مع اقتراب موعد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي تماماً من قطاع غزة المتوقع منتصف الشهر الجاري، أخذت دائرة الجدل والسجال والخلاف بين السلطة الفلسطينية من جهة وفصائل المقاومة من جهة أخرى تتسع يوماً بعد يوم. فالسلطة الفلسطينية ما زالت ترسل رسائل يومية عبر وسائل الاعلام مفادها انها لن تسمح ببقاء الاسلحة مع المجموعات او المليشيات المسلحة بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع، واربع مستوطنات شمال الضفة الغربية بعد احتلال دام 38عاماً، بموجب خطة فك الارتباط الاسرائيلية. واكثر المتصدين لهذا الموضوع هو وزير الداخلية والامن الوطني اللواء نصر يوسف. واخر هذه الرسائل ما نشرته وزارة الداخلية والامن الوطني على موقعها على الشبكة العنكبوتية على لسان يوسف الذي شدد على انه"في حال الانسحاب الاسرائيلي الكامل والشامل من قطاع غزة، ستكون هناك سلطة وطنية واحدة، وبندقية واحدة، ومرجعية واحدة". واعتبر يوسف في تصريحاته التي أدلى بها في جنين أول من امس ان"الوضع القائم حالياً في غزة لا يجب ان يستمر، خصوصاً بعد زوال الاحتلال، فشعبنا في غزة بحاجة الى الأمن والهدوء". وفي خان يونس قال يوسف أمس اثناء زيارة لقوات الامن الوطني هناك ان السلطة لن تسمح خلال المرحلة المقبلة بوجود أي سلاح خارج المؤسسة الأمنية، التي ستكون مهمتها الحفاظ على الأراضي التي سيتم اخلاؤها. لكن القيادي البارز في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس اسماعيل هنية شدد في المقابل على ان الحركة لن تتفاوض مع أي جهة كانت حول سلاحها. وقال هنية في مهرجان خطابي في حي الشجاعية بمدينة غزة اول من امس ان"الحركة لا تستعرض بسلاحها على أي طرف فلسطيني، وانها لا تستعرض سلاحها الا في مواطن المواجهة والمقاومة وانها ماضية في مشروع المقاومة حتى تحرير بقية الاراضي الفلسطينية". واكد هنية ان"سلاح حماس والمقاومة سيبقى خارج دائرة التفاوض مع أي جهة كانت، فهذا السلاح الذي يدافع عن الشعب الفلسطيني هو امانة في اعناق شعبنا". وحسب الشبكة الاعلامية الفلسطينية المقربة من"حماس"فإن قيادياً في"كتائب شهداء الاقصى"يدعى"ابو عبدالله"رد على تصريحات في هذا الشأن ادلى بها مستشار الأمن القومي الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، للاذاعة الاسرائيلية اول من امس وقال فيها ان السلطة الفلسطينية ستعمل على نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة الفلسطينية بعد الانسحاب التام من القطاع، ولن تسمح بوجود مليشيات مسلحة في الشوارع. واضاف الرجوب في تصريحاته ان السلطة ستعمل مع مصر على منع تهريب اسلحة الى القطاع، وعلى ضمان الاستقرار على محور صلاح الدين جنوب القطاع الذي يعبر الحدود بين القطاع ومصر. واعلن ابوعبد الله في رده على الرجوب رفضه القاطع هذه التصريحات. واعتبر"ابو عبدالله"ان هذه التصريحات هزيلة وتقود الى حرب داخلية فلسطينية. وشدد على انه لن يتم نزع سلاح أي جناح عسكري لأن فلسطين ليست غزة فقط، معتبراً ان فلسطين"من البحر الى النهر"في اشارة الى فلسطين التاريخية الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الاردن.