاز حقيقي ومهم لأنه اول انسحاب حقيقي من الارض الفلسطينية وبداية تفكيك للمشروع الاستيطاني"، مؤكداً ان الانسحاب"انجزته المقاومة ومن حق الشعب الفلسطيني ان يفرح". واعتبر مشعل في ضوء خطوة الانسحاب"ان المشروع الصهيوني بدأ يتراجع وينحسر فيما مشروع المقاومة يتقدم وينجز"، واصفاً اللحظة الراهنة بأنها"لحظة انعطاف لكن في بداياتها وأمامنا جهد كبير". المسؤول القيادي أكد"ان المقاومة خيار استراتيجي لا حياد عنه وسلاحها حق مشروع لن نقبل أي مساس به لأن مسيرة التحرير لم تكتمل بعد حتى في القطاع". وحرص في المقابل على القول:"إن سلاح المقاومة سلاح راشد ومنضبط ولن يستعمل في أي خلاف داخلي". ولم يجد مشعل الذي اطلق من بيروت دعوة الى المستثمرين الفلسطينيين في الخارج والمستثمرين العرب لاستثمار اموالهم في قطاع غزة، في هذه الدعوة تناقضاً مع مواصلة المقاومة والابقاء على السلاح بل اعتبر الامر"عملية متكاملة مع مشروع المقاومة والتحرير". وخصص مشعل جزءاً من المؤتمر للحديث عن العلاقة مع السلطة الفلسطينية، فأكد"اننا لم ننازع يوماً على السلطة، ولن نفعل لكن من حقنا ان نرفض التفرد، آن الأوان لتصحيح الخلل ولا بد من ترتيب البيت الفلسطيني بحيث نحقق شراكة حقيقية في القرار والمسؤولية الفلسطينية"، معتبراً الدم الفلسطيني والوحدة الوطنية"خطاً احمر". ورأى ان تحقيق المشاركة يكون"من خلال الانتخابات البلدية والتشريعية". ودعا مشعل الدول العربية الى عدم استعجال التطبيع مع العدو بحجة خروجه من غزة. وأكد ان آرييل شارون"سيصعد عدوانه"بعد ان يكون انهى مشروعه في فك الارتباط ليزايد على بنيامين نتانياهو في السباق على رئاسة ليكود". وحدد ثوابت لافتة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، فلم يتحدث عن استرجاع كل فلسطين انما تحدث عن"حق الارض والقدس وحق العودة والسيادة الحقيقية وان نعيش في كيان حقيقي مستقل يملك الارادة والقرار". ولم يسقط مشعل من حسابات المقاومة مصير الاسرى، وذكر بأن"التهدئة التي جعلنا على رأس شروطها الافراج عن المعتقلين ليست مفتوحة وستقرر"حماس"والمقاومة الموقف في شأنها في الوقت المناسب وسنكون قادرين وربما بما لا يتوقع العدو بما يمكننا من الافراج عن معتقلينا".