ندّد الزعماء السود في الولايات بالاستجابة البطيئة للدمار الذي سببه الإعصار كاترينا وقالوا: إن الفقراء ومعظم ضحايا الإعصار من السود في نيوأورليانز تحمّلوا العبء الأكبر من هذه المعاناة. وقال ايليجا كومينجز عضو مجلس النواب الديمقراطي والرئيس السابق لمؤتمر السود بالكونجرس: (لا نستطيع أن نسمح أن يقول التاريخ إن الفرق بين هؤلاء الذين عاشوا والذين ماتوا في هذه العاصفة العاتية والفيضانات في 2005م لم يكن أي شيء سوى الفقر أو السن أو لون البشرة). كما قالت كارولين كيلباتريك عضو الكونجرس السوداء: (أشعر بالخجل من أمريكا). وأقر الرئيس الأمريكي جورج بوش صباح أمس الجمعة (بأن نتائج جهود الإغاثة غير مقبول) وذلك بعد أربعة أيام على مرور الإعصار وفيما تستمر مشاهد الخراب في نيوأورليانز في المناطق الأخرى المنكوبة في جنوب البلاد. وأثارت النسبة الطاغية من السود بين اللاجئين التي ظهرت جلية للأمريكيين من خلال التغطية التلفزيونية للحشود الضخمة من السود وهم يطلبون المياه والطعام في نيو أورليانز تساؤلات بشأن دور الطبقة والعنصر في رد الفعل. وتشير أرقام الإحصاءات إلى أن السود الذين كانوا هدفاً متكرراً للتمييز في المعاملة منذ أيام الرق يشكلون نحو ثلثي سكان نيو أورليانز البالغ عددهم نحو 500 ألف نسمة. ويعيش نحو 28 في المئة منهم تحت خط الفقر وهو ما يزيد مرتين عن المعدل القومي للفقر. وقال كومينجز في مؤتمر صحفي: (كثيرون من الأمريكيين الذين يصارعون من أجل النجاة.. أمريكيون ملونون.. صرخاتهم من أجل المساعدة تواجه أمريكا باختبار لتوجهنا المعنوي كأمة). وقال وليام جيفرسون وهو عضو ديمقراطي أسود في مجلس النواب يمثل معظم نيوأورليانز في مقابلة تلفزيونية: (لو لم يكن هؤلاء الأشخاص فقراء وسود لما كانوا تركوا في نيوأورليانز في المقام الأول. زمن الاستجابة وكل الباقي من ذلك.. لا أعرف إذا كان لهذا صلة بحقيقة أن هؤلاء الأشخاص سود. فهو له صلة بحقيقة أن هؤلاء الناس فقراء ويائسون وتركوا في وضع لا يملكون فيه وسيلة للخروج. ورفضت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض أي إشارة إلى أن العنصر أو الطبقة لعب دوراً في الاستجابة على الإعصار. وقالت: (نهتم بإنقاذ ومساعدة كل الناس المتضررين من الإعصار بصرف النظر عن العنصر أو اللون أو العقيدة). وفي ذات الوقت أعلن عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي أنهما سيفتحان تحقيقاً فيما وصفاه (بالاخفاق الكبير) لاستجابة الحكومة لضحايا الإعصار كاترينا. وقالت السناتور الجمهوري سوزان كولينز التي ترأس لجنة الشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ والسناتور جوزيف ليبرمان أكبر عضو ديمقراطي باللجنة: إنهما يعتزمان بدء تحقيق الأسبوع المقبل عندما يعود مجلس الشيوخ بكامل أعضائه من عطلة صيفية. وقالا: (من مسؤوليتنا أن نحقق حول التقاعس للتحضير والتحرك بشكل غير كافٍ لمواجهة هذه العاصفة الرهيبة) ونددا بما وصفاه (فشلاً ذريعاً). وقال الاثنان في بيان مشترك: (نعتزم المطالبة بردود بشأن كيفية حدوث هذا الإخفاق الكبير ولكن تركيزنا المباشر لا بد أن يكون وسيكون على ما يستطيع الكونجرس أن يفعله لمساعدة عمليات الإنقاذ والطوارئ الجارية.. إنها أيضاً مسؤوليتنا أن نحقق في انعدام الاستعداد والاستجابة غير الكافية لهذه العاصفة الفظيعة). وأضافا أن (من الواضح بشكل متزايد أن القصور الخطير في الاستعدادات والاستجابة عرقل جهود الإغاثة في وقت حرج). ودعا الجمهوري بيل فيرست زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ إلى هذا التحقيق قائلاً: إنه يأمل بأن تحسن الدروس المستفادة من رد الحكومة على الكوارث التي تحدث مستقبلاً. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يواجه غضباً متزايداً جراء التأخير والفشل في جهود الإغاثة الاتحادية قد زار منطقة الكارثة يوم الجمعة ليشاهد صور الدمار بأم عينه. وشملت زيارة بوش مدينة بيلوكسي ميسيسبي الساحلية، حيث احتضن سكانها الذين كانوا ينتحبون وهو يسمع الانتقادات الموجهة إلى تباطؤ جهود الإغاثة ثم عقد مؤتمر صحفي أعد بصورة مرتجلة على خلفية الأشجار التي اجتثت من جذورها والمنازل التي سحقها الإعصار.